استنكر عدد من المعلمين ما حدث من بعض الطلاب عقب انتهاء الامتحانات من تحطيم أثاث المدرسة. مؤكدينأن أولياء الأمور يشجعون أبنائهم علي السلوك المشين. ودائما الأباء والأمهات منحازون لأولادهم متحاملون علي المدرسة.
كما استنكروا تعامل الدراما والفن مع المدرسة في المسلسلات والافلام علي اعتبار انها مصدر للكوميديا. وكل هذا جريمة في حق التعليم في مصر وفي حق المجتمع ككل.
نحاول بكل قوة وحزم التصدي لمثل هذه التصرفات والسلوك داخل المدارس
ولكن نحتاج ان يقف معنا اولياء الامور هذا ما بداء به الاستاذ خالد عبد الحميد مدير احد المدارس الاعدادية بالقاهرة كلامه مع الجمهورية أون لاين واردف يقول: احيانا كثيرة نجد الاباء والامهات تشجع ابنائها علي سلوكهم المشين وعند استدعاء ولي الامر نجده منحاز لابنه بشكل كبير ومتحامل علي المدرسة بل واحيانا في مناطق عديدة تم الهجوم علي المدارس من قبل أولياء الامور.
وقد حدث هذا منذ فترة بسيطة حيث تجمع أولياء الامور امام باب احدي المدارس واعتدو علي مدرسة فاضلة منعت ابنائهم من الغش فخرجت من المدرسة في حماية الشرطة. فهل هؤلاء يستحقون التعليم للاسف لا.
واطالب بفصل الطلاب عامين مع معاقبة الاسر بتحملها تكاليف اصلاح التلفيات بالكامل وهذا امر سهل جدا حيث يسهل تحديد التلاميذ الذين كانو يمتحنون في اللجنة التي تحطمت وتخوفيهم أيضا بابلاغ قسم الشرطة بعنوينهم و رفع بصماتهم لتوقيع اقصي العقوبه علي المتسببين في هذه التلفيات واعلان هذا في كل وسائل الاعلام.
وبالمناسبة الطلاب في هذه الحالة واثناء ارتكابهم جريمتهم يكونون في حالة هياج ونشوة غريبة وفرحة ولا يستطيع فراش أو مدرس المدرسة الاقتراب منهم والا تعرض للاعتداء منهم.
ويقول الاستاذ ابراهيم والي "مدرس اول": مادام المعلم متكتف ومفيش رادع والطالب عارف ومتيقن أن مفيش رادع ولا حد هيحاسبه بيعمل اكتر من كده وما دام مفيش حساب ولا عقاب حجب النتيجه وحجب استمارات النجاح حتي يتولي ولي الأمر دفع جزء من تكلفه الإصلاح طلبه 3ع في هذه السنة ويتم رسوب الطلاب ويهبطو سنه في السلم التعليمي حتي يكون ذلك رادع لهؤلاء الطلبه.
ويضيف وليد عبدالدايم "مدرس اول فني صناعي": عدم وجود ردع وغياب دور الاسرة وضياع هيبة المدرس والمدرسة وتخبط العملية التعليمية وانعدام القدوة الحسنة يضع المجتمع كله في مأزق تربية الاجيال القادمة وسلوكهم.
فممثل يحصل علي ملايين يقوم بدور بلطجي أو شخص غلبان يظلم فيأخذ حقه بيده والتعامل مع المدرسة في الافلام والمسلسلات علي انها مصدر للكوميديا كل هذا جريمة في حق التعليم في مصر وفي حق المجتمع كله.
نعم الدروس الخصوصية جزء من المشكلة ولكنها ليست كل المشكله فإعداد كوادر متميزة من المدرسين واعداد مناهج بها جرعة اخلاق ودين ورفع مستوي المدرس وقدرات المدرسة لتؤدي دورها في تربية وتعليم الابناء امور هامة جدا.
فالنماذج السلبية من المدرسين وأولياء الامور كثيرة جدا والآن الاطفال يتابعون فديوهات بدون رقابة علي هواتفهم المحمولة وهم في مرحلة المراهقة والبلوغ واثبات الرجولة والذات كل هذا في غياب كل المنظومة فلابد ان تكون النتيجة سلبية.
تقول الدكتورة عزة عبد الكريم استاذ علم النفس المساعد بكلية الاداب جامعة القاهرة تقول: بداية يجب ألا ناخذ هذه الحادثة علي أنها ظاهرة عامة منتشرة لدي التلاميذ المدارس لدينا »فهي حادثة تتعلق بزمرة من التلاميذ ويجب علينا البحث عن الأسباب الرئيسة التي دفعتهم للقيام بمثل هذا السلوك العدائي.
أضافت أنه وبدون شك قد يكون تعرض هؤلاء التلاميذ لموقف ما قبل قيامهم بمثل هذا السلوك غير السوي من الناحية الاجتماعية.. وبشكل عام قد تكون هناك مجموعة من الأسباب المساعدة التي تكمن خلف هذا السلوك العدواني غير المألوف مثل: التقليد وضغوط الاقران وانتشار ثقافة العنف والبلطجة في وسائل الإعلام و التفكير السلبي المشوه وغياب سياسة الحوار في المنزل والمدرسة وغياب بعض القيم الأخلاقية كالشعور بالمسئولية الاجتماعية و العفو وأساليب التنشئة الوالديه الداعمة للعنف والسيطرة وطبيعة المرحلة العمرية التي ينتمي لها هؤلاء التلاميذ وهي مرحلة المراهقة التي قد يصاحبها نوع من التمرد علي الكبار والتقاليد الخاصة بهم. ولتجنب مثل هذه السلوكيات قالت د.عزة انه يجب علينا القيام بعدة إجراءات مهمة. مثل: البحث عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء مثل هذه السلوكيات والحوار الهاديء مع أبنائنا في الأسرة و المدرسة علي اعتبار أنهم أهم مصادر التنشئة الاجتماعية وضرورة تواجد الاخصائي النفسي مع الاخصائي الاجتماعي بجميع المدارس لتدارك مثل هذه الأمور قبل تفاقمها فبدون شك فمثل هذا السلوك ليس وليد اللحظة ولكن قد تكون هناك سوابق و منذرات بهذا السلوك الخاطئ والتي قد يكون تم تجاهلها وعدم التعامل معها بجدية عند ظهورها أول مرة و عودة مرة أخري لتفعيل مجالس الآباء واللقاءات الشهرية معهم لتفادي مثل هذه السلوكيات ومراجعة ما يقدم من محتوي في الدراما التليفزيونية والبرامج الخاصة بالأسرة من قبل المتخصصين من علماء النفس والاجتماع لتفادي التأثيرات السلبية لها علي الصغار والكبار وخاصة النشء والشباب و ادخال الموضوعات الخاصة بالقيم الإيجابية في إطار المقررات الدراسية كاللغة العربية والتاريخ.
أشارت إلي أنه بالنسبة للتصوير والنشر هو نوع من المجاراة للآخرين ومحاولة لتحدي السلطة الاجتماعية لما لها من قوة ضغط علي الرأي العام فقد يحصلون علي التأييد من قبل البعض وخصوصا أنه يتم عرض القضية من خلال وجهة نظر واحدة وهي وجهة نظرهم. ولكن للتعامل مع قضية النشر تحديدا أنه في كثير من القضايا يتم إثارتها علي مواقع التواصل الاجتماعي وتثير الرأي العام ولكن بعد ذلك لا تتم المتابعة واطلاع الناس لما انتهت له علي اعتبار أن النسيان هو عملية طبيعية تحدث لنا جميعا.
أكدت الدكتورة أمل شمس استاذ الاجتماع بجامعة عين شمس ان المدرسة فقدت دورها في تربية الطلاب بتشجيع من الاهالي فنشأة الطفل علي عدم الاهتمام بالعملية التعليمية واعتبار المدرسة عبئا عليه فسلك سلوكا فوضويا ينم علي عدم الانتماء ليس للمدرسة ولكن للمجتمع ككل بل وعدم الاكتراث بنتيجة ما يقوم به من سلوك همجي فهو لايستفيد اي شئي من المدرسة ولا يتعلم احترام الآخر والحفاظ علي الملكية العامة والاستهتار بالقيم والاخلاق وهذا كله راجع لعوامل كثيره منها الاسرة والمدرسة والفن واصدقاء السوء.
أضافت ان الادهي والامر هو ان تتحول المدرسة لمجرد مكان لتحصيل الدرجات والنجاح والرسوب ويسلك أولياء الامور مسلك البلطجة لكي يجلس ابنهم في المقعد الاولي ويتجمهرون امام المدرسة اثناء الامتحانات لتغشيش ابنائهم وبناتهم ويعتدون علي المدرسين الذين يمنعون الغش كل هذا يؤثر علي ابنائهم ويكون له نتائج وخيمة بالنسبة لهم فينعكس هذا السلوك المشين علي الاسر نفسها ويشكو ساعتها الاباء والامهات من سلوك ابنائهم معهم.
أوضحت اننا نأتي الي النقطة الأخري هي تصوير هذا التصرف المشين ونشره علي مواقع التواصل الاجتماعي كاتقليد اعمي للحصول علي الاعجابات والتفاعلات وان يشجعه اقرانه علي تصرفه.
اقول انه يجب ان يعلن العقاب ويكون رادع بنفس الطريقة التي تم الاعلان بها علي الفعل الاصلي ويتم تصوير الطلاب واولياء امورهم وهم يعنفو امام الشاشات والكاميرات علي الهواء ثم يجب اصلاح المنظومة التعليمية برد اعتبار المدرسة والمدرس وتحسين احوالهم المعيشية.
فلا يصح ان اعاقب الطالب علي انه يمتحن في نظام الكتروني السيتم واقع فيه واترك المسئولين عن السيستم هكذا بدون عقاب معلن.
ويقول الدكتور سامي الشريف الخبير الاعلامي ان دور الاعلام وخاصة الفن مهم جدا في تسليط الضوء علي هذه الظواهر وتوعية الاسر قبل الاطفال بأهمية التربية والاخلاق قبل النجاح والرسوب ويجب علي الاعلام ان يرفض السلوك البلطجي في المسلسلات والافلام والضغط علي من ينتجون مثل هذه النوعية من الافلام لمنع انتشارها ونشرها علي الاطفال. معترفا بهروب الأطفال.
إلي الفضاء الالكتروني كمتنفس لهم بعيدا عن رقابة الاسرة وهذا ما يجعلنا نتخوف بشدة من انحراف سلوكهم بشكل كبير لعدم وجود رقابة علي نوعية المشاهدة.. طالب د.الشريف بنشر
الردع والعقاب علي نفس الوسائل التي يستخدموها قد كون رادع لهم كاجراء لابد منه في هذه المرحلة.
كما طالب بتغيير شكل وصورة المدرس والمدرسة في الافلام والمسلسلات وتقديم القدوة الحسنة والنموذج الطيب والمتفوق والناجح بدلا من البلطجي واللامبالي والهمجي العشوائي في اعمال درامية متميزة.
يقول الخبير القانوني المستشار جمال عبد العظيم ان تهمة إتلاف المال العام تنقسم إلي شقين الشق الأول إتلاف مال عمدي وهذه تىعتبر جناية. والشق الثاني إتلاف مال عام عن طريق الخطأ وهذه جنحة. وتختلف العقوبة باختلاف القيد والوصف الخاص بالواقعة محل التحقيق إتلاف مال عام بشكل عمدي يعتبر جناية تتراوح عقوبتها ما بين سنة إلي 3 سنوات. أما إتلاف مال عام عن طريق الخطأ. فيعتبر جنحة تتراوح عقوبتها ما بين شهر إلي سنة حبس. أو غرامة مالية. ويلزم المتهم بتكلفة إصلاح الشئ الذي تم إتلافه في جنحة إتلاف المال العام ويمكن للمتهم التصالح مع الجهة الإدارية الخاصة بالشيء الذي تم إتلافه ويقدم للمحاكمة ما يفيد التصالح مخالصة وتنقضي الدعوي بالتصالح أو بإيقاف التنفيذ يجب الا ننسي طبيعة المرحلة العمرية لهؤلاء الطلاب يجب عقابهم بشكل تربوي هدفه التعلم من الأخطاء واصلاح ما تم اتلافه.
اترك تعليق