هناك مجموعة من المغالطات عن القضية الفلسطينية. حاولت ولا تزال ألة الدعاية الخاضعة للنفوذ الصهيوني تروج لها. في مقدمة هذه المغالطات الحديث عن صراع عربي أو فلسطيني إسرائيلي. والحقيقة انه عدوان علي شعب أعزل يدافع عن نفسه.
وهناك أيضا الحديث عن ان القدس مدينة مقدسة لدي أتباع الأديان الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية. وهذه العبارة تنطوي علي مغالطة كبيرة لأن القدس ليست لها أي قداسة لدي اليهود باعتراف بعض الكتاب اليهود انفسهم. قداستها لديهم مصطنعة علي أيدي الحاخامات والصهاينة الأوائل لجذب اليهود إلي فلسطين في القرن الخامس عشر.
واذكر أن كتابا اصدره استاذ في جامعة هارفارد الامريكية قبل ثلاثين عاما جاء فيه ان اليهود ليس لهم أي حق في فلسطين. وقال المؤلف أن الادلة التي يعتمد عليها اليهود اما ان تكون اكاذيب او اساطير ليس لها من الحقيقة نصيب مثل عامود النار. وماهو صحيح منها لايثبت لهم اي حق في فلسطين او ارض البلاست كما يعني اسمها. وقد تم فصل هذا الاستاذ من منصبه بحجة العداء للسامية.
ويأتي بعد ذلك الحديث عن اليمين واليسار والوسط والمتطرفين والمعتدلين ودعاة السلام الي أخر هذا الحديث المنافي للحقيقة الذي سئمناه بالتأكيد. فكل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تتبني سياسات يمينية متطرفة. فلم تكن حكومة بنيامين نتانياهو السابقة اقل بطشا بالفلسطينيين. وحرصا علي التهام اراضيهم بغول الاستيطان.
وماذا عن حكومات حزب العمل سابقة في عهد بن جوريون او جولدا مائير او اسحاق رابين او بيريز ان حزب العمل هو الذي حكم اسرائيل منذ قيامها. وقاد عدواني 56 و67 وسياسة تكسير عظام الفلسطينيين في الانتفاضة.
وتشير الاحصائيات الي ان مساحة الاراضي التي كانت تصادر في عهد حكومات حزب العمل تفوق ما كان يتم مصادرته في عهد حكومات الليكود. كل مافي الامر ان حزب العمل كان يرتكب جرائمه في صمت ودون طنطنة عكس الليكود الذي تصاحب اعماله طنطنة واسعة مما جعل الولايات المتحدة تفضل حكومات العمل علي الليكود.
ولنذكر جيدا أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي كان يتظاهر بالدفاع عن حقوق العرب في اراضي 48 ايد العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956. ولم نجد هذا الحزب يعترض علي الاستيطان أو تهجير اليهود من أركان المعمورة ليقيموا في الأرض علي حساب صاحبها الأصلي. ولم يعترض علي تهويد القدس وتشريد سكانها العرب.
والحقيقة أن إسرائيل تضم يهودا بين أقصي الهوس الديني إلي أقصي الكفر والالحاد. وهؤلاء يختلفون حول كل شئ. إلا الاستيطان ومصادرة الأرض الفلسطينية لصالح المستوطنين اليهود الذين جلبتهم حكومات إسرائيل المتعاقبة من أنحاء العالم.
اترك تعليق