رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
الغيب وانواعه يبينه امام الدعاة الشيخ محمد الشعراوى
اوضح العالم الجليل وامام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله خلال شرح خواطره حول القرآن الكريم ما يعنيه الغيب وانواعه مؤكداً ان الله تعالى هو عالم الغيب، ولا يخفى عليه شيء وذلك مصداقاً لقوله تعالى {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)} [يونس: 61]
و بين فضيلته ان الغيب يعنى ما غاب عن الناس فما يغيب عن بعض الناس ولا يغيب عن غيرهم فهو ليس غيباً مطلقاً ضارباً على ذلك مثلا توضيحياً بقوله " الرجل الذي سُرق منه شيء، هو لا يعرف أين يوجد الشيء الذي سُرق منه، ولكن اللص يعرف، وكذلك من ساعد اللص وأخفاه وأخفى له المسروقات، كل هؤلاء يعلمون، وأيضاً الجن الذين كانوا في نفس مكان السرقة يعلمون، فهذا ليس غيباً مطلقاً. "
و اشار امام الدعاة الى ان الغيب لونين منه ما استأثر الله بعلمه؛ فلا يعلمه إلا هو سبحانه.لقوله تعالى "{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ} [البقرة: 255] .
وهناك غيب الذي يكشفه الله سبحانه لخلقه _ وقد يكشفه بنقله لهم وإما بالمقدمات أو بالصدفة، وقد نسب المشيئة واحاطة البشر لذلك الغيب منه سبحانه
فقد اشار الى ان هناك غيباً موقوتاً مثل أسرار الكون كجاذبية الأرض، والسالب والموجب في الكهرباء، وتلقيح الرياح للسحاب لينزل الماء، مبيناً ان ميلاد بعض من أسرار الكون كان تنبيهاً من الله تعالى لأحد عباده لكي يتأمل؛ويكتشف سِرّاً من تلك الأسرار.لافتاً ان أغلب أسرار الكون تم اكتشافها صدفة، لنفهم أن عطاء الله بميلادها دون مقدمات من الخَلْق أكثر مما وُصِل إليه بالعطاء من مقدمات الخلق.
أما الغيب الآخر المنقول لبعض البشر و الذي لا يعلمه أحد إلا هو سبحانه فلا يُجَليِّه إلا لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َومن يعمل بعمله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ويقتدي به؛ فيهبه الله تعالى هِبةً يراها الناس فيعرفون أن مَنْ يتّبع الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ كقدوة يعطيه الله سبحانه الهبات النوارنية فيقول الحق عنه:{عَالِمُ الغيب فَلاَ يُظْهِرُ على غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ارتضى مِن رَّسُولٍ} [الجن: 2627] .
اترك تعليق