كيف نشارك حجيج بيت الله الحرام في شرف الزمان و اغتنام فرصة عرفات _سؤال يطرحه كل مسلم لم تمكنه ظروفه من السعى ملبياً الى عرفات الله حتى ينال شرف رضا الله تعالى عليه ومغفرته وتجاوزه عنه واجابة على ذلك افاد الدكتور_ هانى تمام_أستاذ الفقه المساعد بجامعة الازهر الشريف انه يمكن للمسلم ان يتعرض لنفحات الله فى ذلك اليوم بما يلى
1 ـالاكثار من الذكر والدعاء في هذا اليوم فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الدعاء ما كان في يوم عرفة، فقال: صلى الله عليه وسلم«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ, وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ, وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ, لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ, وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
ونصح ان يكون الورد من الدعاء يصل لالف مرة مؤكداً انه من زاد زاد الله له.
واوضح انه بالرغم ان ذلك الذكر يأتى من بين الثناء على الله تعالى لأن الدعاء طلب شيء من الله أن أعلى مقامات الدعاء ما كان من باب الثناء على الله تعالى ومن أثنى على الله حق الثناء وذكره بما هو أهله أعطاه الله ما يريد كما جاء في الحديث القدسي : إِذَا شَغَلَ عَبْدِي ثَنَاؤُهُ عَلَيَّ عَنْ مَسْأَلَتِي، أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ "
2 ـ الا يشغل المسلم نفسه بغير الله في هذا اليوم ، وان يفرغ قلبه وذهنه من كل شيء سوى الله ، وان يخشع لربه ويتزلل له سبحانه ويندم على تقصيره في حقه وعلى ذنوبه وآثامه ، وان يعاهده على الطاعة وامتثال أوامره واجتناب نواهيه .
3 ـ صيام يوم عرفة لغير الحاج..فذلك من السنة المؤكدة _ لمزيد فضله وشرفه وثوابه الكبير فقد قال النبي الكريم: «صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ.
4 ـ الإكثار من الأعمال الصالحة المتنوعة في هذا اليوم، كالصدقة، وصلة الأرحام، وقضاء حوائج الناس ونفعهم وإدخال السرور عليهم، وغير ذلك.
5 _حسن الظن بأنه سبحانه سيقبلنا وييتجاوز عنا ويعطينا ما نريد.
وقال ان من أجل أيام الله وأفضلها يوم عرفة ، وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ففيه نزل قوله تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا"
متابعاً يوم عرفة يوم النفحات والتجليات والإشراقات الإلهية من الله على خلقه ، وهو اليوم الذي يتجلى الله فيه على عباده بالرحمات والبركات ومحو السيئات والمغفرة والعتق من النار، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يَعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ "
واردف انه مما ورد عن رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِّينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرُ عَتِيقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ "
واشار استاذ الفقه المساعد بجامعة الازهر الشريف ان يوم عرفة من أشد الأيام على الشيطان التي يغتاظ فيها غيظًا كبيرًا، وكأن غوايته للإنسان تذهب هباءً في يوم واحد وكل ذلك بفضل الله علينا، قال صلى الله عليه وسلم:«مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ، وَلَا أَدْحَرُ، وَلَا أَحْقَرُ، وَلَا أَغْيَظُ مِنْه يَوْمَ عَرَفَةَ، وَمَا ذَلِكَ إِلَّا مِمَّا يَرَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللهِ عَنِ الذُّنُوبِ. إِلَّا مَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ»قِيلَ: وَمَا رَأَى يَوْمَ بَدْرٍ؟ قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلاَئِكَةَ». أي يقود الملائكة للقتال مع المسلمين.
اترك تعليق