هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

#دوائر السعادة المغلقة ...

   


بين أنانية الذات و البحث عن السعادة فيما يمتلكه الغير يتوه الإنسان .

بين الماضي و الحاضر و المستقبل , بين ما يراه , ما يسمعه , ما يقرأه , و ما يتربى عليه .

يزداد تشتته و حيرته و تزدوج قيمه و معاييره , فلا يعرف ما هو حقا تعريف الصواب و لا يدرك حقا مأساة الخطأ ..

فهل الصواب هو ما يتماشى مع تقاليد مجتمعه , أم ما يتماشى مع فطرته و رغباته النفسية الإنسانية أم ما يتماشى مع ما درسه أم ما يتماشى مع واقع ظروفه الحالية التي تفرض عليه القيل و القال !!

و هل مأساة الخطأ تتوقف على خطئه فقط في حق نفسه أم تتعدى أزمة خطأ النفس إلى الوسط المحيط بل المجتمع بل حتى البشرية جمعاء !!

لا تتعجب عزيزي القارئ من الجملة الأخيرة  , فالخطأ في حق النفس , هو حقا خطأ في حق الإنسانية جمعاء بل و في حق قيمة الفطرة السوية و احترام النفس ..

لما يبحث الناس عن السعادة فيما لا يمتلكونه ? 
و لما يرزقون كل مصادر السعادة و مع ذلك ليسوا بسعداء ?!

أهو درب من دروب نقص الإيمان  , أم عدم الرضا بالقضاء و القدر , أم  بسبب الوقوع تحت تأثير شعور المنافسة الذاتية  التي لا تنتهي , أم هو بدافع الأنانية الفطرية التي حين تترك دون تحجيم , تصبح  بمثابة الأصل لكل الشرور البشرية ..

#قتل قابيل أخاه هابيل بدافع الأنانية .

#خرج ابن نوح عن طوع أبيه سيدنا نوح  -عليه السلام- بدافع  الأنانية.

 #هزم المسلمون في معركة أحد بدافع الأنانية .

#تشتت أمم و ممالك بدافع الأنانية !!

#زهقت أنفس و دمرت أسر و تفككت روابط بدافع الأنانية .

العديد و العديد من القصص التي لا حصر لها سواء في الماضي أو الحاضر أو حتى المؤشرات لتنبؤات المستقبل , تسرد و تسرد في الأحداث التي منبعها الأنانية ..

و تختلف صور الأنانية و تتعدد و لكن مهما تعددت الصور و اختلفت الأشكال و المواقف و الأحداث و التواريخ , يظل معناها هو بطل كل الأحداث .

و لكن ,, كيف نقول أن الأنانية فطرة و مع ذلك قد تكون السبب الأساسي في تعاسة البشرية !!

هذا لسبب بسيط جدا ,, فالأنانية مثلها كمثل أي فطرة إنسانية
 -سلاح ذو حدين -
*فأنت تأكل لتعيش و لا تعيش لتأكل .
*أنت تسكن لتشعر بالأمان و الستر ,لا من أجل القصور و التباهي بالأملاك .
*و كذلك رزقك الله فطرة الأنانية المحمودة من أجل إبقاء حياتك و الحفاظ على روحك من الأضرار و المخاطر المحيطة و المحافظة على احتياجات و متطلبات حياتك الأساسية من أجل أن تعيش لتعبد الله و تعمر الأرض . 
* لا من أجل الكراهية و حب الذات و الحقد و الغرور و السرقة و الغش .
*لا من أجل العداء و الصراعات و انعدام القيم و هدم المعايير دون وجه حق أو صدق .

*وإذ أدرك الإنسان أن قيمة السعادة الحقيقية في العطاء , و أن الرؤية يجب أن تكون إنسانية دينية للمصالح العامة و يكون ذاك هو الهدف الأسمى .
*أن تعيش و تتعايش في وسط من الهدوء و السلام و إعلاء القيمة و المصلحة العامة على الذاتية الخاصة .
*إذا ساند القوي الضعيف , الغني الفقير , الصحيح المريض , السعيد التعيس , لرزق الله السعادة للجميع .

لأن السعادة حقيقة هي رزق الله , يرزقه و يهبه لمن يشاء و لمن يتوسم فيه خيرا .

و عندما أتحدث عن السعادة الربانية فإني لا أقصد مطلقا السعادة الدنيوية الزائلة المتقلبة المؤقتة و المرتبطة بالأحداث و المواقف و الزائلة بزوالها .
و لكني أقصد سعادة الرضا و سماحة الوجه و هدوء النفس المتوج  بالحكمة و الإيمان بالقضاء و القدر و من ثم سعادة الآخرة ...

*أتألم كثيرا عندما أرى كل أسرة منغلقة على ذاتها , كل جار منغلق على داره 
كل ما يهم هذه الأسرة و ربها مصلحتها الأسرية الشخصية و فقط حتى و ان تطلب الأمر القضاء على الجميع بلا أدنى رحمة  !!!


*أتألم حين تقابل وجوه الناس دون إلقاء السلام أو حتى ابتسامة !

*يجتهد الموظفون في إيقاع بعضهم البعض في الأفخاخ بدلا من إبقاء المؤسسة في طريق النجاح المستمر .

*يؤذي الناس بعضهم البعض بلا سبب يذكر سوى "الغيرة" , اعتقادا منهم بأن هذه الطريقة هي أسرع سبل النجاح المؤكد !!

و لتنصلح القيم و الأخلاق , لابد من  إعادة هيكلة وتأسيس لكل كيان مجتمعي , بدءا من داخل نواة الأسرة الواحدة في علاقة ذويها ببعضهم البعض :- 
*فلابد من البدء في تثبيت دعائم و ركائز تضحية الأخ من أجل أخيه , توقير الإبن لوالديه , الاحترام و التضحية  المتبادلة  بين الزوجين ,
بل و الأهم كبداية , البداية بإصلاح النفس ذاتيا و تطويعها على العطاء و الزهد و من ثم الرضا ..

*التنشئة الدينية التي لابد و أن تبدأ منذ نعومة الأظافر  بكل صورها كتعليم الآيات و الأحاديث و مواقف الأنبياء و الصحابة في الفضل و الكرم و الإيثار , الإكثار من الصدقات و الصيام و تدريب الطفل على الزكاة من قبل حتى أن يكلف بها .

*دور التعليم و الإعلام و المجتمع في عرض الوثائق التثقيفية و التعليمية  المستمرة للعديد من المواقف و الدروس التي ترسخ أساسيات و معاني هذه القيم النبيلة .
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق