يُستخدم مصطلح اضطراب طيف التوحد (ASD) لوصف مجموعة من حالات الاضطراب أو الاختلال في النمو العصبي، التي تسبب قصوراً في التواصل والتفاعل الاجتماعي. وحتى وقت قريب، كان معظم العلماء يعتقدون أن التوحد ناتج عن عوامل وراثية، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى دور العوامل البيئية في تطور التوحد، فقد يولد الأطفال ولديهم قابلية جينية للإصابة بالتوحد، ولكن الإصابة لا تظهر إلا عند تعرضهم لعامل بيئي خارجي يحفزها، سواء حدث هذا العامل أثناء وجود الطفل في الرحم أو بعد الولادة.
بناء على بيانات دراسة يابانية شملت أكثر من 80 ألف طفل، أكد رئيس فريق البحث تضاعف خطر إصابة الأطفال الذين تعرضوا لمدة ساعتين على الأقل يوميًا للشاشات الإلكترونية خلال عامهم الاول في الحياة، باضطراب طيف التوحد (ASD) أو بعض أعراضه عند بلوغهم عمر 3 سنوات. وبناء عليه، خلصت توصيات منظمة الصحة العالمية والأكاديمية الأميركية لطب الأطفال إلى ضرورة عدم السماح للطفل بالتعرض للشاشة لأكثر من عدة دقائق حتى يتعدى عامه الأول ويفضل حتى يصل الى عمر 18 شهراً.
ما التوحد؟
وحول تعريف التوحد، شرحت د. إيمان وتوت استشاري الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى الولادة، قائلة: «الإصابة بالتوحد أو ASD منتشرة في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن العرق أو الثقافة أو الخلفية الاقتصادية. ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يتم تشخيص ASD في كثير من الأحيان عند الذكور أكثر من الإناث. ووجدت دراسة أجريت على أطفال بعمر 8 سنوات في 11 موقعاً في جميع أنحاء الولايات المتحدة أن نسبة إصابة الذكور إلى الإناث 4.3 إلى 1».
الأعراض
تظهر أعراض اضطراب طيف التوحد عادةً بوضوح خلال مرحلة الطفولة المبكرة، (ما بين 12 و24 شهراً). لكنها قد تظهر في وقت سابق أو لاحق. وتشمل الأعراض المبكرة تأخراً ملحوظاً في اللغة أو التطور الاجتماعي. وبشكل عام، يمكن تقسيمها إلى فئتين:
1 - مشاكل في التواصل والتفاعل الاجتماعي.
2 - أنماط السلوك أو الأنشطة المقيدة أو المتكررة لتشخيص التوحد.
ولتشخيص مرض التوحد، يجب أن يعاني المصاب من أعراض في كلتا الفئتين.
عوامل تزيد من فرص الإصابة
- نقص التغذية في وقت مبكر من الحمل وبخاصة نقص حمض الفوليك.
- تقدم سن الأم والأب.
- حدوث مضاعفات عند الولادة أو بعدها بفترة وجيزة، ويشمل ذلك نقص وزن المولود وفقر الدم الوليدي.
- التعرض للملوثات الكيماوية، مثل المعادن ومبيدات الآفات أثناء الحمل.
4 نصائح
قدمت د.إيمان نصائح ضرورية للحوامل لتقليل فرصة إصابة الطفل بالتوحد، أبرزها ما يلي:
1 - تناولي الفيتامينات: يساعد تناول 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يومياً في الوقاية من العيوب الخلقية مثل السنسنة المشقوقة، إلا أنه ليس من المؤكد أن يساعد ذلك في تقليل خطر الإصابة بالتوحد.
2 - راجعي الأدوية التي تتناولينها: من المهم أن تستشير الحامل طبيبها حول أمان وتأثير الأدوية التي تتناولها لعلاج أي مرض مزمن. وبينت الدكتورة ضرورة أن تراجع النساء اللاتي يتناولن مضادات الاكتئاب من نوع SSRIs (أو أصبن باكتئاب خلال الحمل) المعالج للتحدث حول مخاطر هذه العقاقير. وأشارت إلى أن عدم علاج الاكتئاب يمكن ان يؤثر في صحة الطفل مستقبلا، لذا فإن هذا القرار ليس بسيطاً.
3 - الرعاية الصحية: الحرص على تناول الأطعمة المغذية، ومحاولة تجنب الأمراض المعدية، واستشارة الطبيب لإجراء فحوصات منتظمة.
4 - مضادات الاكتئاب: يجب عدم تناول مضادات اكتئاب أثناء الحمل خاصة أول 3 أشهر.
مشاكل هضمية سببها التوحُّد
أثبتت الأبحاث أن إصابة الطفل ببعض المشاكل والأمراض العصبية ترافقه أيضاً مشاكل وظيفية في الجهاز الهضمي، خاصة عند الاصابة بمرض طيف التوحد، ورغم عدم معرفة آلية هذا الارتباط لكن يرجح أن يرجع إلى وجود اختلال في الاعصاب الحسية. وشرح د.انيل درباري، استشاري الجهاز الهضمي في المركز الوطني لطب الاطفال في واشنطن ومتخصص في أمراض حركة الامعاء، قائلاً: عدم تحرك الطعام بشكل سلس في الجهاز الهضمي سيؤدي الى ظهور أعراض ومشاكل. ومن أهم أسباب ذلك اصابة الطفل بمشاكل صحية من الولادة، مثل امراض الجهاز العصبي كمرض التوحد. وغالبا ما تصاحب هذه الامراض معاناة المصابين من الامساك واحتباس الغازات (التطبل) والتهابات الامعاء والارتجاع المريئي وبطء عملية الهضم وآلام المعدة (المغص).
ويعتمد علاج هذه الحالة على أربعة أمور أساسية، وهي:
1 - العلاج العقاقيري.
2 - اتباع اسلوب حمية مناسب وصحي.
3 - تعديل أسلوب حياة وعادات الطفل.
4 - تعليم الطفل ووالديه على طرق التعامل مع الأعراض والتأقلم معها.
نتائج مهمة
- لا تعرِّضوا الطفل لشاشات الأجهزة الإلكترونية حتى يبلغ عمره 18 شهراً
- يجري تشخيص التوحُّد عند الذكور أكثر من الإناث
- زيادة عالمية في نسبة المصابين لارتفاع العوامل البيئية المحفِّزة للإصابة
- أعراض اضطراب طيف التوحُّد تظهر بوضوح ما بين 12 و24 شهراً
- تناول الأم مضادات اكتئاب في الأشهر الأولى من الحمل من أسباب الإصابة
- تقدُّم سن الأم والأب يزيد من فرصة الإصابة بالتوحُّد
اترك تعليق