هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

علماء الدين يحذرون: اجعلوا من رمضان بداية للانطلاق المستمر .. وليس المؤقت نحو الطاعات

انتهي شهر رمضان وخرج منه المسلمون وقد تزود الكثير منهم بالطاعات والحسنات والقربات التي أدوها بإخلاص طوال الشهر الكريم ابتغاء وجه الله الكريم.. لكن من الملاحظ ما أن ينتهي الشهر الكريم حتي يعود البعض إلي المعاصي فنري الفتيات يخلعن الحجاب الذي ارتدينه في رمضان ونري الشباب انصرفوا عن المساجد وهجروا كتاب الله وبخلوا بالصدقات وكأن الطاعات مقصورة علي شهر رمضان فقط.


السؤال.. ما هي علامات الصوم المقبول وماذا يجب علي المسلم اتباعه بعد انتهاء الشهر الكريم؟.

يقول د. آمال عبدالغني- أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة المنيا- إن رمضان وإن كان مدرسة للخلق الإسلامي تمثل عاملا حيويا سويا لأخلاق المسلمين باختلاف توجهاتهم وأفكارهم إلا أن الإسلام ليس هو رمضان فقط وإنما سلوك للمسلم في كل وقت من أوقات حياته مصداقا لقول رسول الله- صلي الله عليه وسلم- "الدين المعاملة".. فلو أمعنا النظر في هذه العبارة القصيرة لوجدنا أن قوام هذا الدين يقوم علي المعاملة سواء كانت معاملة الإنسان مع ربه أو معاملته مع غيره من أبناء جلدته. 

ولهذا فلا ينبغي أن يكون سلوك الناس وتعاملهم في غير رمضان بخلاف ما كانوا عليه في هذا الشهر وذلك لأن جميع الأوقات هي زمان للعبادات والمعاملات ولا يفترق رمضان عن بقية شهور السنة إلا لأنه شهر اختصه الله تعالي بمزيد من الحسنات علي ما يؤدي فيه من قربات ولكن لا تتوقف هذه الحسنات عن القربات التي تؤدي في غيره من الأوقات طوال العام.

أضافت أنه يجب علي كل مسلم حرص علي أن يتخلق بأخلاق الإسلام في رمضان أن يتخلق بها في غيره وأن تكون زادا له في بقية السنة لأن الذي كان يعبد في رمضان أجدر أن يعبد في غيره أيضا.. ولذلك ينبغي علي المسلمين أن يجعلوا من رمضان بداية للانطلاق الدائم وليس المؤقت نحو الطاعات وأن يتزودوا لما بعده وأن يكون سلوكهم في سائر شهور السنة كسلوكهم في هذا الشهر الكريم باعتبار أن الإسلام ممتد مع المسلم في كل وقت وحين ومكان ومع كل المجتمعات التي يتعامل معها المرء سواء أقام أو ارتحل.. فالمداومة علي الطاعات واجتناب السيئات أهم علامة لقبول الصيام. 

موطن العبادات

يقول د.حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر: يظن الناس منذ عهد سحيق للثقافات التي تربوا عليها ونشئوا ومقالها أن رمضان هو موطن العبادة دون بقية شهور السنة وهذا ظن بعيد كل البعد عن حقيقة العبادات التي يتقرب بها إلي الله تعالي حيث نجد مظاهر العبادة بادية للعيان في هذا الشهر من البعد عن الصخب واللهو فضلا عن الانكباب علي قراءة القرآن والتردد علي المساجد والتقرب إلي الله تعالي بشتي الطاعات وكأن الناس الذين يفعلون ذلك يظنون أن المعبود إنما يعبد في رمضان فقط مع أن الله سبحانه وتعالي يجب أن يعبد في رمضان وفي غير رمضان باعتبار أن العبادة شكر للمنعم علي ما أنعم به وهذا ما ذكره الفقهاء في كتبهم.

ولذا يجب علي المسلم أن يستصحب العبادات والسلوكيات التي كانت في رمضان لأن هذا من أخلاق الإسلام ومن تتمة شكر الله تعالي علي ما أنعم به عليهم.

يطالب د.طه المجتمع أن يغير ثقافته نحو هذا الشهر حتي لا تكون العبادة مركزة في شهر واحد ومهملة في بقية شهور السنة.. فالشهر الكريم يعد تأهيلا للمؤمن كي يستمر علي أداء الطاعات بقية حياته لأنه تخرج في مدرسة الصوم ليضرب المثل والنموذج في حب طاعة الله- عز وجل- بعد أن قام الليل وقرأ كتاب الله وداوم علي صلاة التراويح وأدي زكاته وأخرج صدقاته وتصالح مع خصومه ومع نفسه وهذه العبادات تجعله حريصا علي أن يداوم عليها بعد انقضاء الشهر الكريم.. فالعبادة لا تتجزأ وليس لها موسم محدد تؤدي فيه فالله موجود والعاقل هو من يحافظ علي أن تظل علاقته قوية بربه طوال العام.

أضاف أن هذه العبادات أمر بها الله سبحانه وتعالي في كافة شهور السنة من أجل تحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.. وعبر الله عنها في كثير من آياته القرآنية منها قوله تعالي "إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر".. لذا ينبغي علي المسلم المداومة علي الطاعة ومراقبة الله في كل وقت وساعة وأن يجتنب المعاصي والسيئات امتدادا لما كان عليه في رمضان من أمور تقربه إلي رب البريات قال جل شأنه "وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكري للذاكرين" ويقول النبي- صلي الله عليه وسلم- "واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن".





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق