بدأت الحرب الروسية الأوكرانية فى فبراير الماضي، أى مر نحو 5 أشهر دون حسم، ففى المواجهة بين موسكو والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تبين أن الخصوم أكثر استقرارا وقوة مما توقعه الطرفان.
فالحرب العسكرية الروسية الخاطفة لم تنجح فى أوكرانيا، والحرب الاقتصادية الخاطفة ضد روسيا من قبل الولايات المتحدة والغرب لم تنجح هى الأخرى بدورها.. فى حين أن العالم بأثره يدفع الثمن بسبب الأزمة الاقتصادية التى تضرب الجميع.
مع بداية الحرب، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا يؤكد أن التسليح الأوكرانى قائم على معدات من دول أوروبية بجانب الولايات المتحدة.
واستعرض التقرير الأسلحة المستخدمة حال المواجهات، وذكرت الصحيفة أن بريطانيا منحت الأوكرانيين أكثر من 4200 سلاح محمول على الكتف يسمى "نل أوس" الذى يواجه الدبابات الروسية والعربات المدرعة، وفى غضون 15 ثانية، يمكن للقوات الأوكرانية استخدام هذا السلاح الرخيص نسبيا، وتوجيهه صوب الهدف.
وهذا السلاح الذى يسهل تشغيله، والذى يمكن إلقائه جانبا بعد الاستخدام، تبين أنه بارع بشكل استثنائى فى سيناريوهات الكمين القريب.
كما أرسلت الولايات المتحدة لأوكرانيا 2600 من صواريخ جافلن طويلة المدى المحمولة على الكتف، والتى تستطيع القضاء على أى مدرعة روسية، وفى المجمل، أرسلت دول الناتو أكثر من 17 ألف صاروخ مضاد للدبابات وصواريخ عادية، وفقا لتقارير فى وقت سابق.
ونستخلص من ذلك أن أوكرانيا قد تستطيع الصمود أمام الآلة العسكرية الروسية بسبب ما تتمتع به من تنوع على صعيد التسليح.. وهذا من الممكن يعطل مسيرة الغزو الروسى كثيراً.. أما بالنسبة للمعسكر الروسى فسنجد أن الموضوع أكثر حزماً وقوة.. عندنا على سبيل المثال صاروخ اسكندر إم.. وقد ذكرته أيضا صحيفة نيويورك تايمز، حيث قالت إن المسئولين فى الاستخبارات الأمريكية اكتشفوا أن وابل الصواريخ الباليستية التى أطلقتها روسيا على أوكرانيا كانت تحتوى على مفاجأة!! وتتمثل المفاجأة فى شراك خادع قادر على خداع رادارات الدفاع الجوى الأوكرانية المستوردة من أمريكا والغرب، كما أن لديها قدرة على خداع الصواريخ الحرارية، لأنها محملة بإلكترونيات، وينتج عنها إشارات لاسلكية للتشويش على رادارات العدو عندما تحاول تحديد موقع إسكندر إم.
وعلى صعيد التصريحات النارية، هدد الرئيس الروسى فادمير بوتين أكثر من مرة بضرب أهداف جديدة إذا بدأت أمريكا إمداد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدي.. وجاء ذلك فور إعلان واشنطن عن نيتها لإرسال منظومة صواريخ "هيمارس" بعيدة المدي، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأسلحة التى تستهدف بالفعل إحداث تغيير فى ميزان الصراع العسكرى الروسى الأوكرانى الذى بدأ فى فبراير الماضي، ولا أحد يعلم متى سينتهي.
الخاصة، إن الأهداف المعلنة من كل الأطراف لم تتحقق، والحرب مستمرة، والعالم كله يختنق من دخانها.. والأزمة الاقتصادية تصرب الجميع ولاتفرق بين دولة وأخري.
اترك تعليق