شهد مركز العسيرات جريمة قتل بشعة اهتزت لها المشاعر الإنسانية بعد أن لعبت برأسه هواجس الشك في سلوك شقيقته. فسلم نفسه للشيطان وألاعيبه. فرسم له خطة جهنمية بدأت بالقتل وانتهت بالشنق في نهاية المطاف.
كان جورج ابن سوهاج يعاني هواجس بين الحين والآخر. بعدما تزوجت شقيقته "م" ورزقت بطفلين في عمر الزهور واشتدت الخلافات بينها وبين زوجها وانفصلت. فتركت منزل الزوجية وجلست في منزل والدها. ما أثار حفيظة شقيقها وبدأ يسير علي درب الشيطان ويسلم له عقله وبدأ يشك في سلوك شقيقته واستسلم لتلك الأفكار الشريرة وسلم مفاتيح حياته وعقله للشيطان ليكون هو المتحكم في إرادته.. تحدث مع والديه وصارحهما بما يدور في فكره. فنهروه.. مؤكدين أن تلك هواجس من نبت الشيطان. إلا أنه كان مصمماً علي السير في درب ابليس. فانتهز الفرصة السانحة أمامه وقام بشراء ساطور وتوجه إلي منزل والده وكله عزيمة وإصرار علي نحرهم ولم يتردد للحظة واحدة. فتوجه نحو غرف نوم والده وذبحه وبعدها نحر والدته وشقيقته ونجليها الطفلين.. لم يستجب لتوسلاتهم واستغاثتهم بالعدول عن القرار. إلا أنه أخذ قراره الشيطاني ليقضي علي أسرته. ولم يكتف بذلك. بل خرج مسرعاً للشارع وجلبابه ويديه ملطختين بالدماء ويده اليمني تحمل ساطوراً. وعندما شاهد خالته حاول نحرها. إلا أن الأهالي منعوه من ارتكاب الجريمة.
قضت محكمة جنايات سوهاج برئاسة المستشار خالد احمد عبدالغفار وعضوية المستشارين احمد عبدالمنعم محمود ومصطفي أبوالقاسم زيدان وبحضور مصطفي أمين طنطاوي وكيل النيابة وبأمانة سر عصام الالفي بإحالة أوراق "جورج.س.ي" إلي فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في تطبيق عقوبة الاعدام وتأجيل النطق بالحكم للدور الثاني من شهر اغسطس المقبل.
تعود أحداث الواقعة التي أحالها المستشار وائل محمد علي المحامي العام الأول لنيابات جنوب سوهاج. إثر قيام المتهم جورج.س.ي "26 سنة" عاطل بقتل والده عمداً مع سبق الاصرار علي ذلك والترصد بأن بيت النية وعقد العزم المصمم علي قتل أسرته وأعد لهذا الغرض سلاحاً ابيض. وتوجه إلي منزل والده "52 سنة" وسدد له عدة طعنات متفرقة بأنحاء الجسم قاصدا قتله وازهاق روحه. وقد اقترنت تلك الجناية بجناية أخري وهي أنه في ذات الزمان والمكان قتل المجني عليهم والدته "45 سنة" وشقيقته ونجليها الطفلين "اباكير.م.س" و"انجي.م.س" مع سبق الاصرار والترصد إثر تسديد عدة طعنات متفرقة بأنحاء الجسم. وشرع في قتل المجني عليها خالته "عزيزة.ر.ن" عمداً من غير سبق إصرار وترصد محاولاً طعنها بالسلاح الأبيض. إلا أنه قد خاب إثر جريمته لسبب لا دخل لإرداته فيه. وهو منعه بمعرفة الأهالي والسيطرة عليه.
بسؤال شهود الواقعة قال طرفي عبدالشافي "36 سنة" سائق إنه شاهد المتهم حال خروجه من المنزل محل الواقعة ويديه وجلبابه ملطخة بالدماء ويحمل بيديه اليمني ساطوراً به آثار دماء محاولاً قتل المجني عليها خالته. فتمكن هو وشقيقه عاطف "40 سنة" عامل من الإمساك به وايقاف تنفيذ جريمته.
بينما قالت المجني عليها عزيزة.ر.ن "43 سنة" ربة منزل إنها استيقظت علي صوت صراخ شقيقتها المجني عليها والدة المتهم وابنتها. فأسرعت بالاستعانة بالاهالي لمعرفة الأمر. وفوجئت بخروج المتهم من المنزل حاملاً ساطور وملابسه ملطخة بالدماء محاولا قتلي. لولا منع الجيران من تنفيذ جريمته والسيطرة عليه.
أكدت تحريات الرائد هيثم حجيري رئيس مباحث مركز شرطة العسيرات أن المجني عليه عقد العزم وبيت النية علي قتل المجني عليهم "أسرته" أثناء وجودهم بالمنزل وقام بنحرهم وطعنهم بالسلاح الأبيض الساطور الذي أعده له من قبل لتنفيذ جريمته وشرع في قتل المجني عليها "عزيزة.ر.ن" إلا أن الأهالي منعوه من تنفيذ جريمته.
ثبت بتقرير الطب الشرعي أن إصابة المجني عليهما والطفلين "مينا.س" و"انجي.س" ذات طبيعة قطعية ذبحية بالعنق وما أحدثته من تهتكات بالأوعية الدموية الرئيسية بالعنق ونزيف وهي سبب حدوث الوفاة. وأن إصابة المجني عليها شقيقته ذات طبيعة قطعية ذبحية وتعزي سبب وفاتها لإصابتها القطعية بالراس وما أحدثته من كسور بعظام الجمجمة وحدوث نزيف دموي غزير.. فيما أفاد تقرير الطب الشرعي بأن إصابة المجني عليها خالته عبارة عن سحجات وكدمات بيديها وأنحاء متفرقة من الجسم.. وأفاد تقرير مستشفي الصحة النفسية والعصبية بالعباسية بأن المتهم سليم ولا يعاني أي اضطرابات نفسية أو عقلية ويدرك الأمور تماماً.. فأصدرت المحكمة قرارها المتقدم في القضية.
اترك تعليق