أبرزت الصحف الألمانية أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبرلين فى هذا التوقيت، والمشاركة فى حوار "بيترسبرج" حول المناخ. وأكدت الصحف الألمانية أن مصر تلعب دورا بارزا فى الجهود الدولية لمكافحة تداعيات تغير المناخ. وأشارت أيضا إلى أن مصر يمكن أن تساعد ألمانيا في مشكلة الطاقة الكبيرة التي تعاني منها حاليا، لاسيما وأن مصر أحد منتجي الغاز الطبيعى المسال الذي تفتقده برلين وبأشد الحاجة إليه الآن.  

مصر تلعب دورا بارزا فى جهود مكافحة تداعيات تغير المناخ

القاهرة يمكن أن تساعد برلين فى مواجهة نقص الطاقة والغاز 

  
قالت صحيفة "تاه دوت دى" الألمانية في تقرير لها، إن مصر تتخذ بالفعل خطوات جادة لإنتاج مزيد من الطاقة المتجددة.  وسلطت الصحيفة الألمانية الضوء على كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في حوار"بيترسبرج" حول المناخ، وتستضيفه ألمانيا، ونقلت عن السيسي دعوته للعالم إلى دعم إفريقيا في مكافحة تداعيات تغير المناخ. 

وقال الرئيس السيسي إن قارتنا الإفريقية في قلب هذه التحديات وتتأثر بها أكثر من أي منطقة أخرى،  كما أدت أزمات الغذاء والطاقة التي نشأت نتيجة العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا إلى تفاقم الصعوبات، مشيرًا إلى أن البلدان الإفريقية بحاجة إلى كل جهد ممكن لاستخدام مواردها الطبيعية وتحقيق الازدهار الاقتصادي.

وقالت الصحيفة إن الرئيسي السيسي أعلن عن رغبته في أن تكون مصر مركزًا إقليميًا للطاقات المتجددة وبالفعل تتخذ مصر بالفعل خطوات جادة في هذا الطريق.

كما احتفت صحيفة" آر إن دى دوت دى" الألمانية،  بكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدة أنه سلط الضوء على الفرص الاقتصادية في مصر فيما يتعلق بالطاقة الخضراء.

وشدد المستشار الألماني «أولاف شولتز» في حوار "بيترسبرج" حول المناخ وتستضيفه العاصمة الألمانية برلين بمشاركة الرئيس السيسي، على التمسك بأهداف الحكومة الفيدرالية بشأن المناخ على الرغم من أزمة الطاقة الحالية. 

وقال وفقًا لما نقلته صحيفة "أولدن بيرجر أونلاين تسايتونج" الألمانية: "كل شيء نفعله اليوم لتأمين إمدادات الغاز يجب أن يتماشى مع هدف الوصول لصفر انبعاثات كربونية، سواء في ألمانيا أو في جميع أنحاء العالم في المستقبل".

وتابع: «لا بد من اكتشاف مصادر جديدة للطاقة المتجددة»، مشيرًا إلى أنه سيتم توقيع شراكات بين ألمانيا ودول أخرى في مجال الطاقة المتجددة؛ للانتقال الواضح أو التحول إلى الهيدروجين الأخضر.
ذكرت صحيفة "هاندسبلات" الألمانية، إن وزراء وممثلون من حوالي 40 دولة، مشاركون في حوار بيترسبرج للمناخ  ويسعون إلى الاتفاق على مسار إضافي في مكافحة تغير المناخ. 

وأشارت الصحيفة إلى أن حوار بيترسبرج يهدف إلى تحديد مسار مؤتمر المناخ العالمي "COP 27" في أوائل نوفمبر في مدينة شرم الشيخ. ونقلت الصحيفة تصريحات وزير الخارجية سامح شكري خلال المؤتمر والتي دعا فيها الدول الأعضاء في مؤتمر المناخ العالمي إلى الالتزام بالأهداف المناخية المتفق عليها. 

وقال وزير الخارجية في برلين في بداية حوار بيترسبيرج للمناخ: "يجب ألا يستخدم الوضع الحالي في العالم كذريعة لعدم الوفاء بالالتزامات السابقة خاصة فيما يتعلق بدعم الدول النامية، مضيفا أنه إذا لم تقم دول العالم بزيادة أهدافها المناخية الآن، فلن يكون هدف 1.5 درجة قابلاً للتحقيق.

كما تحدث الرئيس الحالي لمؤتمر المناخ العالمي عن توترات جيوسياسية غير مسبوقة من شأنها أن تؤثر على الأمن الغذائي وموثوقية سلاسل التوريد الدولية وقال شكري إنه في الأوقات المضطربة الحالية من المهم "العمل بسرعة وضمان بقاء حماية المناخ على رأس جدول الأعمال الدولي".

تحدثت صحيفة "بيلد" الألمانية، عن التعاون المصرى الألمانى فى مجال الطاقة، مشيرة إلى اتفاقيات بشأن الطاقة التى وقعها المستشار الألماني "أولاف شولتس" مع الرئيس السيسى. 

وقالت الصحيفة الألمانية في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني، إن مصر يمكن أن تساعد ألمانيا في مشكلة الطاقة الكبيرة التي تعاني منها البلاد، لاسيما وأن مصر أحد منتجي الغاز الطبيعي المسال الذي تفتقده ألمانيا وبأشد الحاجة إليه الآن، كما أن القاهرة أيضًا لاعب مهم في تحقيق الاستقرار لجارتها الغنية بالموارد النفطية ليبيا.

وأضافت بيلد، أن مصر بلد غنية جدا بالنفط، حيث أعلنت شركة ايني الإيطالية في عام 2015، مستودعًا ضخمًا للغاز تحت قاع البحر قبالة ساحل البحر المتوسط في مصر، وهو حقل غاز ظهر، كما يوجد في مصر أيضًا محطات للغاز السائل، وهذا يجعل القاهرة الدولة الوحيدة في شرق البحر المتوسط التي بها مثل هذه المحطات، بحسب الصحيفة.

ووفقًا لوكالة التجارة الخارجية الألمانية" جى تى ايه اى" يمكن لمصر أن تحل محل ما يصل إلى 10 في المائة من صادرات الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي إذا حولت الكميات التي ستنتجها إلى أوروبا، حيث يبلغ إجمالي الإنتاج حوالي 73 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا والاتجاه آخذ في الارتفاع وفق الصحيفة.

وأضافت بيلد، أن مصر توفر فرصا إيجابية للغاية فيما يتعلق بالنفط على عكس معظم اللاعبين في السوق العالمية، حيث توقع مصر فقط العقود قصيرة الأجل بالأسعار الفورية الحالية، وهذا ينطوي على مخاطر أكبر من عقود الغاز السائل طويلة الأجل عادة، ولكن يمكن تحقيق أسعار أعلى بكثير عندما يكون هناك نقص.