أصبحت العلاجات الرقمية في بعض التخصصات بديلا للخدمات الطبية التقليدية، إذ تحولت إلى ملاذ بالنسبة للكثير من المرضى الذين يسعون إلى علاج الأرق والاكتئاب ويبحثون عن السعادة والاستقرار النفسي، غير أن العديد منها وصف بأنه «فاشل» في ما يتعلق بالأمان والخصوصية، بحسب دراسة أجرتها شركة موزيلا للأبحاث.

وتتراوح أسعار الاشتراكات في هذه التطبيقات، بحسب تقرير نشرته صحيفة التليغراف، من 2.40 جنيه استرليني إلى 70 جنيها أسبوعيا، أما بعضها فيوفر خدمات مجانية، كما أنها تلزم المشترك بالإجابة عن مجموعة من الأسئلة تخصّ الصحة النفسية، حتى تتمكن من توفير المساعدة له، وربطه في بعض الأحيان بمعالج رقمي مناسب يتصل به عبر الهاتف أو من خلال مكالمة فيديو او عبر رسالة نصية فقط.

ويلفت تقرير «التليغراف» الى أن بعض هذه التطبيقات مفيد ويقدم المساعدة لأولئك الذين لم يتمكنوا من الحصول على الدعم الطبي، لكن المشكلة تكمن بحسب دراسة شركة الانترنت «موزيلا» في أن العديد من هذه التطبيقات يفشل بشكل كبير حين يتعلق الأمر بمسألة الأمان والخصوصية.

الاكتئاب والقلق

وفي الدراسة التي أجرتها، استعرضت شركة موزيلا للأبحاث 32 تطبيقا من تطبيقات الصحة العقلية، وحذرت من 26 تطبيقا منها، مشيرة الى وجود مخاوف قوية بشأن كيفية تعامل هذه التطبيقات مع بيانات المرضى.

وأوضحت «موزيلا» أن هذه التطبيقات تتعامل مع قضايا حساسة جدا مثل الاكتئاب والافكار الانتحارية والقلق والاضطرابات الهضمية واضطرابات ما بعد الصدمة، وأما بعضها فيشارك البيانات بشكل اوتوماتيكي ويسمح باستخدام كلمات سر سهلة وضعيفة، مستهدفة مستخدمين يتميزون بالهشاشة من خلال اعلانات شخصية كما انها تعتمد سياسات خصوصية مكتوبة بشكل سيئ.

واتهمت شركة الأبحاث الكثير من التطبيقات بمشاركة البيانات مع أطراف اخرى وأما أبرزها فهو تطبيق BetterHelp، الذي يعد أكبر منصة للعلاج الرقمي في العالم، بالإضافة إلى Youper وهو تطبيق يوفر علاجات متخصصة في القلق والاكتئاب وتطبيق Pray.com الذي يقترح جلسات تأمل لادارة القلق والاكتئاب.

توجيه الإعلانات للمرضى

كما عبر بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية من مخاوفهم من الاعلانات، فقد كتب احدهم على تويتر متسائلا عن سبب ظهور اعلانات BetterHelp على يوتيوب وكيف عرف الاخير انه مريض عقلي؟

وعقب الاعلان عن نتائج دراسة «موزيلا» مطلع مايو الماضي، حذرت الباحثة جين كالتريدر من هذه التطبيقات الخاصة بالصحة العقلية، بسبب تتبعها الاشخاص وتشاركها واستغلالها للافكار والمشاعر الشخصية مثل المزاج والحالة العقلية وبياناتهم البيومترية. كما وصفت هذه التطبيقات بخزنة جمع البيانات، ويكمن خطرها في انها تستهدف المراهقين الاكثر هشاشة.

نفي وتبريرات

في المقابل، تنفي التطبيقات ادعاءات موزيلا بشدة. وذكر تطبيق BetterHelp ان الدراسة تفتقر إلى الدقة، مضيفا: «لدينا حماية قوية للبيانات لأعضائنا، ولا نشارك معلوماتهم مع أطراف ثالثة، ونحن بالتأكيد لا نبيع البيانات. ما نفعله هو توفير العلاج التقليدي مع المعالجين المرخصين للملايين من المشتركين ونأمل ألا يثني هذا التقرير غير الدقيق الأفراد عن السعي للحصول على العلاج الذي يحتاجون إليه». وفيما أكد جوزي هاميلتون مؤسس Youper أن التطبيق يأخذ الخصوصية على محمل الجد، قال: «نحن لا نبيع المعلومات الشخصية تحت أي ظرف من الظروف، ولا نشارك أو نكشف عن المعلومات الشخصية من دون موافقة المستخدمين.. لدينا إجراءات أمنية صارمة كما نستخدم تقنية التشفير والرسائل بين المستخدمين ومساعد الصحة العاطفية الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي بطريقة خاصة وسرية».