هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

طفل " نقادة" ضحية "الشابو" .. "المدمن" استدرجه إلى الزراعات .. خنقه بملابسه .. وسرق هاتفه المحمول

 

 

لا أحد ينكر أن " الشابو " المخدر ، أصبح هو أكبر خطر يهدد المجتمع القنائى، فلا يكاد يمر يوم إلا وتسمع عن حادثة هنا أو كارثة هناك، وبعد رحلة من البحث والتحري تجد أن أحد مدمنى الشابو المخدر هو المتهم في الواقعة، بعد أن فقد عقله وأصبح غير مدركًا لما يفعل، فلا يهمه أن يقتل شقيقه أو والديه أو أحد أقاربه من أجل توفير المال للحصول على السموم التى لوثت الأبدان.


 

 

بوابة "الجمهورية أونلاين" تكشف تفاصيل واقعة جديدة شهدتها محافظة قنا، بعد أن فقد طفل لم يتجاوز السابعة عشر من عمره، حياته ثمنًا للحظة ضعف من أحد أقاربه الذى وقع فريسة للإدمان.

 

مع بزوغ فجر كل يوم، يخرج الطفل " كريم حسيب طه " - 17 سنة – ومقيم بقرية الشيخ على بمركز نقادة، يعد العدة ليبدأ رحلة من الشقاء والمعاناة ليساعد في توفير احتياجات البيت، بعد أن اتخذ من تجارة الخردة عملًا له، مستخدمًا عربة كارو يجرها حمار، ويجوب قري مركز نقادة يجمع الخردة ليبيعها مرة أخري لتجار آخرين مع تحقيق هامش ربح بسيط ينتهى بتقبيل الطفل يديه شاكرًا المولى عز وجل على ما أعطاه.

 

الطفل المكافح لم يكتف بالعمل في نطاق بلدته، بل استغل انشاء محور " قوص – نقادة " الذى سهل عليه الانتقال في أى وقت من غرب النيل إلى شرق النيل، فكان الطفل يوزع عمله ما بين مركزي نقادة وقوص، بحثًا عن لقمة العيش .

 

وبعد انتهاء رحلة المعاناة في كل يوم، يعود الطفل إلى أسرته ليستريح من عناء اليوم الطويل الذى قضاه تحت أشعة الشمس المحرقة وهو يجوب بحماره من قرية إلى أخرى ، ونادرًا ما يجلس على قارعة الطريق المؤدي إلى منزله مع أقاربه وأصدقاءه .

 

وعلى غير العادة؛ خرج "كريم" بعد عودته من رحلة الكفاح والمعاناة، ومرت ساعات الليل دون أن يعود إلى المنزل، والأسرة تحاول الاتصال به بينما الهاتف مغلق وفشلت كل محاولات الوصول إليه، فخرج كل من في المنزل يبحث عنه هنا وهناك، وكانت البداية بالتأكد من وجود حماره والعربة الكارو، فتأكد الجميع من وجودهما، فزادت الشكوك وبدأ القلق يتسلل إلى الجميع.

 

سؤال الجيران .. كان بداية رحلة البحث عن " كريم " والجميع ينفى رؤيته له أو تواجده في المنزل، ما جعل القلق يساور الجميع، وبدأ الجيران في مساعدة الأسرة للبحث عن الطفل، البعض يفتش في المقاهي، والبعض الأخر يراقب الطرقات يمينًا أو يسارًا ولكن دون جدوى .. الطفل لم يظهر بعد .

 

قررت الأسرة إبلاغ أجهزة الأمن بتغيب الطفل، وتلقى اللواء إيهاب طه مدير الأمن، إخطارًا من المقدم أحمد خشانة مأمور مركز نقادة بالواقعة، فكلف مدير الأمن بتشكيل فريق بحث للتحري حول الواقعة وكشف ظروفها وملابساتها.

 

بدأت الأسرة في نشر صور الطفل على مواقع التواصل الاجتماعي مصحوبة بأرقام هواتف للاتصال بها في حالة العثور على الطفل، بينما رحلة البحث على أرض الواقع لم تتوقف .

 

بدأ شباب القرية في مساعدة الأجهزة الأمنية للوصول إلى تفسير لواقعة تغيب الطفل، فقسموا أنفسهم إلى مجموعات وكل مجموعة تبحث في مكان معين، فخرجت مجموعة إلى ضفاف نهر النيل تراقب حركة الأمواج، وأخرى في الظهير الصحراوي تبحث بين الصخور، حيث أن القرية تقع ما بين نهر النيل شرقًا والصحراء غربًا، بينما المجموعة الثالثة تبحث وسط الزراعات المتاخمة للقرية.

 

ساعات طويلة قضتها فرق البحث من أبناء القرية، إلى أن صدم الجميع بالنتيجة، فقد بدأ الفريق المكلف بالبحث وسط الزراعات يلاحظ وجود تكسير في إحدى زراعات القصب التى تمايلت يمينًا ويسارًا وأصبحت أشبه بممر أو طريق داخل الزراعات، ما يشير إلى أن هناك شخص ما استخدم هذا الممر بطريقة تسببت في تكسير أعواد القصب بينما الزراعات المجاورة تقف شامخة دون تكسير.

 

بدأ أهالي القرية تتبع مسار هذا الممر ليفاجئ الجميع بالمشهد الصادم، فقد تم العثور على الطفل المتغيب عبارة عن جثة هامدة ملقاة وسط زراعات القصب وسط حالة من الذهول من الجميع.

 

تم إبلاغ مباحث مركز نقادة، فانتقلت قوة أمنية على الفور إلى محل البلاغ وبمناظرة الجثة وجد بها آثار خنق بالرقبة، كما تم إخطار النيابة العامة التى انتقلت لمعاينة الجثة وأمرت بنقلها إلى مشرحة مستشفي نقادة المركزي، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، كما أمرت بإنتداب الشرعي لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة وظروفها.

 

بدأت المباحث في التحري حول الواقعة لكشف أسبابها وملابساتها، في الوقت الذى تحول منزل الطفل إلى سرداق عزاء تتجمع فيه النساء بينما الرجل ينتظرون أمام مستشفى نقادة بمقرها المؤقت بقرية طوخ في انتظار صدور قرار التصريح بالدفن.

 

 

دلت التحريات الأولية أن وراء ارتكاب الواقعة، أحد أقارب الطفل من ناحية والدته، والذى عرف بإدمانه مخدر الشابو، وبتكثيف التحريات تبين أن مرتكب الواقعة المدعو "سالم.ع" – 27 سنة – الذى تربطه علاقة قرابة بالمجني عليه، كما أشارت التحريات إلى قيامه باستدراج الطفل بهدف سرقة هاتفه المحمول حتى يتمكن من توفير النقود لشراء المخدرات.

 

تمكنت قوة أمنية من ضبط المتهم وبمواجهته أشار إلى ارتكابه الواقعة بهدف سرقة الهاتف المحمول.

 

وقالت مصادر أمنية لـ "دموع الندم" أن مرتكب الواقعة استدرج الطفل ليلًا بعد عودته من عمله في جمع الخردة، واستغل الطريق المظلم المؤدي للزراعات، وقام بخنقه بـ "التيشرت" الذى كان يرتديه المجنى عليه بعد مقاومته للمتهم، وألقى الجثة وسط زراعات القصب لتأكلها الذئاب والكلاب ويبعد عنه أي شبهة.

 

وبالعرض على النيابة العامة، أمرت نيابة مركز نقادة بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

 


 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق