أكد خبراء وأساتذة الاقتصاد ورجال الأعمال والمستثمرون أن الشباب هم رصيد المجتمع من الطاقات الإيجابية الفاعلة وأهم وأغلي ثروات الوطن مشيرين إلي ان رعاية القدرات المتميزة للطلاب تمثل مهمة أساسية تتحملها المؤسسات التعليمية.
قالوا إن البطالة هي أخطر المشكلات والأمل كبير في إحياء الحرف اليدوية والتراثية مشيرين إلي ضرورة الربط بين التعليم الفني وسوق العمل بهدف توجيه المهارات الحرفية.
أضافوا أن إزالة المعوقات الإدارية وتقديم حزمة من الحوافز والتمويل المناسب يساعد على خلق رجال الأعمال القادرين على إقامة مشروعات تنموية خاصة وأن الحرفيين يمثلون ثاني أكبر قطاع بعد القطاع الزراعي وعددهم لا يقل عن 4 ملايين حرفي.
أشار الدكتور محمد شهاب أستاذ الاقتصاد كلية التجارة جامعة دمياط، إلي أن الشباب في المراحل الدراسية المختلفة يمثلون رصيد المجتمع من طاقاته الفاعلة المنتجة وأهم واغلي ثروات المجتمع البشرية، فهم يمثلون قيادات المستقبل التي تستطيع تحقيق أهداف المجتمع في جميع المجالات التي تسهم في تقدمه لذلك يجب على المؤسسات التعليمية أن تعمل على رعاية القدرات المتميزة لدي الطلاب وتشجيعها حتي تتضح القدرات الابداعية لديهم وتعمل على تنميتها وتوجيهها إلي المجال المناسب لقدراتهم ويدعم المجتمع والتنمية المستدامة خاصة لأن الشباب هم عدة الغد وعماد المستقبل.
قال ينبغي أن يكون جهدها موجها نحو اعداد الطلاب وتهيئتهم لتحمل المسئولية ومساعدتهم لمواجهة مشكلاتهم ولأن مشكلة البطالة هي واحدة من أهم وأخطر المشاكل التي تواجه المجتمع المصري، فالأمل أصبح معقوداً على توجيه الشباب نحو اعادة إحياء الحرف اليدوية والتراثية وضرورة السعي لتحقيق الربط بين التعليم الفني وسوق العمل بالصناعات الصغيرة بمهارات العمل الإدارية إلي جانب المهارات الحرفية لخلق رجال أعمال من هذه الشريحة واعطائهم الافضلية في التمويل ومدهم بالتمويل المناسب وازالة المعوقات الإدارية وتقديم حزمة من الحوافز الاستثمارية والضريبية لتشجيعهم.
أضاف أن الصناعات والحرف اليدوية تعد من الصناعات المحلية الابداعية التي تعبر في جانب من جوانبها عن تفاعلات المواطنين مع بيئتهم المحلية فهي أحد القواعد الرئيسية للنسيج الاقتصادي، ولا شك في كون تلك الحرف والصناعات اليدوية والتراثية مجال خصب للابداع والابتكار وتعبير عن الميراث الثقافي المحلي لأي دولة حيث تشكل أحد أدوات ايجاد فرص العمل وتحسين الدخول ورفع مستويات المعيشة ومراعاة العدل بين الجنسين وتقليل حدة الفقر ومحاولة تحقيق التنمية المستدامة فضلاً عن أنها مجال من مجالات الاستثمار فهي أحد مصادر التنمية الاقتصادية المحلية وعامل من عوامل زيادة التبادل التجاري والسياحي بين الدول وعلى مدار السنوات الأخيرة برزت مكانة تلك الصناعات والحرف اليدوية في اثراء عملية التنمية وعندما أدت الأزمة المالية العالمية عام 2008م إلي تراجع قيمة الأسواق بنحو الربع تقريباً، استمر الطلب على المنتجات الحرفية في النمو حيث تضاعفت قيمتها وفي عام 2017م وصلت قيمة سوق الحرف اليدوية العالمي إلي526.5 مليار دولار وتساعد الشركات الحرفية على الصعيد العالمي في توظيف مئات الآلاف من الأشخاص وهي ثاني مشغل في العالم النامي، بل والأبعد من ذلك يمكن القول ان الصناعات اليدوية والتراثية هي العصب الرئيسي للاقتصاد نظراً لأنها تتميز بقدرتها العالية على توفير فرص العمل واحتياجها الي رأس مال منخفض نسبياً لبدء النشاط فيها وقدرتها على توظيف العمالة نصف الماهرة وغير الماهرة وما تقدمه من فرص للتدريب أثناء العمل لرفع القدرات والمهارات كما تتميز بانخفاض نسبة المخاطرة فيها بالمقارنة بانواع الصناعات الأخري بالاضافة لما تساهم به في تحسين الانتاجية وتوليد وزيادة الدخل وبالتالي فانها تساهم في خفض معدل البطالة وزيادة المحلي الاجمالي وزيادة معدل النمو.
أوضح دكتور شهاب انه اذا كانت المشروعات الصغيرة والمتوسطة تعتبر القاعدة الأساسية التي يكون لها الدور الغالب في التشغيل حيث تمثل أكثر من 80% العمالة الموجودة بالسوق فإن عدد من يمتهنون الحرف اليدوية يبلغ عددهم من 3.5 إلي 4 ملايين حرفي حيث يمثل قطاع الحرف اليدوية ثاني أكبر قطاع بعد القطاع الزراعي في مصر و خلال الــ 30 عامًا الماضية تم اهمال الصناعات اليدوية والاعتماد على الميكنة في الصناعات، فكانت مصر تشتهر بالمشغولات النحاسية والنول وأقمشة الخيم "الخيامية" والسجاد اليدوي والصناعات الجلدية والخشبية وان مصر كانت من أبرز الدول في هذه الصناعات لذلك بات من الضروري أن تعيد لهذا القطاع رونقه حيث ان مصر تتمتع بفنانين مهرة في هذا القطاع الحيوي واعادة تصدير تلك المنتجات لتوفير العملة الصعبة، فهناك دول اقتصادها قائم على الصناعات اليدوية والحرفية لذلك يجب الاهتمام بها واحيائها ودعمها.
نوه إلي ان الدولة بدأت تتبناها من خلال صندوق دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر حيث تحرص الحكومة علي الاهتمام بدعم تلك الصناعات اليدوية وتطويرها لضمان استمراريتها واستدامتها والاستفادة من ضم هذا القطاع الذي يعتبر من الأنشطة التي تدخل في اطار الاقتصاد غير الرسمي إلي الاقتصاد الرسمي للدولة من خلال تقديم حوافز ضريبية وفنية وتسويقية وتوسعت في تنظيم معارض تسويقية لمنتجات الصناعات اليدوية لترويجها وانشاء قنوات اتصال مباشرة بين المصنعين والعملاء الذين يستهدفون تلك المنتجات اليدوية وفتح منافذ تصديرية خارجية مما يسهم في زيادة الصادرات المصرية التي تعتبر أحد المصادر الرئيسية للعملات الاجنبية حيث تعتبر المشروعات الحرفية الصغيرة والمتوسطة جزءًا لا يتجزأ من قاطرة التنمية تساهم في تحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030م ويتمثل الهدف الرئيسي من النهوض بقطاع الصناعات اليدوية العمل علي تخفيض نسب البطالة من خلال توافر دعم الدولة لخلق الميزة التنافسية عن طريق المعارض التي تقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي وكان آخرها معرض "تراثنا" بمركز المنارة للمؤتمرات بالتجمع الخامس بخلاف رؤية الدولة في الحفاظ علي الهوية والثقافة المصرية وتأكيد تفردها بين دول العالم علي مستوي هذه الصناعة وهذا المعرض بمثابة تنبيه للشباب أصحاب المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر لتفعيل دورهم تجاه الاقتصاد المصري. فالصناعات اليدوية مخزون للخبرات الحياتية ونتاج حضاري لابد من توريثه علي مدار العصور للحفاظ علي الهوية المصرية.
قال الدكتور محمد راشد أستاذ الاقتصاد بجامعة بني سويف، ان تعليم أولياء الأمور لأبنائهم حرفة إضافية في الاجازة الدراسية مهم للغاية ولا سيما فيما يتعلق بالحرف اليدوية حيث تمثل هذه الحرفة فائدة كبيرة بالنسبة لهؤلاء الشباب ومن ناحية أخري يمثل هؤلاء اضافة قوية للاقتصاد والقوي العاملة مما ينعكس علي زيادة الانتاجية بشكل ملموس ولا سيما فيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، ولكن لابد أن يكون ذلك تحت مظلة ترعاها الدولة لضم هؤلاء الصبية للمنظومة الانتاجية تشجيع العمل الفني و الحرف اليدوية باعتبار أن الاقتصاد يعاني من نقص الأيدي العاملة في هذه المجالات الحيوية المتعلقة بالتعليم المهني والفني وبالطبع هذا المقترح سينعكس ايجاباً على معدل النمو الاقتصادي والنهوض بالقوي الانتاجية وكذلك نمو الصادرات وتراجع الواردات وتمثل أبرز المجالات التي يمكن تعليم الأبناء وتدريبهم عليها مثل المنسوجات والتطريز والحدادة وتعليم مهارات النجارة والسباكة والاكسسوارات ولعب الأطفال وهو ما ينعكس على استغلال أمثل لوقت هؤلاء الشباب في الاجازة الدراسية في أعمال مفيدة تعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم مستقبلاً بدلاً من الانجرار مع أصدقاء السوء لأي انحرافات أخلاقية.
أشارت النائبة مارسيل سمير أمين سر لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبرلمان، إلي ضرورة تفعيل دور مركز الحرف اليدوية ليس فقط للطلاب خلال العطلات الدراسية بل لكل الفئات العمرية لما تحققه الصناعة اليدوية من عائد سينعكس على مستوي دخل الأسرة إلي جانب تشجيع الطلاب سواء في المدارس أو الجامعات لتعلم الحرف اليدوية التي تحتاج إلي عوامل كثيرة ثقافية واقتصادية واجتماعية من الضروري الترويج لتلك المراكز والأماكن التي يتوفر بها تدريب حرفي داخل المدارس والجامعات وزراعة فكر ريادة الأعمال لدي النشئ وفي هذا الاطار هناك عدد من البرتوكولات تم توقيعها بين جهاز تنمية المشروعات ووزارة التعليم الفني ووزارة التعليم العالي ومصلحة الكفاية الانتاجية كل هذا يهدف اثراء الثقافة التي نرغب في زراعتها في الأجيال القادمة ومركز الحرف اليدوية بالفسطاط يعد مكان يمكن لأبنائنا البدء من خلاله ولكن هذا الطالب الشاب يحتاج الي ان يعلم بوضوح أماكن تسويق منتجاته وكيفية تحويل ابداعاته الي مصادر دخل مستدامة تساعده على تحقيق دخل جيد وخاصة عبر النفاذ للأسواق الخارجية حيث تلاقي المنتجات و الحرف اليدوية قبول وتباع بأسعار مرتفعة وستكون مورد دولاري ينعكس علي الاقتصاد المصري.
يري المهندس خالد الميقاتي رئيس جمعية المصدرين الأسبق ان تعليم الشباب لحرفة ما يكون في حد ذاته هام للغاية هذه الحرف تندرج تحت مسمي الصناعات الصغيرة والمتوسطة فلابد أن يكون الشاب مهتم لعمل ذلك فتعلم الحرف في أوقات الاجازات أفضل من قضائها بدون عمل.
أضاف انه لا يرجح فكرة تعليم صناعة أو حرفة في فترة اجازه نهاية العام التي تنحصر في 3 أشهر فقط يصبح هنا الشاب غير متقن للحرفة من أجل اتقانها فالحرف الأكثر استمرارية والتي يجب أن نشجع أبنائنا على تعلمها كالكمبيوتر والذكاء الاصطناعي خاصة ان هذه الحرف هي المستقبل القادم.
يقول أيمن رضا الأمين العام لجمعية مستثمرين العاشر، ان فكرة تعلم حرفة خلال فترة الاجازة هي فكرة جيدة للغاية ولكن الاهتمام بالتعليم الفني أفضل من كل ذلك خاصة ان هناك الكثير من المصانع تحتاج إلي أيدي عاملة من الشباب للعمل بها باستمرار والتعليم الفني سيحقق فائدة كبيرة للمستثمرين الأجانب والمصريين فعند زيادة حجم العمالة المصرية يمكن تصدير هذه العمالة للخارج خاصة ان الدولة في حاجة الي ذلك خلال الفترة القادمة بالإضافة إلي ان فكرة تعليم الحرف اليدوية ستساعد علي توفير حرف عديدة خاصة للشباب الغير متعلم في حالة وجود شباب لديهم موهبة يرغبوا في تنميتها وأيضًا لديهم القدرة علي الابداع. فالصناعات الصغيرة والمتوسطة تقام عليها دول.
رحب المهندس بهاء العادلى رئيس جمعية مستثمرين مدينة بدر، بفكرة قضاء أوقات الاجازات فى تعلم حرفة يدوية ولكنه يرى من الأفضل للطالب العمل فى مجال دراسته، حيث لدينا العديد من الطلاب الملتحقين بالمدارس الثانوي الصناعى هؤلاء يمكنهم تعلم الكثير من الحرف اليدوية داخل هذه المدارس، فهذه الحرف تساعدهم فى مجال دراستهم، فالطالب الذى يدرس لابد من تدريبه خلال فترة الاجازة فى عمل نافع يعود بفائدة عليه وعلى المجتمع ككل، فلدينا بالفعل نظام التعليم المزدوج والتكنولوجيا التطبيقية فالاثنين مبنيين على عمل الطالب أثناء الدراسة وليست فى الاجازة فقط، هذه الأنظمة مهمة للغاية وتم دراستها لتدريب الطلاب عليها أثناء الدراسة.
اترك تعليق