رئيسة النواب الأمريكى تتحدى التحذيرات الصينية وتزور تايوان
الصين تعزز وجودها العسكرى فى مضيق تايوان.. وأمريكا تحشد قواتها فى الهادى
وتأتى زيارة بيلوسى لتايوان، رغم رفض الصين التى حذرت الولايات المتحدة بعدم اللعب بالنار، وأن الجيش الصينى لن يقف مكتوف الأيدى، وأكدت بكين أنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على مصالحها. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا تشون يينج خلال إحاطة إعلامية دورية إن الجانب الأمريكى سيتحمل المسئولية وسيدفع الثمن فى حال المساس بمصالح الصين الأمنية السيادية. وسبق أن وصفت الخارجية الصينية الزيارة التي قد تجريها بيلوسى للجزيرة بأنّها "خط أحمر".
وجاءت التحذيرات الصينية فى حين أفادت التقارير بأن عدة طائرات حربية صينية حلقت قرب خط الوسط الذي يقسم مضيق تايوان. وذكرت التقارير إنه إلى جانب تحليق الطائرات الصينية قرب خط الوسط في الممر المائي ذي الحساسية الشديدة ، ظلت عدة سفن حربية صينية قريبة من الخط غير الرسمي. وقالت التقارير إن السفن والطائرات الحربية الصينية "ضغطت على" خط الوسط في خطوة غير معتادة، مشيرة إلى أن المقاتلات الصينية أجرت مرارا مناورات تكتيكية "لامست" خلالها لفترة وجيزة خط الوسط وحلقت عائدة إلى الجانب الآخر من المضيق، في حين كانت الطائرات التايوانية في حالة تأهب على مقربة.
الولايات المتحدة من جانبها قالت إنها لن ترضخ لترهيب "قعقعة السيوف" الصينية بخصوص الزيارة. وأدان البيت الأبيض خطاب الصين بشأن زيارة بيلوسي إلى تايوان، وتعهد بأن الولايات المتحدة لن تنخدع بالطعم أو تنجر إلى مبارزة بالسيوف، وليس لديها مصلحة في تصعيد التوترات مع بكين.
وشددت واشنطن على أن رئيسة مجلس النواب الأمريكي من حقها أن تجري الزيارة في حال أرادت ذلك. ونقلت التقارير عن مصادر أمريكية أن بيلوسي ستتوقف في تايوان لليلة واحدة. وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، بأن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تباحث مع بيلوسي بشأن زيارتها لتايوان.
وباتت بكين وواشنطن على شفا حفرة من خط المواجهة، حيث أفادت تقارير نقلا عن مصادر أمريكية إن حاملة طائرات و 3 غواصات و36 سفينة حربية أمريكية ستشارك بمناورات في المحيط الهادئ. وبالتزامن، أعلنت الصين هى الأخرى عن مناورات بالذخيرة الحية تزامنا مع زيارة بيلوسي لتايوان. ونشرت صورا لمناورات عسكرية تحت شعار "قف منتبها العدو قادم".
ويساور القلق مسئولى الإدارة الأمريكية من أن تتخذ بكين خطوات استفزازية وانتقامية كالقيام بعمل عسكرى، مثل إطلاق الصواريخ في مضيق تايوان أو حول تايوان.
لكن يرى الخبراء أن المرجح هو أن تمسك الصين العصا من الوسط، أي أن تستعرض قوتها العسكرية إزاء زيارة بيلوسي، لكنها لن تذهب إلى أبعد من ذلك، تفاديا للإضرار بالاقتصاد. ويقول الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية بجامعة جينان الصينية، تشين دينج دينج، إن رد الفعل الصيني سيكون قويا جدا، لكنه لن يكون خارج السيطرة.
ولم يخف الرئيس الصيني شي جينبينغ غضبه لنظيره الأمريكي جو بايدن، خلال مباحثات هاتفية، واصفا ما تقوم به واشنطن باللعب بالنار، مشيرا إلى خطورة الاشتعال. لكن الباحث في مركز البحوث المتقدمة بشأن الصين دافيد جيتر، يرى أن ما قاله الرئيس الصيني يدخل ضمن "التحذير المتوسط" وليس تحذيرا من مستوى عال بشأن مخاطر اندلاع الحرب.
وأضاف جيتر أنه من المستبعد أن تقدم الصين على عمل وصفه بـ"المتهور" على نحو يهدد سلامة رئيسة مجلس النواب الأمريكى.
ويرى بوني جلاسر الباحث في مركز الدراسات "مارشال" أنه في حال اقتربت طائرة بيلوسى من تايوان بطريقة تختلف عما كان معهودا في السابق، فدخلت مجالها الجوى، فإنه من الوارد أن يقع حادث ما.
ولا تقيم واشنطن علاقات دبلوماسية مع تايبه وتعترف بالنظام الشيوعي في بكين على أنه الممثل الوحيد للصين، لكن الولايات المتحدة تبيع للجزيرة أسلحة وتشيد بنظامها "الديمقراطي".
وتعتبر الصين أن تايوان البالغ عدد سكانها 24 مليون نسمة جزءا من أراضيها ولا تستبعد أن تعيدها إلى سيادتها ولو بالقوة. وتُعارض بكين أي مبادرة من شأنها منح السلطات التايوانية شرعية دولية وأي تواصل رسمي بين تايوان ودول أخرى، وهى تاليا ضد زيارة بيلوسي.
وزيارة بيلوسي لتايوان لن تكون الأولى. فقد زار الجمهوري نيوت غينجريتش الذي كان آنذاك رئيسًا لمجلس النواب، تايوان في عام 1997، وكان رد فعل بكين معتدلًا نسبيًا.
والسبب فى الضجيج الذى أثارته زيارة بيلوسى لتايوان، هو أن رئيسة مجلس النواب الأمريكى، تعتبر ثالث أرفع شخصية فى الإدارة الأمريكية، وهى شخصية محورية فى الغالبية الديمقراطية للرئيس جو بايدن.
ويرى المراقبون أن تزايد الضجيج حول رحلة بيلوسى لتايوان، يشعر كل جانب أنه بحاجة إلى التمسك بمواقعه لتجنب الظهور بمظهر ضعيف. فى حال لم تأت بيلوسي لتايوان، فإن الولايات المتحدة تخاطر بالظهور وكأنها خائفة من رد فعل الصين المحتمل. وفى الوقت نفسه، تشعر بكين أنه يتعين عليها القيام بشيء لتجنب فقدان ماء الوجه فى حال تمت الزيارة، وهو ما يضع القوتين على شفا المواجهة، رغم الجهود الدبلوماسية للحيلولة دون حدوث ذلك.
تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
اترك تعليق