هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

نساء خالدات

سودة بنت زمعة أول من تزوجها الرسول بعد خديجة

كان للنساء دور بارز في التاريخ الإسلامي سواء بكونهن أمهات أو مجاهدات أو عابدات. يذكر التاريخ  بحروف من نورأهمية الدور الذي قمن به لدعم اسرهن.. كانوا عنوانا للتحمل والارادة وتحدي اصعب الصعاب.. يوميا خلال الشهر الفضيل نلقي الضوء علي نماذج رائدة لنساء خالدات سيدات مؤمنات هن المثل والقدوة كيف تكون المرأة السند والدعم لاسرتها ولمجتمعها.


شخصية اليوم هي السيدة سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية. ولدت في قريش بمكة. وكانت صحابية جليلة فاضلة ذو حسب ونسب. هي أول من تزوجها النبي صلي الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنها. وكانت سودة قد تزوجت أولاً من السكران بن عمرو وآمنت هي وزوجها بالنبي صلي الله عليه وسلم ثم هاجروا إلي الحبشة وتوفي زوجها - قيل في الحبشة. وحين تزوجها النبي كانت تبلُغ من العمر أكثر من خمسين عاما وهي صاحبة بشرة شديدة السواد. فهي امرأة غير مطلوبة للزواج.


وهذه الزيجة تُدحض أقوال المُغرضين وأكاذيبهم في تعدد زوجات النبي صلي الله عليه وسلم. فالنبي زُوِّج بأمر من الله تعالي وليس حُباً في الزواج من النساء. وقد روي عنها خمسة أحاديث في ¢الصحيحين والبخاري¢.

زواج سودة من النبي:
عن يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب. قال: قالت عائشة رضي الله عنها: لما تُوفيت خديجة رضي الله عنها زوجة النبي صلي الله عليه وسلم كان مهموما حزينا علي فُراقها جاءت خولة بنت حكيم ورفيقة سودة أثناء الهجرة في الحبشة إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله مالي أراك قد دخلتك خُلة وحزنا لفقدك خديجة رضي الله عنها. قال لها: نعم هي أم أبنائي - وربة البيت. فقالت: ألا أخطُب لك؟. قال بلي فسألها ومن؟ قالت: إن شئت بكرًا وإن شئت ثيبًا.


فقال: من البكر ومن الثيب؟... فذكرت له - عائشة بنت أحب خلق الله إليه وهو أبوبكر - بكرًا. وسودة بنت زمعة آمنت بك واتبعتك. وهي ثيب قال: اذكريهما علي: قالت: فأتيت أم رُومان فقلت: يا أم رُومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت: ماذا ؟ قالت: رسول الله صلي الله عليه وسلم يذكُر عائشة. قالت: انتظري فإن أبا بكر آت.

ولقد كان المطعم بن عدي خطبها لابنه.... ووالله ما أخلف وعدا قط. تعني أبا بكر. قالت: فأتي أبوبكر المطعم فقال: ما تقول في أمر- عائشة. قالت: فأقبل علي امرأته فقال لها: ما تقولين؟ فأقبلت علي أبي بكر فقالت: لعلنا إن أنكحنا هذا الفتي إليك تُدخلهُ في دينك. فأقبل عليه أبوبكر فقال: ما تقول أنت؟ فقال: إنها لتقول ما تسمع. فقام أبوبكر وليس في نفسه من الوعد شيء. فقال لها: قولي لرسول الله ¢صلي الله عليه وسلم¢ فليأت. فجاء رسول الله صلي الله عليه وسلم فخطبها ولم يدخُل بها.


قالت: ثم انطلقت إلي بيتُ سودة بنت زمعة. وكان أبوها شيخًا كبيرًا فحيته بتحية أهل الجاهلية. قال: من أنت؟ قلت: خولة بنت حكيم. فرحب بي وقال: وماذا تُريدين. قلت: محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب يذكر ¢سودة¢ - قال: كفء كريم. وماذا تقول صاحبتك؟ قلت: أتُحبِ ذلك - قالت: نعم - فقال لها: قولي له فليأت.

قالت: فجاء رسول الله صلي الله عليه وسلم فخطبها - قالت: وقدم عبد ابن زمعة أخو سودة فجعل يحثو علي رأسه التراب. فقال بعد أن أسلم: إني لسفيه يوم أحثو علي رأسي التراب أن تزوج رسول الله ¢صلي الله عليه وسلم سودة.


فكانت سودة سيدة فاطنة وذات عقلي راجح. وظلت في كنفه أكثر من ثلاث سنوات حتي دخل النبي بعائشة رضي الله عنها فكانت سودة بنت زمعة خفيفة الظل وكثيرًا ما كانت تُضحك النبي صلي الله عليه وسلم. فكانت تقف خلف النبي وهو يصلي فكان يُطيل الركوع فتقول أمسكت بأنفي حتي لا يقطر دمًا فضحك النبي.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق