هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بيلوسي تضع واشنطن وبكين على خط المواجهة

رئيسة النواب الأمريكي تتحدي التحذيرات الصينية وتزور تايوان 
الصين تعزز وجودها العسكري في مضيق تايوان..
وأمريكا تحشد قواتها في الهادي

احتدم التوتر القائم بين الولايات المتحدة والصين، على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلي تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها بكين جزءا من البلاد.


تأتي زيارة بيلوسي لتايوان، رغم رفض الصين التي حذرت الولايات المتحدة بعدم اللعب بالنار، وأن الجيش الصيني لن يقف مكتوف الأيدي، وأكدت بكين أنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على مصالحها، وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية "هوا تشون يينج" خلال إحاطة إعلامية دورية إن الجانب الأمريكي سيتحمل المسئولية وسيدفع الثمن في حال المساس بمصالح الصين الأمنية السيادية، وسبق أن وصفت الخارجية الصينية الزيارة التي قد تجريها بيلوسي للجزيرة بأنّها "خط أحمر".

جاءت التحذيرات الصينية في حين أفادت التقارير بأن عدة طائرات حربية صينية حلقت قرب خط الوسط الذي يقسم مضيق تايوان، وذكرت التقارير إنه إلي جانب تحليق الطائرات الصينية قرب خط الوسط في الممر المائي ذي الحساسية الشديدة، ظلت عدة سفن حربية صينية قريبة من الخط غير الرسمي، وقالت التقارير إن السفن والطائرات الحربية الصينية "ضغطت على" خط الوسط في خطوة غير معتادة.. مشيرة إلي أن المقاتلات الصينية أجرت مرارا مناورات تكتيكية "لامست" خلالها لفترة وجيزة خط الوسط وحلقت عائدة إلي الجانب الآخر من المضيق، في حين كانت الطائرات التايوانية في حالة تأهب على مقربة.

الولايات المتحدة من جانبها قالت إنها لن ترضخ لترهيب "قعقعة السيوف" الصينية بخصوص الزيارة، وأدان البيت الأبيض خطاب الصين بشأن زيارة بيلوسي إلي تايوان، وتعهد بأن الولايات المتحدة لن تنخدع بالطعم أو تنجر إلي مبارزة بالسيوف، وليس لديها مصلحة في تصعيد التوترات مع بكين.

وشددت واشنطن على أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي من حقها أن تجري الزيارة في حال أرادت ذلك، ونقلت التقارير عن مصادر أمريكية أن بيلوسي ستتوقف في تايوان لليلة واحدة، وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، بأن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تباحث مع بيلوسي بشأن زيارتها لتايوان.

وباتت بكين وواشنطن على شفا حفرة من خط المواجهة.. حيث أفادت تقارير نقلا عن مصادر أمريكية إن حاملة طائرات و 3 غواصات و36 سفينة حربية أمريكية ستشارك بمناورات في المحيط الهادئ، وبالتزامن، أعلنت الصين هي الأخري عن مناورات بالذخيرة الحية تزامنا مع زيارة بيلوسي لتايوان، ونشرت صورا لمناورات عسكرية تحت شعار "قف منتبها العدو قادم".

ويساور القلق مسئولي الإدارة الأمريكية من أن تتخذ بكين خطوات استفزازية وانتقامية كالقيام بعمل عسكري، مثل إطلاق الصواريخ في مضيق تايوان أو حول تايوان.

لكن يري الخبراء أن المرجح هو أن تمسك الصين العصا من الوسط، أي أن تستعرض قوتها العسكرية إزاء زيارة بيلوسي، لكنها لن تذهب إلي أبعد من ذلك، تفاديا للإضرار بالاقتصاد، ويقول الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية بجامعة جينان الصينية، تشين دينج دينج، إن رد الفعل الصيني سيكون قويا جدا، لكنه لن يكون خارج السيطرة.

ولم يخف الرئيس الصيني شي جينبينغ غضبه لنظيره الأمريكي جو بايدن، خلال مباحثات هاتفية، واصفا ما تقوم به واشنطن باللعب بالنار.. مشيرا إلي خطورة الاشتعال، لكن الباحث في مركز البحوث المتقدمة بشأن الصين دافيد جيتر، يري أن ما قاله الرئيس الصيني يدخل ضمن "التحذير المتوسط" وليس تحذيرا من مستوي عال بشأن مخاطر اندلاع الحرب، وأضاف جيتر أنه من المستبعد أن تقدم الصين على عمل وصفه بـ"المتهور" على نحو يهدد سلامة رئيسة مجلس النواب الأمريكي.

ويري بوني جلاسر الباحث في مركز الدراسات "مارشال" أنه في حال اقتربت طائرة بيلوسي من تايوان بطريقة تختلف عما كان معهودا في السابق. فدخلت مجالها الجوي، فإنه من الوارد أن يقع حادث ما.

ولا تقيم واشنطن علاقات دبلوماسية مع تايبه وتعترف بالنظام الشيوعي في بكين على أنه الممثل الوحيد للصين، لكن الولايات المتحدة تبيع للجزيرة أسلحة وتشيد بنظامها "الديمقراطي".

وتعتبر الصين أن تايوان البالغ عدد سكانها 24 مليون نسمة جزءا من أراضيها ولا تستبعد أن تعيدها إلي سيادتها ولو بالقوة، وتُعارض بكين أي مبادرة من شأنها منح السلطات التايوانية شرعية دولية وأي تواصل رسمي بين تايوان ودول أخري، وهي تاليا ضد زيارة بيلوسي.

وزيارة بيلوسي لتايوان لن تكون الأولي، فقد زار الجمهوري نيوت غينجريتش الذي كان آنذاك رئيسًا لمجلس النواب، تايوان في عام 1997، وكان رد فعل بكين معتدلًا نسبيًا.

والسبب في الضجيج الذي أثارته زيارة بيلوسي لتايوان، هو أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي، تعتبر ثالث أرفع شخصية في الإدارة الأمريكية، وهي شخصية محورية في الغالبية الديمقراطية للرئيس جو بايدن.

ويرى المراقبون أن تزايد الضجيج حول رحلة بيلوسى لتايوان، يشعر كل جانب أنه بحاجة إلى التمسك بمواقعه لتجنب الظهور بمظهر ضعيف، فى حال لم تأت بيلوسى لتايوان، فإن الولايات المتحدة تخاطر بالظهور وكأنها خائفة من رد فعل الصين المحتمل، وفى الوقت نفسه، تشعر بكين أنه يتعين عليها القيام بشئ لتجنب فقدان ماء الوحه فى حال تمت الزيارة، وهو ما يضع القوتين على شفا المواجهة، رغم الجهود الدبلوماسية للحيلولة دون حدوث ذلك.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق