جريمة بشعة ومثيرة شهدتها احدي قري مدينة أجا بالدقهلية.. يكتنفها الغموض من كافة جوانبها "لضحية" طفلة في السادسة من عمرها عثر علي جثتها ملقاه باحدي الأراضي الزراعية بالقرية ترتدي كامل ملابسها.. وبها اصابات عبارة عن كدمات وحروق متفرقة بانحاء جسدها النحيل.
لم يتم التعرف علي صاحبة الجثة.. ولم تتوصل أجهزة الأمن إلي هويتها.. وإذا كان الغموض يحيط بهوية "الطفلة" المجني عليها.. فحتماً تبقي شخصية "الجاني" مجهولة.. وأيضاً دوافع الجريمة وملابساتها غير معلومة ليسيطر الغموض علي الحادثة من كافة جوانبها.. وتضرب الأسرار ستائرها علي طرفي الجريمة "المجني عليها" و"الجاني" لتبدأ رحلة طويلة ومعقدة لرجال المباحث لكشف غموض الجريمة والتوصل إلي هوية "المجني عليها" وتحديد دوافع الحادثة.. ويكتمل مثلثها بالتوصل إلي شخصية "الجاني" وتقديمه للعدالة لتقتص منه.
تبدأ فصول الكشف عن الجريمة ببلاغ من الأهالي إلي مأمور مركز شرطة أجا بالعثور علي جثة لطفلة داخل زراعات القرية.. فأسرع رئيس مباحث المركز إلي مكان البلاغ حيث عثر علي جثة "الطفلة" ترتدي كامل ملابسها.. ولم يستطع احد من أهالي القرية التعرف عليها.
وبإخطار النيابة أسرع وكيل النائب العام إلي مكان العثور علي الجثة.. وبمناظرتها تبين وجود اصابات بأنحاء متفرقة من الجسد عبارة عن كدمات وحروق مختلفة.. وأنها ترتدي كامل ملابسها.. وأن عمرها لا يتعدي الست سنوات وليس معها أو بين طيات ملابسها ما يدل علي شخصيتها.. أو يقود أجهزة الأمن إلي أهليتها.
أمرت النيابة بنقل جثة "الطفلة" إلي المستشفي لتوزيع الكشف الطبي عليها لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها.. والأداة المستخدمة في إحداث الوفاة.. وبيان ما بها من اصابات وأسبابها ووسيلة أحداثها.. والأدوات المستخدمة في أحداث تلك الاصابات.. وبيان ان كانت قد تعرضت للاغتصاب من عدمه.
كما كلفت أجهزة البحث الجنائي بالمديرية بسرعة البحث والتحري للتعرف علي هوية "المجني عليها" والتوصل إلي أهليتها.. لسرعة كشف غموض الحادث والتوصل إلي شخصية "الجاني" وضبطه واحضاره إمام النيابة العامة للتحقيق.
علي الفور قامت أجهزة الأمن بتصوير الجثة ونشرها لعل أحد يتعرف عليها.. كما راحت تفحص بلاغات الغياب بالمركز وقري المراكز والمدن المجاورة بالمحافظة.. وطلبت سماع أقوال المبلغ عن الواقعة وأهالي القرية.. لكن أي من هذه الجهود لم يكن ليوصلهم إلي هوية "المجني عليها".
وإن كانت التحريات الأولية تشير إلي تعرض "الطفلة" للتعذيب من طرف أهليتها إن كانت أمها مطلقة أو أرملة وتزوجت من آخر لم يتحمل "الطفلة" وعذبها حتي الموت ليتخلص من ازعاجها.. وان امها لم تبلغ عن الحادث خوفاً منه.. أو لعلها تعرضت للضرب والتعذيب علي يد والديها اثناء محاولتهما تأديبها.. أو ظناً أنه تأديب لها حتي ماتت بين يديهما فتخلصا منها خوفاً من العقاب.
كما رجحت التحريات أيضاً أن الطفلة ليست من أهالي قري المركز.. وأن الجريمة وقعت في مركز مجاور.. وأراد "المجني عليه" إخفاء معالم جريمته وإبعاد الشبهات عن نفسه بالتخلص من جسم الجريمة بإلقاء المجني عليها في أرض زراعية بعيداً عن مسرح الجريمة.. محل اقامته.
وعلي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال المباحث جهوداً مكثفة وحثيثه لجمع التحريات وسماع أقوال القرية.. إلا أن أي من جهودهم لم تقودهم بداية للتوصل إلي هوية "المجني عليها" ورغم فحص كل الاحتمالات ودراسة كافة التحريات إلا أن دوافع الجريمة أيضاً مازالت مجهولة.. وبالتالي مع عدم تحديد هوية "المجني عليها" فبالتالي ستبقي الجريمة يكتنفها الغموض.. ويستمر "الجاني" أيضاً مجهولاً رغم مرور فترة طويلة علي كشف الحادث بالعثور علي جثة "الطفلة".
اترك تعليق