آلام عرق النسا معروفة للجنسين، فهي آلام تمتد من الظهر والأرداف لتصل إلى إحدى القدمين أو كليهما، وغالباً ما يرافقها شعور بالتنميل والخدار. إلا أن هناك حالة مرضية تسبب أعراضاً مشابهة، وتسمى جوازاً «عرق النسا الكاذب»، وتحدث نتيجة إصابة عضلة موجودة في عمق الأرداف تسمى «العضلة الكمثرية»، وهي عضلة ذات شكل شبيه بالأجاص موجودة في الأرداف، وتمتد من نهاية العمود الفقري إلى بداية الفخذ، لهذا فإن أي شد يحدث في هذه العضلة يسبب ضغطاً على العصب الوركي، الأمر الذي يسبب ما يسمّى بمتلازمة العضلة الكمثرية.
ونظراً إلى تشابه أعراض متلازمة العضلة الكمثرية مع أعراض عرق النسا، فقد يعتقد المريض بأنه يعاني من عرق النسا، ويستمر في العلاج من دون تحسّن في الأعراض.
من جانبه، شرح د. بدر مراد، اختصاصي أشعة تداخلية لعلاج الجهاز العضلي العظمي في مستشفى وارة، قائلاً: «العضلة الكمثرية هي المسؤولة عن تثبيت مفصل الفخذ واستقراره أثناء الحركة، مما يمكننا من المشي وتحويل أوزاننا من قدم إلى أخرى مع الحفاظ على توازن الجسم وثباته، ولا يقتصر الأمر على المشي فقط، وإنما على ممارسة أي من أنواع الرياضة التي تتطلب حركة ودوران الفخذين والأرجل. باختصار فإن هذه العضلة الصغيرة تساهم بشكل كبير في أي حركة يقوم بها الطرف السفلي للإنسان». وأضاف: «تنتج عن التشنج العضلي أو الالتهاب مما يسبب ألماً في الأرداف. كما يمكن أن تسبب هذه الحالة تهيج العصب الوركي، الذي يمر بقربها، مما يؤدي إلى شكوى المريض من ألم وخدر والوخز على طول الجزء الخلفي من الساق ويمتد إلى القدم (على غرار الألم الوركي)».
الأعراض
1 ــ وجع خفيف في الأرداف.
2 ــ ألم أسفل الفخذ والساق والقدم (أعراض مشابهة لعرق النسا).
3 ــ نوبة ألم عند صعود السلالم أو المنحدرات.
4 ــ زيادة الألم بعد الجلوس أو المشي أو الجري لفترات طويلة.
5 ــ محدودية في حركة مفصل الورك (نطاق حركة محدود).
غالباً ما يشعر المرضى بألم حاد في الأرداف، ويمتد إلى كامل الطرف السفلي بشكل مشابه لأعراض عرق النسا. وقد تتحسّن الأعراض بعد الاستلقاء على الظهر.
المسببات
لا يعرف سبب الإصابة بمتلازمة الكمثرى بشكل دقيق، ولكن قد ينجم عن التالي:
- التشنج العضلي: قد تتشنج عضلة الكمثرى إما بسبب تهيج في العضلات نفسها أو تهيج مفصل قريب منها، مثل المفصل العجزي الحرقفي أو الورك.
- شد العضلات المجاورة: قد يكون ذلك نتيجة الإصابة أو تشنج العضلات.
- تورّم العضلة: قد تتورّم العضلة الكمثرى نتيجة الإصابة أو التشنج أو الالتهاب.
- النزف: وجود نزيف في منطقة عضلة الكمثرى.
- إصابة: قد يكون السبب هو التعرّض لحادث تسبب في جرح أو اصطدام العضلة الكمثرية أو سقوط من ارتفاع، أو إصابة أثناء ممارسة تمرينات رياضية.
- في حالات قليلة قد يكون السبب هو اختلاف في طول الساقين: يقدر بأن %23 من البشر لديهم اختلاف أو عدم تكافئ بين طول الساقين، حيث يتراوح فرق الطول في الأطراف السفلية لدى هذه النسبة ما بين 1 سنتيمتر أو أقل إلى 1.5 سنتيمتر. وأضاف د. بدر: «يمكن أن تؤثر أي من المشاكل المذكورة أعلاه أو مزيج منها على العضلات، وعلى العصب الوركي المجاور، مما يسبب ألماً أو وخزاً أو تنميلاً في مؤخرة الفخذ أو ربلة الساق أو القدم».
العلاج
يركز العلاج على علاج شد العضلات بعناية وبشكل تدريجي، وذلك عبر الطرق التالية:
1 - العلاج الطبيعي:
- تمارين التمدد ونطاق الحركة والتدليك العميق.
- وضع كمادات الثلج والتدليك بالثلج.
- العلاج بالحرارة.
2 - العلاج العقاقيري:
- تناول الأدوية المضادة للالتهابات (مثل الأيبوبروفين أو النابروكسين) لتقليل التورم الذي يزيد من شعور المصاب بالألم.
- الحقن بمشتقات الكورتيزون.
- حقن التخدير الموضعي والبوتكس.
الفرق بين عرق النسا ومتلازمة العضلة الكمثرية
الفارق الأساسي بين هاتين الحالتين، هو كيفية إصابة العصب الوركي. ففي حالة عرق النسا يكون انضغاط العصب الوركي ناجم عن وجود اصابة في العمود الفقري مثل انزلاق غضروفي في الفقرات أو تحرك في هذه الفقرات نتيجة كسر في العمود الفقري او حتى تضخم في الديسك. بينما يكون السبب في انضغاط واصابة العصب الوركي في حالة متلازمة العضلة الكمثرية هو تهيج او شد هذه العضلة مما يؤدي الى تهيج العصب الوركي.
ومن الجدير بالذكر بأن بعض الأطباء يعتبرون ان متلازمة العضلة الكمثرية من أحد أشكال الإصابة بعرق النسا.
اترك تعليق