هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

رسائل أمريكا من قتل الظواهرى.. بايدن يأمل تعزيز شعبيته المتدنية ويحذر طالبان وإيران من دعم تنظيم القاعدة

حمل مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، فى غارة أمريكية بكابول، رسائل أمريكية عدة. واعتبرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أن مقتل الظواهري، يمثل لحظة مهمة للرئيس الأمريكى جو بايدن ورئاسته المتذبذبة، قد تمحي بعض الذكريات المؤلمة للانسحاب الفوضوى من أفغانستان العام الماضي.


وأعلنت الولايات المتحدة فى وقت سابق، أنها قتلت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى خلال غارة بطائرة مسيرة في أفغانستان، لتسوي بذلك أحد آخر ديون الانتقام المتبقية بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.

وبحسب الشبكة الأمريكية فإن بايدن اغتنم العملية باعتبارها تأكيدا على تعهده بمنع البلد الواقع في جنوب آسيا الذي مزقته الحرب من أن يصبح مجددًا ملاذا آمنا للإرهابيين، بالرغم من إنهاء أطول حرب أمريكية هناك العام الماضي.


وأضافت: "ربما تقدم لحظة تماسك مع اقتراب ذكرى انسحابه الكارثي من أفغانستان (نهاية أغسطس 2021)، ما يضيف إلى زخم رئاسته بعدما توصل الديمقراطيون في مجلس الشيوخ إلى اتفاق بشأن مشروع قانون للمناخ والطاقة والرعاية الصحية الأسبوع الماضي، مع قرب انتخابات التجديد النصفي والتي تأتي في ظل شعبية تتهاوى.


وأشارت إلى أن الهجوم، الذي يعيد إلى الأذهان ذكرى الحرب على الإرهاب لكنه يتزامن مع لحظة تتصاعد فيها التوترات الأمريكية مع بكين، يسلط الضوء على محور عميق في سياسة الأمن القومي الأمريكية. وفي أحد الأوقات، كان العثور على الإرهابيين الذين هاجموا أمريكا أينما كانوا يختبئون المبدأ المنظم لنهج أمريكا تجاه العالم. وفي حين كانت الأنباء التي أعلنت مساء الاثنين بمثابة لحظة "إنجاز المهمة"، تظهر التوترات المستمرة بشأن تايوان كيف أن الحكومة الأمريكية تتبنى آلية جديدة للأمن القومي لتحدي قوة الصين الصاعدة.


ويعتقد بعض خبراء مكافحة الإرهاب أن الظواهري يتحمل المسئولية الأكبر عن هجمات الـ11 سبتمبر 2001. ويعتبرونه أشد خطرا من زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن الذي قتلته القوات الأمريكية في مايو 2011 في إسلام أباد الباكستانية.


لكن حسب تحليل "سي إن إن" فإن هناك رمزية عميقة في مقتل الظواهري، جراح العيون الذي تحول إلى صاحب أيديولوجية متطرفة وكان مطلوبا لدى الولايات المتحدة لسنوات حتى قبل هجمات 2001 على نيويورك وواشنطن. ووجه مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) اتهامات إلى الظواهري لدوره المزعوم في تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، التي بشرت بعصر جديد لإرهاب القاعدة الموجه ضد الأمريكيين. وكان له دور رئيسي في تفجير المدمرة "يو إس إس كول" في اليمن عام 2000. وتعهد رؤوساء متعاقبون بتقديم زعماء شبكة أسامة بن لادن الإرهابية إلى العدالة، وكان بايدن أحدثهم.


وإذا افتقر الظواهري إلى الكاريزما وقوة التعبئة التي كان يتمتع بها أسامة بن لادن، الذي قتل خلال مداهمة جريئة للقوات الخاصة الأمريكية عام 2011، فقد أسفر نفوذه وتنظيم القاعدة عن أضرار جسيمة للولايات المتحدة، ويثبت مقتله صحة التعهدات الأمريكية بملاحقة أعدائها حتى نهاية العالم. وقال المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية ووزير الدفاع الأسبق ليون بانيتا إن خسارة الظواهري تعني أن تنظيم القاعدة لم يعد لديه هيكل قيادي لتشكيل تهديد على الولايات المتحدة أو حلفائها.


واعتبرت "سي إن إن" أن مقتل الظواهري يمثل لحظة مهمة لبايدن ورئاسته المتذبذبة، حيث قد تمحي بعض الذكريات المؤلمة للانسحاب الفوضوي الأمريكي من أفغانستان العام الماضي. كما قد يساعد الإدارة في إعادة صياغة مراجعات الذكرى السنوية لفشل السياسة الخارجية وذلك في وقت لاحق من هذا الشهر. وعلاوة على ذلك، تدعم الغارة ادعاء بايدن بالقدرة على استهداف أعداء الولايات المتحدة في أفغانستان من الخارج – وهو جزء من حجته بأن أمريكا لم تعد بحاجة للاحتفاظ بجيوش برية كبيرة في ساحات القتال الخارجية.


وفي حين كان الظواهري غير قادر على إعادة تنظيم القاعدة إلى قوته السابقة بعد مقتل بن لادن، تشكل ظروف مقتله تحذيرًا للجماعات الإرهابية الأخرى في أفغانستان وأماكن أخرى. ومع ذلك، تثير حقيقة أن الظواهري على ما يبدو قتل في هجوم على منزل في وسط كابول مخاوف حقيقة من أن أفغانستان -التي عادت إلى سيطرة حركة طالبان- تأوي القاعدة مجددا. لكنها توضح أيضًا أن الولايات المتحدة تتمتع بقدرات استخباراتية في أفغانستان بالرغم من خروج الدبلوماسيين ومسئولي الاستخبارات والجيش الأمريكي من البلاد العام الماضي.


وتبدو الضربة الأميركية محرجة لطالبان التي زعمت أنه لا يوجد مقاتلون أجانب ولا للقاعدة في أفغانستان. ونقلت "سي إن إن" عن محلل رفيع المستوى بمكافحة الإرهاب، أنه "كان من المستحيل أن يتواجد الظواهري في كابول دون دعوة وموافقة عدد صغير على الأقل من قادة طالبان، سواء كان ذلك من شبكة حقاني أو جزء آخر من المجموعة.


وتشير "سي إن إن" إلى أنه عادة لا يتخذ رؤساء الولايات المتحدة قرارات مصيرية بشأن الأمن القومي للتأثير على معدلات تأييدهم – أو على الأقل بعضهم لا يفعل ذلك. لكن تدور جميعها في سياق سياسي بسبب وضعهم؛ ولا شك أن بايدن يمكنه الاستفادة من لحظة ظهوره كقائد أعلى على التلفاز، والتى يعلن فيها من البيت الأبيض مقتل عدو أمام الأمريكيين. 

وقد تزيد العملية في شعبية بايدن المتقهقرة حسب استطلاعات الرأي الأخيرة خاصة وأنه يستعد لخوض انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي في نوفمبر المقبل. لكن مراقبين يقولون إن العملية لن تغير كثيرا في حجم شعبية بايدن لدى الأميركيين كما حصل مع سلفه دونالد ترامب إثر مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي، ولا مع باراك أوباما بعد الإعلان عن مقتل أسامة بن لادن.


كما يعد مقتل الظواهري رسالة أمريكية لإيران، حيث نقلت" سى. إن. إن"  عن مصدر أمريكي مسئول، إن مقتل زعيم تنظيم القاعدة يثير "قضية مُلحّة" لإيران وعليها أن تختار بين إيواء خليفة الظواهري أو طرده. ومع تزايد التساؤلات حول خليفة الظواهري، ترجح تقارير استخباراتية أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة المُلقب بـ"سيف العدل" هو من سيخلف الظواهري.  وتفيد تقارير للأمم المتحدة أن سيف العدل كان مؤخرا في إيران. بينما قال مسئول سابق في الحكومة الأفغانية وصفته "سى. إن. إن" بأنه يتمتع بإلمام وثيق بمكافحة الإرهاب، إنه سمع أن سيف العدل قد غادر إيران بالفعل إلى أفغانستان.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق