بينما يحتفل لاعبو ريال مدريد في التاسع والعشرين من ماي الماضي بالتتويج بلقب دوري الأبطال للمرة الرابعة عشرة في تاريخهم، قدم زميلهم البلجيكي إدين هازارد وعدًا للجماهير.
"العام المقبل سأبذل قصارى جهدي من أجلكم". إنها الكلمات التي استخدمها هازارد تحديدًا ليعبر عن مشاعره الشخصية وتطلعاته في الموسم الجديد الذي انطلق مؤخرًا ولعب فيه الريال ثلاث مباريات رسمية حتى الآن: كأس السوبر الأوروبي وأول جولتين في الدوري الإسباني.
احتضنه زملاؤه بعد هذه الكلمات وأخذوا يهتفون باسمه كبادرة على مودتهم تجاهه، خاصة وأن سلوكه كان مثاليًا داخل غرفة الملابس منذ انتقل إلى النادي الملكي في 2019.
ومنذ حط هازارد الرحال في النادي الملكي لازمه سوء حظ غريب منعه من تقديم أفضل مستوياته، وآخر دليل على هذا ما حدث أمس في مواجهة سيلتا فيغو في الجولة الثانية لليغا حين حل بديلًا وقرر زميله في الفريق، الفرنسي كريم بنزيمة أن يسمح له بتسديد ركلة الجزاء التي احتسبت له.
إنه موقف يُحسب لبنزيمة، إذ فكر في زميله وكيف أن تسجيله للركلة قد يرفع من معنوياته في بداية الموسم، بل وأن الأمر قد يكون فأل خير لينفذ البلجيكي وعده المنتظر.
لكن على عكس التوقعات، فشل هازارد في تسجيل ركلة الجزاء، إذ تصدى لها حارس سيلتا فيغو في المباراة التي فاز بها النادي الملكي بأربعة أهداف لواحد.
وظهر على اللاعب البلجيكي تأثره بإهدار هذه الركلة، وأغلب الظن أنه فكر في أن هذا الموسم قد يشهد استمرار سوء الحظ الذي يلازمه.
ومنذ انضم اللاعب إلى مدريد تعرض إلى سلسلة كبيرة من الإصابات والغيابات التي أثرت بالسلب على ظهوره مع النادي، ومستواه، بل ومشاركاته حتى بعد شفائه من كل إصابة.
ففي موسم 2019-2020 تعرض لشرخ في القدم أبعده قرابة شهرين عن الفريق، ثم غاب نحو شهرين ونصف آخرين بعد تعرضه لكسر في عظم الشظية، ونتيجة لغيابه لم يشارك في 20 مباراة حينذاك.
لم ترحم الإصابات اللاعب البلجيكي في موسم 2020-2021 أيضًا، فعلى الرغم من أنه لم يتعرض لإصابات خطيرة إلا أنها كانت عديدة ومستمرة، بما فيها عدوى فيروس كورونا.
في البداية ظل هازارد قرابة الشهر بعيدًا عن الملاعب نتيجة لإصابته بكدمة في بداية الموسم، ثم غاب لشهر آخر نتيجة لإصابة عضلية، ثم جاء فيروس كوفيد-19 ومن بعده ثلاث إصابات أخرى عضلية أدت إلى غيابه 100 يوم عن الفريق و30 مباراة.
استمرت مشاكل اللاعب العضلية في الموسم الماضي، إذ تعرض لإصابة في الفخذ أبعدته شهرًا ونصفًا، ثم مشكلة عضلية أخرى جعلته يغيب خمسة عشر يومًا، ثم جاء التهاب المعدة ومعه غياب مدته أسبوع ونصف، ثم كسر في الشظية ومعه شهر ونصف آخر من الغياب.
وعلى الرغم من أن هازارد جاء إلى النادي الملكي كنجم يُنتظر منه الكثير، فإنه حتى الآن لم يتمكن من خوض مباراة كلاسيكو واحدة، ففي أول موسمين كان غائبًا بسبب الإصابة، وفي الموسم الماضي لم يشارك في مواجهة البرسا والريال الأولى على كامب نو على الرغم من استدعائه، إذ لم يدفع به المدير الفني كارلو أنشيلوتي ولو لدقيقة واحدة، وهو نفس ما حدث في نهائي كأس السوبر الإسباني، وفي كلاسيكو البرنابيو الذي فاز فيه البرسا برباعية.
وعلى الرغم من هذه البداية غير المبشرة لهازارد، الذي أكد قبل انطلاق الموسم رغبته في إثبات أنه ليس "مُنتهيًا"، فإن الموسم لا يزال طويلًا وسيمتلئ على الأرجح بالتقلبات التي ربما يتمكن فيها البلجيكي من تحقيق وعده المنتظر.
هسبورت - إفي
اترك تعليق