حتى سنوات قريبة، كان يتعارض حجم الجناح السعودي في مهرجان كان السينمائي مع فعالية وحقيقة نشاطه الواقعي على مستوى صناعة السينما، ولكن مع اتجاه المملكة الواضح حديثا، لدعم الفنون والترفيه، عادت الروح لكل عشاق وصناع السينما في أنحاء المملكة..
وتضاعفت الفرص وتبدل المناخ لدرجة دفعت بموهوبين ومخلصين للسينما مثل الموزعة والمنتجة رؤى المدني للخروج للسوق العالمي ونقل مشاريعها السينمائية للسوق الأهم سينمائيا على مدار العام "سوق الفيلم في كان"، على هامش مشاركتها في "كان" تعرفنا على مشاهد من صحوة السينما في السعودية، وعلى حجم استيعاب السوق السعودي للأفلام المصرية التي طالما كانت السلعة السينمائية الأخف والأكثر طلبا لكل المشاهدين في العالم العربي.
كموزعة يفترض بك فهم ذائقة الجمهور، ما الذي يحب السعوديون مشاهدته في السينما ؟
بحسب الأرقام التي نحصل عليها، فأن السعوديون يفضلون أفلام الأكشن والمغامرة، أما في الأفلام العربي، فهناك دائما اقبال على الأفلام العائلية الرومانسية، والكوميدي أكثر نوعية أفلام تحقق إيرادات في السعودية.

رؤى المدني : الجمهور السعودي تربى على الأفلام المصرية
هل السينما المصرية مطلوبة في السعودية كما كانت في السابق؟
طبعا لازالت السينما المصرية تتصدر شباك التذاكر في السعودية، خاصة أن الجمهور السعودي كبر وتربى على الأفلام المصرية، ولكن الأفلام الدرامية الاقبال عليها أقل من الكوميديا بالطبع.
ما أحدث الأفلام المصرية التي حققت رواجا في السعودية؟
شاركنا مؤخرا في انتاج الفيلم المصري "حامل اللقب" وكان محتوى اجتماعي كوميدي لاقى اقبال كبير في الخليج كله مثل مصر، بل كانت المفاجأة في انه لاقى استحسان حتى من جمهور المهرجانات التي عرض فيها، وحاليا نحضر لثلاث أفلام مصرية آخرى نطمح لنجحها في موسم الصيف.
وما هي أهم الأفلام العربية التي تبدئين في تسويقها للعالم هذا العام؟
البداية بالفيلم التونسي "قدحة" للمخرج أنيس الأسود الذي كان يصادف ان عرضه العالمي الأول في الدورة السابقة من مهرجان القاهرة السينمائي، وهناك أفلام آخرى عديدة نعلن عنها لاحقا.
في الوقت الذي تنجح فيه الأفلام المصرية في الوصول بسهولة للمشاهد السعودي، ما الذي يمنع حدوث العكس؟
أهم مشاكل السينما السعودية هي عدم توافر الأفلام التي يمكن وصفها بأنها تجارية، والمشكلة الثانية هي أن صناع السينما الشباب حاليا في السعودية يفضلون صناعة أفلام نخبوية قد ترحب بها مهرجانات السينما ولكن لا يستوعبها المشاهد العادي الباحث عن المتعة أكثر من الفلسفة والخروج عن السائد من أفكار.
رؤى المدني : تكريمي في مالمو جاء في توقيت مهم نتوسع فيه عربيا
كيف شعرت تجاه تكريم مهرجان مالمو لك مؤخرا؟
سعدت للغاية بحضوري الدورة الأخيرة من المهرجان، بجانب عدد من الأفلام السعودية التي شاركت وعرضت في المهرجان، وفي دورة أيضا كانت تحتفي بسينما السعودية، وهذا التكريم شكل لي ذكرى جيدة لأنه جاء في توقيت اتسع فيه نشاطي في توزيع الأفلام، فبعد سنوات طويلة من توزيع الأفلام الأجنبية في السعودية والدول العربية، نبدأ حاليا توزيع الأفلام العربية لخارج الوطن العربي، هي خطوة كبيرة ستوسع من ترويج السينما العربية وتذهب بصناع الأفلام العرب لكل مكان في العالم.
نادر منافسة سيدات في عمل التوزيع السينمائي، ما الذي دفعك لدخول هذا المجال؟
السينما عندنا لازال سوقها ناشئ، والتوزيع هو واحد من أهم أطراف هذه الصناعة، لأنه في النهاية اذا لم يكن هناك موزع سعودي للأفلام، لن يكن هناك محتوى كافي في دور السينما، وأنا متفهمة أن الناس لم تعتاد عمل السيدات في التوزيع ولكني أعمل بنظام الفريق وفكرة التوزيع جاءت لي لأننا شعرنا بأن هناك فجوة في السوق كانت تحتاج شغلها بهذا الدور، ولأن شركتي شغلها في الأساس الإنتاج، فكان لدينا رغبة في توزيع المحتوى الذي ننتجه، ثم وجدنا السوق متعطش لمزيد من التنوع، فبدأنا توزيع أفلام أمريكية وهندية وفلبينية، وحاليا في طور توزيع الأفلام العربية سواء من مصر أو دول شمال أفريقيا كلها.

عملت لسنوات في الدعاية ثم تنظيم الفعاليات .. ما الذي غير مسارك لاحقا للعمل في شبكة MBC ثم العمل في الإنتاج السينمائي ؟
كل مرحلة كانت لها أهدافها التي قادت للمرحلة التالية لها، وعملي الحالي في مجال توزيع الأفلام بالنسبة لي عمل مليء بالتحديات لأنه مجال جديد في السعودية، سواء على مستوى ترويج الإنتاج السعودي للخارج، أو جلب الأفلام العالمية لدور العرض السعودية، وفي رأيي أهم وأصعب تحدي يقابل توزيع الأفلام في السعودية هو عدم توفر أرقام إحصائية واضحة لتساعدنا على اختيار ما يناسب ذائقة الجمهور، فهناك أفلام قد تحقق نجاح غير متوقع ومفاجيء مثل فيلم "وقفة رجالة" الذي عرض في السينما بالسعودية لمدة ٦ شهور، حقق خلالهم أعلى ايراد في تاريخ صالات السينما السعودية.
على شاكلة أسبوع الفيلم الأوروبي في مصر، تحضرون لفكرة مشابهة في السعودية .. هل من تفاصيل أكثر ؟
نستعد منتصف هذا الشهر لإطلاق فعالية لمدة أسبوع يعرض خلالها حوالي ١٤ فيلم أوروبي الإنتاج، بواقع فيلمين يوميا، وهي فكرة هدفها تعريف الجمهور السعودي ومحبي السينما، بالأفلام الأوروبية التي لا تحظى بفرص عرض في دور السينما العادية.
اترك تعليق