مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

اطمئنوا جدري القرود.. طريقه إلي مصر مسدود

أكد خبراء الأمراض الجلدية والمعدية أنه لا داعي للقلق أو الذعر من "جدري القرود". فهو مرض بسيط وليس وباء ومعدلات انتشاره قليلة جداً ولم يرتق بعد أن يصبح جائحة وأعراضه تشبه أعراض الجديري المائي ونسب الشفاء منه مرتفعة جدا. ولا توجد أي إصابات به في مصر.


أضافوا أن ظهور بعض الحالات في عدد من دول العالم أثار فضولاً كبيراً لدي الكثيرين لمعرفة كل شيء عن هذا المرض وأي معلومات عن هذا الاضطراب الصحي. فما هو مرض جدري القرود؟. وما أعراضه؟. وهل يوجد له علاج أو لقاح؟. وما طرق الانتقال وكيفية الوقاية منه قدر الإمكان؟

خلال هذا الملف نستعرض معلومات عن مرض "جدري القرود" من كبار الأطباء والمتخصصين في الأمراض الباطنة والأمراض المستوطنة والوبائيات وأمراض الجلدية.

د.هاني الناظر.. أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية:

ليس وباء

نشاط الفيروس في الربيع والخريف "طبيعي".. والمنظفات تقضي عليه

الأعراض تشبه الجديري المائي.. ونسب الشفاء 90%

قال د.هاني الناظر استشار الأمراض الجلدية والتناسلية والرئيس السابق لأكاديمية البحث العلمي إن مرض جدري القرود ليس وباء ولا من الأمراض الحديثة ولا داعي للذعر الذي تنشره وسائل التواصل الاجتماعي حاليا.
أضاف أنه ليس من الأمراض الجديدة. إذ ظهر منذ مدة ويتكرر ظهوره في هذا الوقت من كل عام. لأنه موسم عائلة هذا المرض "الجدري والجديري المائي وجدري الأبقار". فهي مجموعة من الفيروسات تتبع عائلة واحدة وتنشط في مواسم الربيع والخريف.

أوضح أنه علينا أن نطمئن الشعب المصري أنه حتي الآن لم ترصد حالة واحدة من الاصابة بجدري القرود. وعدد الاصابات به حول العالم محدود جداً ولا داعي للذعر أو القلق. لأنه ليس مرضاً خطيراً وأعراضه قريبة جدا من الجديري المائي. وتبدأ بارتفاع في درجة الحرارة وصداع الرأس وإرهاق عام وتكسير في الجسم "همدان" والتهاب في الغدد اللمفاوية. وبعد عدة أيام طفح جلدي علي شكل حبوب حمراء تتحول إلي فقاقيع مائية ثم بثور صديدية ويستمر المرض 10 أيام وبعض الحالات يستمر 18 يوماً. ونسب حالات الشفاء من المرض عالية تصل إلي 90%. فمعظم الحالات تشفي تماماً من المرض ولا يكون هناك علامات أو أثر للبثور علي الجلد. وهذا هو الفارق بين الجدري العادي وجدري القرود. ونسب الوفاة قليلة للغاية ولا يوجد أي سبب للرعب والذعر من المرض. حتي الحالات التي تم اكتشافها في أوروبا قليلة جداً.

عن طرق نقل المرض من الشخص المصاب للشخص السليم. قال د.الناظر: فهي إما عن طريق التلامس المباشر أو استخدام أدوات المريض أو عن طريق الأغشية المخاطية. لذلك تم الإعلان عن عدد من الحالات ظهرت في أوروبا بين المثليين. وذلك هو السبب المباشر لنقل المرض.

أكد د.الناظر أن المرض ليس له علاج معين ويستدعي الراحة التامة مع الإكثار من شرب السوائل وتناول المضادات الحيوية والمسكنات والكريمات المطهرة علي الجلد بالنسبة للالتهابات والبثور الصديدية والمائية. فهناك بروتوكول علاجي له ويتم الشفاء بإذن الله خلال 10 أيام.

بالنسبة للزوار لحديقة الحيوانات من القرود أو غيرها. لا داعي للقلق. فلا يوجد شخص يحضن القرد أو يكون هناك تلامس مباشر بين الزائرين والقرود. فهناك مسافة جيدة.

أما بالنسبة لمن يقتنون نسانيس وقروداً. فلم يصل المرض لمصر. لذلك لا داعي للقلق. ولكن عند شراء أي قرد في الوقت الحالي ضرورة الكشف عليه جيدا واتخاذ الاجراءات الاحترازية المتعارف عليها حتي نتأكد من سلامة القرد قبل اقتنائه. خاصة إذا قدم القرد من احدي الدول الافريقية المنتشر فيها المرض ولو أن المرض مازال محدوداً ومن الممكن استيعابه.

كشفت الدراسات أن المطهرات والمنظفات المنزلية "الديتول والكلور والكحول" كفيلة بقتله والقضاء علي هذا الفيروس.

د.السيد المر.. استشاري الباطنة بجامعة الزقازيق:

الانتشار بين الحيوانات.. أسرع من البشر

المرض ليس مميتاً.. ويظهر ويختفي فجأة

قال د.السيد المر استشاري الباطنة جامعة الزقازيق إن طرق الانتقال من الحيوان لآخر تكون سريعة. فمعدل انتشار المرض بين الحيوانات يكون أسرع من البشر. لذا احتمالية الاصابة بالمرض تكون به أسرع من حيوان لحيوان ومن حيوان لبشر. وانتقال المرض من البشر للبشر يكون بمخالطة قوية لفترة طويلة عبر الجهاز التنفسي ومكان مغلق دون تهوية أو من خلال الأغشية المخاطية أو عن طريق التلامس الجلدي المباشر.

أضاف أنه ليس مرضاً مميتاً وهناك حالة في أمريكا و6 حالات محتملة فليس الموضوع الخطير المميت. مؤكداً أنه لا داعي للذعر أو القلق. المرض ليس من النوع الوبائي ولا يسبب حالات وفاة.

نوه إلي أن الدول التي ظهرت بها حالات هي: أيرلندا وبريطانيا وايطاليا وكندا وأمريكا. والموضوع بصورة كبيرة مثير للاهتمام العلمي. ولابد من طمأنة المواطنين تجاه هذا النوع من المرض بأنه لا يؤثر علي الحياة أو يعرقلها. فلا يوجد نسب محددة حتي الآن لمعدلات الاصابة لأنها لا تذكر. ومعدلات الشفاء عالية. فهو مرض محدود يظهر من تلقاء نفسه ويختفي من تلقاء نفسه. وفي أماكن محدودة ونسب الانتشار لا تمثل وباء علي مدينة بأكملها أو مجتمع بأكمله وطريقة انتشاره غير مقلقة تماماً.

د.محمد عزالعرب.. أستاذ الأمراض المعدية بمعهد الكبد:

لم يأخذ شكل الجائحة

التطعيم يوفر الحماية بنسبة 85%

قال د.محمد عزالعرب أستاذ الباطنة والأماض المعدية بالمعهد القومي للكبد والمستشار الطبي للمركز القومي للحق في الدواء إن بداية ظهور المرض بأعراضه الحالية منذ 1970 وانتشر في وسط وغرب افريقيا وهي البلدان التي شرع المرض بالظهور فيها وانتقال العدوي من القرود والحيوانات البرية. وكان ظهور المرض في بعض البلدان من الأشخاص المخالطين لهذه الحيوانات أو بالتأكيد الحيوانات نفسها "ZOO NOSES" التي تم استيرادها أو انتقالها من هذه البلدان لمصر وهم حاملين للمرض وهم أكثر الوسائل لانتقال المرض من الحيوان للإنسان. وهذا لا يعني أنه لا ينتقل من انسان لإنسان. وإنما بمعدل انتشار أبطأ من الصورة السابقة ويكون من خلال الدم أو التلامس الجسدي والجهاز التنفسي.

أضاف أن مرض جدري القرود "MONKEY BOX" يصيب واحداً فقط من كل 50 شخصاً مخالطاً. وهو معدل بسيط جداً مقارنة بأمراض أخري مثل كورونا. فالشخص الواحد يعدي أكثر من 10 خلال 24 ساعة وقد تصل إلي 100 شخص خلال أيام وكذلك أوميكرون. لذلك لا نطلق عليه وباء لأنه ليس مميتاً وبطيء الانتشار. كما أنه لم يأخذ شكل الجائحة حتي الآن ووسيلة النقل تكون بالاتصال المباشر بالرزاز أو الكحة أو اللعاب أو عن طريق العلاقات غير السوية جنسياً.

عن الأعرض. قال د.عزالعرب: هي عبارة عن سخونة وآلام شديدة في المفاصل والعضلات. ويكون التضخم في الغدد الليمفاوية بشكل ملحوظ. إضافة إلي الطفح الجلدي الذي يبدأ بمنطقة الوجه واليدين ثم باقي الجسم. لذلك يدعي بـ "جدري" وليس "الجديري" والفرق بين المرضين ملحوظ.

أوضح أن الجديري المائي يبدأ من الجسم أولاً ثم الوجه. أما الجدري فالعكس. حيث انه يبدأ من الوجه أولاً ثم ينتشر إلي باقي الجسم. كما هو الحال في جدري القرود والأبقار.

أشار إلي ضرورة التنبيه من خلال منظمة الصحة العالمية بخضوع الطب البيطري والأطباء البيطريين للحجر الصحي واحتواء أي مرض من خلال الحجر الصحي للأطباء المخالطين. وفي مصر بالنسبة للأطباء البيطريين ومن يتعاملون مع الحيوانات والحيوانات البرية بصفة عامة وليس القرود فقط وتوفير المستلزمات الوقائية للأطباء والإشارة إلي استخدامها لكل المخالطين منها الملابس والنظارات الواقية من الرزاز أو اللعاب الناقل للمرض وكشف دوري علي الحيوانات. مؤكداً أن التطعيم الدوري ضد الجدري يمنح حماية 85% من الاصابة بجدري القرود. خاصة المعرضين للإصابة به.

ينتقل عبر الدموع واللعاب وإفرازات الأنف والجروح

الأعراض تظهر بعد أسبوعين من العدوي

1- حمي 2- صداع 3- ضيق التنفس
4- طفح جلدي 5- بثور صديدية
6- تضخم الغدد الليمفاوية

أكد عدد من أطباء الجلدية أن المرض ينتقل من إنسان لآخر ومن حيوان إلي إنسان. وذلك من خلال الاختلاط والتلامس عن طريق سوائل الجسم كالدموع واللعاب وإفرازات الأنفس. وأعراضه عبارة عن حمي وصداع وضيق في التنفس وتظهر بعد أسبوعين من انتقال الفيروس.

قالت د.أسماء طارق فاروق إخصائية الجلدية بمستشفي الساحل التعليمي إن جدري القرود فيروس ضعيف ونادر الاصابة واللقاح يخفف الأعراض ويمنع ظهور المرض. منوهة إلي أنه ليس من شروط انتقال المرض     من إنسان لإنسان من خلال الشاذين جنسياً. وإنما أيضا من خلال سوائل الجسم عموماً كالدموع واللعاب وإفرازات الأنف. لذلك لابد من الحماية الكاملة من خلال ماسكات وقفازات طبية. وضرورة غسل اليدين والتعليم المستمر. لذلك لابد من منظمة الصحة أن تشدد علي استمرار الاجراءات الاحترازية.

أما الانتقال من الحيوان للإنسان. لابد أن تكون عن طريق الجروح أو الخدروش وغيرها. ولابد من توخي الحذر خلال التعامل مع الحيوانات الفترة المقبلة. ومازالت حتي الآن الأبحاث العلمية مستمرة حتي يتم التأكد من أن مرض جدري القرود هو المرض الذي انتشر في السبعينيات. فلم ينتشر بالصورة الكبيرة التي تدعو للقلق أو الخوف منه. مطالبة بأخذ الحيطة والحذر في العموم. فلا داعي للأحضان أو الملامسات الجسدية الفترة المقبلة. خاصة لمن يقتنون هذا النوع من الحيوانات.

أ ضافت د.رانيا ابراهيم أخصائية الأمراض الجلدية والتناسليةج بمستشفي الساحل التعليمي: فيروس جدري القرود ظهر في دول أوروبا وأمريكا تحديداً. وهي حالات محدودة ظهرت في مايو 2022. حيث أعلنت المراكز الطبية بأمريكا "MASSACHUSETTS" أنه تم اكتشاف المرض علي مريض كان متوجه لكندا وتم الإبلاغ عن حالات مشابهة في أوروبا "جدري القرود" هو ليس بجديد فأول حالة بشرية تم اكتشافها وتشخيصها أنها جدري قرود كانت عام 1970 وكانت علي طفل صغير. حيث تم عزل الطفل المشتبه به في جمهورية الكونغو وبالتالي تم تشخيصه أنه "جدري القرود" هو مرض نادر موسمي وفيروسه ضعيف ومعروف منذ القدم ولكن بسبب جائحة كورونا أصبح هناك حالة تخوف مستمر من كل الفيروسات والأمراض وتوتر وقلق يضاعف من تأثيرها وسائل التواصل الاجتماعي. لذا هذا العام حظي هذا الفيروس باهتمام كبير.

عن عائلة الجدري. قالت د.رانيا إن قوارض افريقيا هي الناقل المباشر للمرض وليس بالضرورة أن تكون القرود هي وسيلة نقل المرض. فهناك أبحاث علمية تشير إلي أن سبب التسمية أنه تفشي في مجموعة من القرود مخصصة للبحث العلمي عليها. ولم يكن القرد هو سبب المرض. وأعراض جدري القرود مشابهة جداً من الجدري العادي. وهناك أبحاث عالمية تؤكد فعالية لقاح الجدري ضد جدري القرود ونسب الاصابة تكون بمعدلات أعلي لمن لم يتلقوا اللقاح العادي. فقد أصبح من الضرورة تلقي لقاح الجدري.

أوضحت أن من طرق الانتقال ملامسة سطح ملوث أو دم مريض حامل للمرض. وتبدأ الأعراض بالظهور ليس قبل أسبوعين من المخالطة للمريض وهي حمي وصداع وضيق في التنفس. وخلال اليوم العاشر تبدأ أعراض الطفح الجلدي بالظهور علي الوجه والأطراف ثم الجسم. ثم تظهر البثور مليئة بالصديد وتستمر من أسبوعين لأربع أسابيع وهو مرض غير مميت إلا لفئة واحدة بنسبة 10% من المصابين ونركز علي لقاح IMVANNEX  أو IMVAMUNE وهو لقاح الجدري وطريقة العلاج لتخفيف الأعراض. حيث ان المرض ليس له علاج حتي الوقت الحالي.

قالت د.سعاد الشحات مدير عام منطقة الوايلي الطبية إن مرض جدري القرود اختفي منذ القدم وعاود مرة أخري في الظهور. وغاليا ما ينقل بين الحيوانات وليس من السهولة انتقاله بين البشر. حيث ان انتقال وانتشار المرض يكون أكبر إذا ما اختلط الانسان مثل الأم مثلاً بإفرازات البثور التي تخرج من وليدها عنها ينتقل المرض.

أضافت أن نسب الشفاء منه من أسبوعين إلي 4 أسابيع ويجف الطفح الجلدي ويختفي المرض تماماً ولا يوجد خوف منه إذا لم يؤثر علي الصحة العامة أي مناعة الانسان أو الحيوان. ويشفي مريضه تلقائياً.
أشارت إلي أن أعراض مرض جدري القرود شبيهة بأعراض أمراض جلدية عديدة وكثيرة ولكن المميز جدري القرود من غيره التضخم في الغدد اللمفاوية بشكل سريع والتشخيص التأكيدي للمرض عن طريق اختبار الـ PCR من عينات التقرحات والبثور "الطفح الجلدي" والتشخيص المرضي لها والتأكد من أنها جدري القرود من غيره. ولا يوجد لقاح أو علاج رسمي للمرض.
طالبت بتشديد المراقبة الصحية في حالة استيراد أي نوع من الحيوانات والكشف الدوري للتأكد من خلال الحجر الصحي للحيوان خلوه من أي مرض والمرافق له والحرص الشديد عند التعامل مع الحيوانات بصفة عامة. والقرود بصفة خاصة.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق