هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الدعاء في القرآن .. الحلقة السابعة والعشرون

ربنا اصرف عنا عذاب جهنم .. دعاء جمع بين الخوف والرجاء

تضم سور القرآن الكريم الكثير من صيغ الدعاء سواء التي وردت على لسان الأنبياء والرسل عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام أم التي وردت على لسان الصالحين رضي الله عنهم ألحقنا بهم على خير. ((الجمهورية اونلاين)) تستعرض طوال أيام شهر رمضان المبارك بعض الأدعية الواردة في القرآن الكريم.


 

نواصل في هذه الحلقة من سلسلة الدعاء في القرآن الكريم استعراض آيات الدعاء التي وردت في سورة الفرقان

))رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا*إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)) سورة الفرقان، الآيتان: 65- 66

دعوة مباركة لعباد وصفهم، وأثنى عليهم بأكمل الصفات، ونعتهم بأجمل النعوت، وأضافهم إلى نفسه سبحانه وتعالى علوا كبيرا إضافة تشريف وتعظيم، إجلالاً لقدرهم، فصدَّر صفاتهم بقوله: ((وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ))

ويجد هنا ان نشير إلى أن العبودية للَّه تعالى نوعان:

عبودية الربوبية، يشترك فيها سائر الخلق مسلمهم وكافرهم، برّهم وفاجرهم، فكلهم عبيد للَّه ((إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا)) سورة مريم، الآية 93

عبودية لألوهيته وعبادته ورحمته، وهذه عبودية خاصة، وهي: عبودية أنبيائه وأوليائه، وهي المراد هنا؛ ولهذا أضافها إلى اسمه الرحمن

فيا له من شرف عظيم، ومكرمة كريمة لمن كان مثلهم.

ثم ذكر من الخصال الجميلة أدعية دعوها، فقالوا: ((رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ)): أي نجّنا يا ربنا من عذابها، ومن أسبابه في الدنيا؛ بتيسير الأعمال الصالحة، واجتناب السيئات، وفيه إشارة لما ينبغي عليه المؤمن من الخوف من العذاب، مع الرجاء، فيجمع بين الترغيب والترهيب كالجناحين للطائر، وأن العبد ينبغي له ألا يغترّ بعمله مهما كان صالحاً، فهم مع كل هذه الصفات الجليلة يخافون من عذابه، ويبتهلون إليه تعالى لكي يصرفه عنهم، غير مغترّين بأعمالهم، وهذا من حسن العبادة، وكمالها.

((إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا)): ثم ذكروا علّة هذا السؤال: أن عذابها كان شرّاً دائماً، وهلاكاً غير مفارق لمن عُذِّب به، فغراماً ملازماً دائماً بمنزلة الغريم لغريمه: كملازمة الدائن للمديون من حيث لا يفارقه بإلحاحه ومطالبته.

((إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)): أي بئس المنزل منظراً، وبئس المقيم مقاماً، هذا منهم على وجه التضرّع والخوف، يستفرغون نهاية الوسع في سؤالهم من النجاة منها، وكأنهم على كمال صفاتهم غارقون في المعاصي والآثام.

ولا يخفى في أهمية الإستعاذة من النار، حيث صدَّروا استعاذتهم بها؛ لأنها أشدّ شرّاً توعد اللَّه به، وفي هذه الدعوات بيان أن الداعي يحسن له أن يذكر سبب ما يدعوه ((إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)).

تضمنت هذه الدعوة المباركة العديد من الفوائد:

يجب للداعي أن يذكر سبب علّة دعوته

ينبغي للدّاعي أن يجمع في دعائه بين الخوف والرجاء، وأن ذلك أرجى في قبول الدعاء.

أن البسط في الدعاء أمر مرغوب فيه، كما يظهر في بسطهم في ذكر علّة دعوتهم.

إن التوسّل بربوبية اللَّه عز وجل وألوهيته في الدعاء هو من أعظم أنواع التوسل.

المصادر:

تفسير السعدي

تفسير ابن كثير





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق