سيطرت حالة من الحزن علي أسرة عامل باليومية بمحافظة الشرقية بعد نزوله للبحر للاستحمام من مزرعة المواشي التي يعمل بها لتطهير نفسه من الرائحة الكريهة لكن رأسه ارتطمت بحجر ليفقد وعيه ويغرق في مياه البحر. 

قالت زوجته انها تلقت الخبر تليفونياً وظلت تبكي علي رحيل زوجها أعز الناس إلي قلبها وسندهم في الحياة وانا عندي منه 4 بنات أربيهم لوحدي ازاي وكان هو اللي بيصرف علينا ومش عارفين هنعيش ازاي من بعده. 

قالت الزوجة المكلومة وهي تبكي علي رحيل زوجها عبدالله الشحات من قرية تلراك مركز كفر صقر الذي غرق بالبحر ان زوجها راجل ارزقي عامل بالأجرة وليس لهم أي مصدر آخر للدخل ويعيشون في حجرة في منزل بالطوب اللبن مع أسرته وان حالتهم المادية صعبة للغاية وان زوجها يعمل بالأجرة وكان يبذل كل جهده لاسعاد بناته الاربعة ولم نعرف المستخبي لنا بعد رحيل زوجي سندنا الوحيد في الحياة لتعود لحالنا إلي صفر من تاني. 

أضافت الزوجة باكية ان زوجها تناول معهم طعام الافطار كعادته وودعهم بابتسامته المعهودة واخذهم في حضنه دقائق علي غير العادة وكأنه يودعهم ثم خرج إلي العمل بالمزرعة باليومية يوم يجيلنا بـ 70 جنيه و يوم يجيلنا بـ 100 جنيه وكانت الظروف ماشية وعندي منه 4 بنات وأصغر بنت لسه بترضع. وكان نازل الشغل الساعة 4 الفجر وجه علي الساعة 2 تعب من الحر وقام يستحمي في البحر راح مطلعش منه تاني ومات في لحظتها لقينا جثته الساعة 7 ونص ودفناه تاني يوم. 

أضافت الزوجة زوجي مسابليش أي حاجة من بعده وأنا مكنتش بشتغل ومش عارفة هلاحق علي عيالي ازاي حتي البيت اللي قاعدة فيه بيت ورثة وأخواته كمان قاعدين معايا فيه والبيت خشب وبينزل علينا مطر دايمًا في الشتا. وممكن في أي وقت نذهب في الشارع أنا وعيالي.

اختتمت الأم السكنية كلامها نفسي أحمي ولادي وأعرف أعيشهم مرتاحين واحنا محتاجين سكن نعيش فيه أنا وولادي ومعاش شهري. وأنا عندي بنت بترضع وبنت في الحضانة ومش عارفة هأكلهم ازاي أنا عارفة ان ربنا هيتولاهم عشان ملهمش حد غيري وأنا حتي مش عارفة أشتغل ازاي واسيبهم ومحتاجة حد يسمع صوتي ويقف جنبي ويلحق ولادي وجوزي أنا هحتسبه عند الله شهيد عشان كان كل همه يجيبلنا لقمة حلال نعيش بيها وقدر الله وماشاء فعل."

اما بنات العامل اعربن عن حزنهم الشديد لرحيل والدهم المفاجئ وكان الله في عون والدتهم وربنا يصبرنا علي فراق ابونا الي كنا بنحبه واحنا لما عرفنا الخبر قعدنا نبكي لانه كان هو سندنا في الحياة والبيت ضلم بعده والحياه اصبحت بلا طعم. 

قال عم الزوجة انه كان متواجدا في منزله ووصله خبر غرق زوج ابنة شقيقه فاسرع وأهالي القرية للبحث عنه في مياه البحر وبعد ان ظلوا ساعات لك يعثروا عليه حتي تمكن رجال الشرطة من انتشالهم من المياه ودفنه لافتًا أن الجميع في حالة حزن علي وفاة زوج ابنة شقيقه وربنا يصير زوجته وبناته الاربعة ونناشد المحافظ. الدكتور ممدوح غراب الإنسان باستدعاء الأسرة والاستماع الي مطالبهم وصرف معاش لهم من التضامن وتخصيص وحدة سكنية للاقامة بها رحمه بظروفهم الصعبة.