بعد واقعه قتل الطالبة نيره اشرف في جامعة المنصورة واستمرار حوادث التحرش بالفتيات والطالبات في الشوارع وأمام المدارس. ومع إصرار البعض في محافظات الصعيد علي حرمان المرأة من الميراث. كيف تستطيع المرأة الحصول علي حقها في المجتمع والدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء وبصفة عامة كيف تستطيع أخذ حقوقها إذا وقعت تحت سلطة رجل يسلب حقها؟
يقول د.احمد علام "استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية":إن قضية ضرورة أخذ المرأة حقها المسلوب سواء من افراد المجتمع او الاقارب مثل الأهل او الزوج وكذلك في مجال عملها تعتبر من أهم قضايا المرأة . وهناك عدة خطوات تستطيع المرأة من خلالها الحصول علي حقها. أولها أن تتجرأ وتطالب بحقها من خلال الحديث عن ذلك مع الآخرين بهدوء . وإذا لم يرتدع من يحجب الحق فيجب أن تكون نبرة الصوت أكثر حدة وأعلي بقليل وتستمر علي ذلك لفترة حتي يشعر الطرف الآخر بقوة المرأة في المطالبة بحقها ليعلم أنها لن تصمت علي سلب حقها ويضطر للرجوع للحق وإعطائها حقها. فإذا شعر مغتصب الحق بان المرأة مغلوب علي أمرها وسكتت عن المطالبة بحقها فسوف يضغط عليها أكثر وأكثر حتي لا تتكلم في هذا الموضوع مرة أخري.
اللجوء للقضاء
أضاف: إذا فشلت الطريقة السابقة يمكن توسيط أحد المحيطين من أهل الحكمة والعقل والمنطق للمساعدة في طلب الحق والتصدي لمن يرفض إعطاء المرأة حقها. فإذا فشلت هذه الطريقة يمكن وقتها التهديد باللجوء للسلطة الأعلي مثل القضاء والأمر نفسه إذا كان الأمر يتعلق بمجالات العمل.
أشار إلي صعوبة اللجوء للقضاء ضد الأهل أو الأقارب. فإذا كان الطرف المغتصب يستمرئ أخذ حق المرأة فلا شئ في لجوء المرأة للقضاء في سبيل الحصول علي حقها وليغضب من يغضب مادام لا يريد تنفيذ شرع الله . فإن رضاء الله أهم من رضاء البشر. وبعد حصول المرأة علي حقها يمكن إعادة العلاقات الاجتماعية لطبيعتها بطريقة او أخري.
صاحبة قرار
ويقول د. فتحي قناوي "أستاذ الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية": النشأة الأصلية في كل بيت هي التي تنمي الادراك والوعي وكيفية معرفة مالنا وما علينا . فالنشأة بها دين واخلاق وتربية وهذا يكفي للحفاظ علي حقوق الغير والحفاظ علي حقوقنا. والتربية السليمة تتيح للفرد صحة اتخاذ قرار عند أي موقف.
أضاف إن أول نصيحة يجب أن توجه للفتاة وللمرأة هي أن تكون صاحبة قرارولا تتبع أي شخص. حتي تستطيع أن تواجه أي مشكلة تتعرض لها . ويجب ألا تقلد الفتاة أو السيدة أمها أو جدتها إلا فيما يتعلق بالأخلاق والتقاليد الجميلة والتصرفات السليمة .والجزء الثاني أن الدين واضح وضوح الشمس فيما يتعلق بحقوق المرأة وكيف تحافظ عليها .وقانون الاسرة والأحوال الشخصية يوضح ما جاء في الشريعة الاسلامية في هذه الجزئية.
قسيمة الزواج
أشار إلي أن قسيمة الزواج يجب أن تكون بها شروط تتضمن حقوق المرأة كاملة. لذلك يلجأ الكثيرون إلي حرمان المرأة من حقها كما يحدث في بعض قري الصعيد. وهذه موروث خاطئ يخالف الشرع. لذلك لا بد أن يكون هناك دور فعهال من كل الجهات للتوعية بحقوق المرأة وكيفية تمكين المرأة من الحصول عليها بالنسبة للأخ والأب والام والزوج.
قال إنه لابد من الثقة في ان الله لا يضيح حق احد . فأول خطوة فيما يتعلق بحق الميراث هي استخراج إعلام وراثة موضح فيه حق كل المستحقين للميراث من رجال او سيدات أو بنات . يمكن استخدامه أمام الجهات القضائية إذا لزم الأمر. كما يجب التوعية بالحقوق والواجبات في المنصات الاعلامية والجهات المختلفة والمساجد والكنائس.
الفتاوي الشاذة
تؤكد دعاء عباس الناشطة في مجال حقوق الطفل والمرأة أن الجرائم وحالات العنف ضد المرأة حالات فردية بمعني أن كل حالة لها أسبابها ودوافعها وليس مخطط أو هجمة ضد المرأة فالمرأة في هذا العصر تتمتع بكامل حقوقها وحريتها ولكن هناك حالات فردية من العنف ضد المرأة كالتحرش بها وحرمانها من الميراث بدليل أن هناك جرائم تتم من المرأة ضد الرجل وهي حالات فردية أيضا.
أضافت:ظهر بعض من يدعون بأنهم من علماء الإسلام ويقومون بإصدار فتاوي شاذة ليس لها أساس ديني ويعيدون للأذهان المجادلات والأقاويل غير الصحيحة والمغلوطة والتي تحدث بلبلة في المجتمع وتشوه معتقداتنا الدينية ويؤدي ذلك إلي ظهور المتشددين في الدين ليقف الذين يدعون لمحاربة الله ورسوله مع من يدعون إلي العقيدة بالقوة لتكون النتيجة مأساة علي الجميع.
أضافت أن التحرر والتشدد الاثنان يقودان المجتمع للهلاك والفتنة والتي تكون كالنار تأكل الأخضر واليابس لذلك يجب أن نسعي إلي حملات التنوير والوسطية والدعوة للأخلاق الحميدة والسلوك السوي بالحسني والكلمة الطيبة وهنا يأتي دور المرأة وهو التمسك بعاداتنا وتقاليدنا وتطالب بحقوقها بكل قوة وشجاعة ولا تنشغل بالخوف أو الإحراج عندما تنتهك حقوقها فلا تصمت بل تصرخ بكل قوة للمطالبة بحقوقها. فالحق يأتي بالقوة ولا يطلب.
الدفاع عن النفس
وتقول د. مني عادل "أستاذ الجريمة بحقوق بني سويف": في ظل تفشي ظاهرة التحرش ضد المرأة سواء لفظي أو جنسي يجب علي كل فتاة أو سيدة ان تحتاط لنفسها وتستعد لمواجهة أي محاولة تؤذيها من اي شاب أو رجل في الشارع او المواصلات أو حتي اماكن العمل.
أضافت أن أول شئ يجب أن تفعله المرأة أو الفتاة هو الصراخ بأعلي صوتها لتنبيه المحيطين إلي انها تتعرض لأذي. فإذا تمادي الشخص المعتدي يجب ان تلجأ للدفاع عن نفسها ببعض الحركات التي تشل حركة المعتدي وتجعله ينشغل فيما اصابه سواء من خلال توجيه ضربة له في أماكن معينة قد تصيبه بدوخة أو توجيه لطمة مفاجئة قوية جداً له في أنفه وأسنانه تجعل الدماء تنزف منه. وأخيرا استخدام أي آلة حادة للدفاع عن النفس حتي لو كانت "دبوس مشبك" لإلحاق أي أذي بالمعتدي.
أشارت إلي أنه يجب الا تتردد الفتاة او السيدة في إلحاق الأذي بمن يعترضها ولا تخشي من أي مساءلة قانونية أو عقوبة فهي هنا في حالة دفاع عن النفس والقانون معها علي طول الخط.
اترك تعليق