الفصل الأخير
نحدثكم الآن من أمام ساحة محكمة الأسرة الموقرة بكفر الغواني، حيث نشهد معكم اليوم مباشرة وعلى الهواء إسدال الستار عن واحدة من أهم القضايا التي شغلت الرأي العام بقرى ونجوع كفر الغواني، تلك القضية التي رفعها السيد عوني الديب مطرب الأفراح الشهير ضد زوجته السابقة السيدة عنبر القرد الراقصة المشهورة.
وبعد ستة أسابيع من تلك المحاكمة الملحمية، التي شهدت مرور العديد من الشهود وتفنيد المئات من الأدلة والادعاءات أتت لحظة الحسم، فاليوم هو الفصل الأخير من تلك المحاكمة، حيث ستسمح المحكمة لمحامية الادعاء المحنكة الأستاذة جميلة فلوكس باستجواب السيدة عنبر القرد للمرة الأخيرة قبل النطق بالحكم.
خلفية ملحمية
ولا يخفى عليكم أعزاءي المتابعين التاريخ الطويل لتلك العلاقة المسممة بين النجمين الشهيرين والتي انطلقت شرارتها الأولى منذ سنوات في أحد الأفراح التي كان يحييها السيد عوني الديب بعزبة القرود حيث مَهْد السيدة عنبر التي تمردت على عادات وتقاليد أسرتها المحافظة الفقيرة وصعدت إلى خشبة المسرح حيث كان السيد عوني ينشد واحدة من أجمل أغانيه، صعدت لترقص الرقصة الأهم في عمرها، ممنية النفس في أن تلفت مقوماتها الأخاذة نظر المطرب الشهير وتلتحق بركاب مسيرته الفنية.
وبينما كانت عنبر تتمايل بخلفيتها العملاقة على خشبة المسرح ارتجف قلب عوني لبديع جمالها ورشاقة حركاتها وتلك البراءة المرسومة على وجهها، فسريعًا ما اقترب منها وراح يشدو: إيه يا ستو أنا .. ستو أنا أنا .. إيه يا ستو أنا؟
وبنظرة ساحرة وصوت عذب والتفاتة مثيرة أجابته عنبر في دلال: الله.
ومنذ تلك اللحظة اشتعلت شرارة قصة حب تحاكى بها أهل كفر الغواني جميعًا، ولم تمر سوى فترة قصيرة حتى دخل الثنائي قفص الزوجية وأصبحت عنبر إحدى نجمات الرقص في الأفراح إلى جوار زوجها الشهير، ونالت من الشهرة والمال ما كنت تطمع بل يزيد.
أنياب الأفعى
ولكن القدر لم يشأ لتلك العلاقة المريبة المبنية على المصلحة والخداع أن تستمر، فانكشف الوجه الجشع لعنبر وحل محل وجه الملاك الذي كانت ترتديه، وطفت مطامعها وعُقدها النفسية على السطح، ولما ضاق عوني بها ذرعًا، أبلغها أنه قرر الانفصال عنها بعد أن يعود من رحلته لإحياء فرح بكفر الجرابيع، ولأن عنبر كانت تُحضر لهذه اللحظة بعناية برفقة أختها وأمها، كانت قد أعدت من الأدلة الزائفة والكذب المحبوك ما شجعها على إقامة دعوى طلاق أثناء سفر زوجها، وسرعان ما ربحتها بل أرغمته على دفع تعويض قيمته سبعين ألف جنيه بعدما أقنعت المحكمة والعالم أنه وطوال فترة زواجه منها والتي قاربت العامين كان يعاني من إدمان الكولة والاستروكس والشابو وكثيرًا ما كان يعنفها ويضربها ويهددها ويستغلها أثناء سكراته تحت تأثير تلك المخدرات.
ولم تكتف بهذا بل قامت بنشر مزاعمها تلك على جميع المنصات مما أثر على سمعة عوني بل أضر بعمله ومصدر رزقه مما دفعه للاستعانة بفريق عريض من المحامين لإقامة دعوى تشهير، يفضح بها وجه الأفعى لزوجته السابقة ويسترد بها حياته وعمله.
الاستجواب
دعونا الآن ننتقل إلى قاعة المحكمة حيث بدأ الاستجواب المنتظر، ها هي الأستاذة جميلة تبدأ بسؤال السيدة عنبر:
أستاذة عنبر، النهاردة ما بعد انفضحت ادعاءاتك الكاذبة أمام كفر الغواني كله، ممكن تقوليلنا انتي اتبرعتي زي ما قولتي بالسبعين ألف جنيه التعويض اللي كسبتيهم من الأستاذ عوني لمستشفى أبو الريش و57357 زي ما صرحتي؟
فأجابت عنبر بعد أن توردت وجنتاها خجلًا وصوتها يخنقه البكاء وعيناها حبلى بدموع القهر:
يا حضرة القاضي اللي يلزم البيت يحرم على الجامع، إيوه أنا قولت هتبرع بالفلوس، بس إزاي اتبرع بيهم وأنا بعالج إبني بسبب اللي عمله فيه أبوه، إبني اللي شاف أبوه بيعمل لامؤاخذة زي الناس ورا الشجرة اللي تحت البيت، وراح بعد كده يدوس في البي بي بتاع ابوه، يدوس في البي بي، يدوس في البي بيييي.
الولد يا حبة عين أمه اتلحس من ساعتها، ودوخنا بيه على دكاترة النفسية والمسالك البولية ومافيش فايدة، أقوم اتبرع بالفلوس واسيب الولا يضيع مني.
وبعدين كذب إيه يا حضرة القاضي، يرضيك يعني الراجل النطع ده يقضيها كل يوم في فرح ويسبني أرقص في أفراح مع مطربين تانيين، لا وكل أما اقوله خدني معاك والنبي يا سي عوني يملص مني ويقول إنه رايح يشوف بنته من مراته الأولانية، وهو رايح يشد كوله، وكان عايز ياخد صيغتي يشتري بيها استروكس وهباب من اللي بيشربه ولما اختي وقفتله كان هيمد إيده عليها، قومت قطعاله صباعه، ومش بس كده لو كان طول عن كده كنت قطعتله بتا …
هنا صاح القاضي مقاطعًا:
بس يا بنتي بس، مفهوم مفهوم يا بنتي، لا حول ولا قوة إلا بالله، النخوة ماتت والمرؤة انعدمت خلاص، الحكم بعد المداولة، رفعت الجلسة.
رفعت الجلسة
وبعد ساعات من المداولة خرج القاضي ومستشاريه للجموع وأعلن عنوان الحقيقة:
حكمت المحكمة حضوريًا برفض الدعوى المقامة من السيد عوني الديب وإلزامه بأتعاب المحاماة ومصاريف علاج ابنه المذكور، رفعت الجلسة.
وها نحن الآن نأخذ كلمات حصرية من السيدة عنبر بعد براءتها من تهمة التشهير ومكسبها التاريخي اليوم:
أستاذة عنبر، ماذا عن مكسبك للقضية؟
فأجابت عنبر وهي تجهش بالبكاء:
أنا ربنا نصرني … إهيء إهيء إهيء.
ترندات وتوباكو هي مقالات في هيئة قصص قصيرة مستوحاة من ترندات فضاء المنصات الاجتماعية ولا تمثل أي شخصيات أو أحداث حقيقية.
اترك تعليق