أكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن المرحلة الحالية التى تمر بها مصر تستدعى منا جميعا أن نكون فى أعلى درجات اليقظة والوعى والاستعداد، حيث تواجه البلاد الكثير من التحديات والحروب الخفية التى تستهدف شعبها وشبابها ووحدتها الوطنية.
جاء ذلك فى كلمة مفتى الجمهورية أمام مؤتمر "الشباب بين تنمية الوعى ومواجهة الشائعات"؛ الذى نظمته، اليوم الثلاثاء، وزارة الشباب والرياضة تحت رعاية مجلس الوزراء بالتعاون مع المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية.
وقال الدكتور شوقى علام إن الجماعات الإرهابية الضالة التى فشلت فى زعزعة الأمن المصرى واستقراره، استعملت أفتك أنواع الأسلحة الإرهابية فلم تفلح فى زعزعة أمن مصر، ولم تنجح فى شق صفها ولا فى التأثير على وحدتها الوطنية، فلجأت إلى سلاح آخر أكثر خسة وقذارة وتأثيرا، وهو سلاح بث الشائعات والأكاذيب وترويجها لقتل روح الأمل فى قلوب الشعب المصرى، وللتغطية على أى إنجازات وطنية أو حضارية على أرض الواقع.
وأضاف أن "سلاح نشر الأكاذيب" هو سلاح المنافقين من قديم الزمان، وأن المعول عليه فى هذه المعركة هو وعى الشباب ويقظته، منبها بأن الحرب التى نخوضها هى حرب الأفكار والمفاهيم وتتباين تلك الأفكار التى تتجاذب هذا العقل الفتي فى قوتها ومدى تأثيرها فى نفوس الشباب، لكن أخطرها على الإطلاق تلك الأفكار التى تستغل العاطفة الدينية للشباب، فتحاول تلك الجماعات أن تهوى بهم فى مزالق الانحراف عن مقاصد الشرع الشريف أو عن معانى الوطنية السامية.
وحذر مفتى الجمهورية من أن تلك الجماعات الضالة تحاول عن طريق نشر الأفكار الخاطئة والأخبار الكاذبة أن تعيد تشكيل هذا الإيمان الفطرى وتلك العقيدة المغروسة فى النفوس، لتستبدلها بمجموعة من الأفكار الفاسدة الصدامية الهدامة التى تأبى الانخراط فى المجتمع والمشاركة فى بنائه وتنميته، فتتعطل مسيرة البناء وتتولد حالة من اليأس والإحباط فى نفوس الشباب، وهو ما يؤدى فى كثير من الأحيان إلى التطرف والسقوط فى مهاوى العنف والإرهاب.
وأشار إلى أن تلك الجماعات قد ولدت أفكارها من نفسيات معقدة عنيفة اجتزأت مفاهيم القرآن الكريم والسنة النبوية والفقه الإسلامى عن سياقاتها الصحيحة وما يكتنفها من ظروف وملابسات لأنها وافقت ما استقر فى وجدانها من تعصب وعنف، واستغلت تلك الطاقات الهائلة لدى الشباب فى ترسيخ ذلك العنف وتلك النظرة المغرقة فى الانعزال عن المجتمع ومحاولة التميز والاستعلاء بالدين، ونزع قيم الرحمة والإحسان التى تمثل الروح الكامنة فى المفاهيم والمقاصد والتشريعات الدينية بوجه عام، وخلق حالة من العداء والصراع بين أبناء المجتمع الواحد، بما يهدد الأمن والسلام المجتمعى، ويهدر حياة ووقت كثير من الشباب دون استفادة حقيقية من تلك الطاقة الحيوية.
اترك تعليق