يظنّ معظم الناس أنّ النّظام الغذائيّ المثاليّ يكون باختيار نظام منخفض الدّهون. لكنّه اختيار سيّئ أثبت عدم فاعليّته، وأظهر احتماليّة أن يكون ضارّا لبعض الأشخاص. فهذا النّظام المنخفض الدّهون هو نظام غذائي يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات ما يمكن أن يزيد نسبة الدّهون الثلاثيّة في الدم، وأن يخفّض نسبة الكوليسترول الجيّد، ومستويات هرمون التستوستيرون، وأن يقلّل نسبة الدّهون، أيضا، ما يؤدي إلى أن تنتج الكوليسترول السّيّئ. لذا يجب التأكّد من احتواء نظامك الغذائي على كمية كافية من الدّهون الصّحيّة، حيث تُظهر آخر الأدلة الحديثة أنّ التحول إلى نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدّهون هو خيار مثاليّ للأشخاص الذين يعانون الكبد الدهنيّة، فهو يحسّن صحة الكبد، ويرفع مستوى السيطرة على مرض السكري بحسب موقع .eatthis.

في دراسة شّاملة جُمعت فيها بيانات 165 فردا تتراوح أعمارهم بين 18 و 78 عاما وهم من المصابين بداء السكري من النوع 2، وبمرض الكبد الدّهنية غير الكحولية. وطلبت الدراسة من 110 مشاركين التزام نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون مدة ستة أشهر، بينما التزم الآخرون وعددهم 55 مشاركا نظاما غذائيا منخفض الدّهون. ولم يكن هدف الـ110 الأُول من المشاركين إنقاص وزنهم وإنّما الشّعور بالرّضا والشّبع من نظامهم الغذائي الذي تضمّن تناول الخضار، والابتعاد من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات كالبطاطا والخبز والمعكرونة والأرز.

ووفقاً للنتائج التي قُدّمت في مؤتمر الكبد الدولي 2022 حصل أولئك الذين اتّبعوا نظاما غذائيا منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون على %61 من سعراتهم الحرارية من الدّهون، ففقدوا ما يقرب من 6 في المئة من وزن أجسامهم، وتحسنت سيطرتهم على السكري، وانخفضت نسبة الدهون في أكبادهم. ووأوضحت د. كاميلا دالبي هانسن أنّه كان لزاما على المشاركين أن يغيّروا طريقة تفكيرهم وأن يتناولوا هذه الدهون كلّها على الرغم من صعوبة ذلك، وبعد أن ظلّ يُقال لهم لعقود من الزمن عكس ذلك. وأكّدت د. دالبي هانسن ذلك بقولها: «إذا كنت تعاني دهونا على الكبد، فسوف تستفيد من تناول الدّهون».

وأوصى المؤتمر بالدّهون الصحية المأخوذة من زيت الزيتون والأفوكادو على سبيل المثال، والابتعاد من الأغذية التي تؤدّي إلى ارتفاع الكوليسترول الضار في الجسم، كالوجبات السريعة.

احذر الدهون غير الصحية

يقول لين نيوترشن في نتائج الدّراسة: «في حين أنّ نتائج الدّراسة مفهومة من الناحية الأيضيّة، من المهم التّفكير في كيفيّة تطبيقها في الحياة اليومية.. وعندما يتعلّق الأمر بإضافة الدّهون إلى نظامك الغذائي، عليك أن تضع في الحسبان حقيقة أنّ تلك الدّهون ليست متساوية في تكوينها». ويوضح لين ذلك، فيقول: «إنّ الدهون المعالجة ومنها الدهون المتحولة أو حتى المشبعة ليست صحيّة للجسم مثل الدهون غير المشبعة كالأفوكادو والمكسرات والسلمون، وكذلك الزيتون وزيت الزيتون».