هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

غالبية سكان العالم لا فائدة من وجودهم

تصريح صادم لمستشار بالمنتدى الاقتصادي العالمي!!

تقرير :عبد المنعم السلموني

 

أعلن كبير مستشاري المنتدى الاقتصادي العالمي، يوفال نوح هراري، مؤخرًا أن العالم "لا يحتاج إلى الغالبية العظمى" من السكان الحاليين بسبب التقدم التكنولوجي.


الاستغناء عن البشر في المستقبل وإحلال الذكاء الاصطناعي بدلًا منهم

الدراسات تؤكد:قدرة الكوكب على الاستيعاب ترتبط بالإنتاج والاستهلاك وإدارة الموارد تغير المناخ وزيادة معدلات الانقراض

مؤشرات خطيرة :معدل الاستهلاك في الدول الغنية أعلى بكثير مما يتحمله العالم

 

 

 

أدلى هراري بهذا التصريح الصادم في مقابلة مع كريس أندرسون، رئيس مجموعة TED الإعلامية الشهيرة، مرددًا التوقعات السابقة عن "طبقة عديمة الجدوى" من البشر "العاطلين عن العمل". قدم هراري، المؤلف والمحاضر، لأندرسون "الفرضية" القائلة بأن القلق -بشأن الاستغناء عن البشر في الاقتصاد المستقبلي وإحلال الذكاء الاصطناعي وفئة "التكنولوجيا" المتعلمة تعليماً عالياً مكانهم -هو جزئياً السبب الجذري لـ "خيبة الأمل ورد الفعل العنيف ضد النظام الليبرالي". ويضيف: جزء مما قد يحدث هو أن الناس يدركون -وهم محقون في الاعتقاد -بأن" المستقبل لا يحتاجني" ... ربما إذا كانوا لطفاء، فسوف يُلقون بعض الفتات في طريقي، مثل الدخل الأساسي الشامل. "ولكن من الناحية النفسية، فإن الشعور بأنك عديم الفائدة هو أسوأ من الإحساس بأنهم يستغلونك". تابع هراري: "الآن، مع التقدم السريع في أوائل القرن الحادي والعشرين لا نحتاج إلى الغالبية العظمى من السكان، لأن المستقبل يتعلق بتطوير المزيد من التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والهندسة الحيوية".

 

أضاف أن "هذه التقنيات سيمكنها بشكل متزايد القيام بكل ما يفعله الناس"، وبالتالي "ستجعل من الممكن الاستغناء عنهم". واعترف بأن تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي ستفتح "وظائف جديدة أكثر إثارة للاهتمام"، لكن "ليس من الواضح ما إذا كان العديد من البشر سيصبح بإمكانهم القيام بها، لأنها ستحتاج إلى مهارات عالية وكثيرًا من التعليم." وتقول إميلي مانجياراسينا في تقرير على موقع "لايف سايت نيوز"، بصفة هراري أحد كبار المستشارين لرئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب، فإن وجهة نظر هراري -القائلة بأن العالم يضم الآن وفرة من الأشخاص "عديمي الجدوى" إلى جانب حطه الصريح من شأن البشر على أنهم يعادلون الحيوانات -تثير التساؤل عما إذا كانت أهداف المنتدى الاقتصادي العالمي تتجسد من خلال هذا الرأي، وإذا كان الأمر كذلك، فإلى أي مدى.

ويمكن القول إن المنتدى الاقتصادي العالمي يضع البيئة، وليس البشر بحد ذاتهم، في مركز أولوياته. وقد دخل في شراكة مع منظمة الأمم المتحدة المؤيدة بشدة للإجهاض ومنع الحمل، وأثارت "أجندة إعادة الإصلاح الكبرى" للمنتدى الاقتصادي العالمي مخاوف بشأن الأضرار الجانبية التي تلحق بسبل عيش الناس ورفاههم في جميع أنحاء العالم. ما يقوله هراري يثير التساؤلات حول ما إذا كانت موارد كوكب الأرض تكفي سكانه الحاليين، أو بمعنى آخر كم عدد السكان الذين يمكن لكوكبنا استيعابهم وتوفير احتياجاتهم؟؟ في تقرير لمارتن ماكجيجيان، على موقع livescience، يؤكد أن هناك ما يقرب من 8 مليارات شخص يعيشون على الأرض اليوم، لكن كوكبنا لم يسبق أن كان مزدحمًا إلى هذا الحد. من عام 1930 إلى عام 1974، تضاعف عدد سكان الأرض، في 44 عامًا فقط. فهل من المتوقع أن يستمر عدد السكان في النمو بهذا المعدل؟ وهل هناك حد أقصى لعدد البشر الذين يمكن أن يتحملهم كوكبنا؟ يقول جويل كوهين، رئيس مختبر السكان بجامعة روكفلر وجامعة كولومبيا بمدينة نيويورك لموقعLive Science:" هناك القليل من الإجماع حول عدد البشر الذين يمكن أن يدعمهم كوكبنا." قال كوهين إنه داخل الموطن الواحد، سيبقى عدد السكان مستقرًا إذا تساوت معدلات المواليد والوفيات. لكن التغيرات البيئية، مثل التلوث أو المرض، يمكن أن تزيد أو تقلل من القدرة الاستيعابية للموطن. وفيما يتعلق بالبشر، "تعتمد القدرة الاستيعابية للموطن على كل من القيود الطبيعية والخيارات البشرية".

تشمل القيود الطبيعية ندرة الغذاء والبيئات غير المواتية. وتشمل الاختيارات البشرية التفاعلات بين الاقتصاد والثقافة، مثل كيفية إنتاج السلع واستهلاكها، ومعدلات المواليد ومتوسط ​​العمر والهجرات. وصرح باتريك جيرلاند من قسم السكان التابع للأمم المتحدة بقوله: "مستقبل سكان العالم يحكمه مزيج من البقاء والتكاثر". "إذا كان لديك طفلان لكل زوجين، فيمكنك الاستمرار في حجم مستقر إلى حد ما من السكان. وبمجرد الوصول إلى أقل من اثنين، سيتقلص عدد السكان، أو يتراجع. وإذا كان المواليد أعلى من ذلك وبقيت غالبية الناس على قيد الحياة، فسيزداد عدد السكان ".

العديد من الدول منخفضة الدخل في ج العالم لديها معدلات مواليد عالية وحجم عائلي كبير، ولكن لديها أيضًا معدل مرتفع لوفيات الرضع وأعمار أقصر. وقال جيرلاند: "بمجرد وصول الدول إلى مرحلة معينة من التطور الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، تميل إلى الاكتفاء بنحو طفلين [لكل زوجين] أو أقل". وهذا يعني أنه بينما يتسبب توفر الرعاية الصحية في زيادة متوسط ​​العمر، وبالتالي زيادة النمو السكاني، فإن توفر الرعاية الصحية يحدث غالبًا في الدول التي ينخفض ​​فيها معدل المواليد. وكما أوضح جيرلاند، "في الوقت الحالي، هناك إجماع علمي على أن عدد سكان العالم سيصل إلى ذروته في وقت لاحق من هذا القرن.

 

ومن المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 10.4 مليارات شخص في ثمانينيات القرن 21 وأن يظل كذلك حتى عام 2100، وفقًا لـ شعبة السكان بالأمم المتحدة. عدد الأشخاص الذين يمكن أن يدعمهم كوكب الأرض ليس رقمًا ثابتًا، وكما قال جيرلاند، "فيما يتعلق بالقدرة الاستيعابية، فإن الأمر يرتبط بنمط الإنتاج، وطريقة الاستهلاك، وإدارة الموارد، ومن يمكنه الوصول إلى ماذا وكيف." وجدت الدراسات أنه إذا تحول سكان الولايات المتحدة إلى نظام غذائي نباتي، فستستخدم الأرض لزراعة المحاصيل للبشر بدلاً من زراعة علف للحيوانات لإنتاج اللحوم، وبالتالي يمكن إطعام 350 مليون أمريكي إضافي. في الدول ذات الدخل المرتفع، غالبًا ما تزداد فرص تعليم الإناث وتنظيم الأسرة، كما تنخفض معدلات المواليد مقارنة بالدول ذات الدخل المتوسط ​​والمنخفض، وفقًا لما ذكره ماكس روزر، مدير برنامج أكسفورد مارتن للتنمية العالمية في المملكة المتحدة. تجاوز الموارد ويتساءل نيك كيلفيرت، في تقرير له على موقع ايه بي سي: هل هناك حد أقصى لعدد الأشخاص الذين يمكن أن يستوعبهم الكوكب، وكيف سنعرف ما إذا كنا قد تجاوزناه بالفعل؟ وهل المشكلة في السكان أم في الاستهلاك؟؟ في عام 2019 كان اليوم السنوي لتجاوز استهلاك الموارد الأرضية يوافق 29 يوليو من ذلك العام، أي قبل ثلاثة أيام من تجاوزه في العام السابق. في ذلك اليوم من عام 2019 كان البشر قد استهلكوا جميع الموارد التي يمكن أن توفرها أنظمة الأرض الطبيعية وتستبدلها خلال عام، وفقًا لشبكة البصمة العالمية Global Footprint Network. هناك طريقة أخرى للتفكير في الأمر، وهي: لنفترض أن لدينا كمية معينة من الطعام يجب أن تدوم طوال العام. سنأكل كل شيء بحلول 29 يوليو. بعد ذلك نأخذ كل شيء نأكله من مخزون العام المقبل، والسنة التي تليها وهكذا.

تقول شبكة البصمة العالمية إن قطر، على سبيل المثال، استهلكت مواردها السنوية للفرد بحلول 11 فبراير من ذلك العام. تستند شبكة البصمة العالمية في حساباتها بشكل أساسي إلى بيانات الأمم المتحدة، وتنظر في استهلاك أشياء مثل محاصيل الأغذية والألياف، والثروة الحيوانية، والمأكولات البحرية، وحصاد الأخشاب والغابات، وتطوير البنية التحتية الحضرية، والحفاظ على بالوعات ثاني أكسيد الكربون، مثل الغابات. وبينما وصل العالم إلى شهر يوليو من ذلك العام، حلَّ يوم تجاوز موارد الأرض بأستراليا في 31 مارس. وإذا كان كل شخص في العالم يعيش بالطريقة نفسها، لكنا قد استهلكنا رصيدنا السنوي في 90 يومًا. هذا ليس بالأمر الجيد، لكنه قد يكون الأسوأ.

تجاوزت الولايات المتحدة مواردها في 15 مارس الإمارات العربية المتحدة في 8 مارس  وإذا عشنا جميعًا مثل القطريين، الذين تجاوزوا نصيبهم يوم 11 فبراير، فسيحتاج سكان العالم إلى 8.7 أرض لتوفير السلع

. وفي حين أن قيرغيزستان تصل إلى يوم 26 من ديسمبر، فإن شعب أي دولة لا يستهلك الموارد بمعدل أبطأ مما يمكن تجديدها. لذا إذا كنا نستهلك موارد الأرض بشكل أسرع من معدل تجديد تلك الموارد، فلماذا لم تنفد؟ في حالة البشر، سهّل الطب الحديث والتكنولوجيا ذلك. الأشياء التي كانت تقتلنا لا تقتلنا، ويمكننا استغلال الموارد في أماكن أبعد بكثير وأسرع مما كانت عليه خلال تاريخنا بأكمله. كما أن هناك اعدادًا كبيرة من البشر لا يحصلون على نصيبهم العادل من الموارد. بدأ الناس في سبعينيات القرن الماضي يشعرون بالقلق من تزايد عدد البشر بسرعة كبيرة، وفقًا لعالم الأحياء التطوري بن فيليبس من جامعة ملبورن. قال فيليبس: "منذ ذلك الحين، شهدنا ابتكارات تكنولوجية مذهلة زادت من قدرتنا على الحصول على الموارد، وبالتالي فإن القدرة الاستيعابية [للأرض] ارتفعت بالفعل".

لكن هذه القدرة أخرتنا فقط، عن الوصول إلى وضع التأزم ". إن انخفاض الموارد وتغير المناخ ومعدلات الانقراض العالمية غير المسبوقة في التاريخ الحديث تشير جميعها إلى أننا في المرحلة الأخيرة من الازدهار. إذن، أين المشكلة؟؟ هل هي في السكان أم في الاستهلاك؟ حتى لو استقر عدد سكان العالم اليوم، فإن معدل الاستهلاك في الدول الغنية أعلى بكثير مما يمكن أن يتحمله العالم. ماذا نفعل قبل أن نصطدم بالكارثة؟ ترشيد الاستهلاك؟ المُبشِّر هو أن الأشياء التي يمكننا القيام بها لتقليل آثار بصمتنا لها الكثير من الفوائد الأخرى أيضًا، فإعادة تأهيل الموائل المتدهورة وزيادة الغطاء الشجري يمكن أن يكون لهما فوائد إصلاحية كبيرة لبيئتنا. يقول جايل سلون، الرئيس التنفيذي لجمعية إدارة النفايات والموارد في أستراليا، يجب أن نهدف إلى ممارسة "الاستهلاك الواعي".

"فكر أولًا" هل أحتاج ذلك؟ " "هل سأستخدمه؟" وقالت سلون "يمكننا تجنب الاستهلاك الطائش". نحن بحاجة إلى صناعات أنظف للنقل وتوليد الطاقة، وبحاجة إلى الانتقال لاقتصاد دائري، وفقًا للسيدة سلون. وهذا يعني التخلص من المنتجات ذات الاستخدام الواحد. الحد من عدد السكان؟ فيما يتعلق بالسكان، فإن أعلى معدلات الزيادة غالبًا ما تكون في الدول النامية. تثقيف المرأة وتمكينها أمر أساسي لتغيير هذا الاتجاه، وفقًا للمدير التنفيذي لمجلس المناخ أماندا ماكنزي.

وقالت السيدة ماكنزي: "هناك عدد قليل من العوامل، أحدها هو الوصول إلى وسائل منع الحمل والثاني هو التعليم والحصول على الفرص الاقتصادية". وفقًا للاتجاه الحالي، نحن نسير على الطريق للوصول إلى أكثر من 11 مليار نسمة بحلول نهاية القرن





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق