تراهن الهند على مصدر جديد للطاقة من المتوقع أن يساهم في جعل هواء المدن الملوث بالدخان نظيفاً، ويعتمد المشروع على روث الأبقار التي تمثل أصلاً مصدراً مهماً لإيرادات المزارعين الهنود الفقراء.
يبجّل الهندوس الأبقار، وتعتبر الطائفة الأكثر انتشاراً في الهند أن هذه الحيوانات مقدسة. وتتمتع هذه الحيوانات كذلك بمكانة بارزة في المجتمعات الريفية الهندية حيث لا يزال سكان هذه المناطق يستخدمونها بانتظام كحيوانات جر.
كانت الأسر الريفية تلجأ طويلاً إلى إحراق فضلات الماشية المجففة جراء أشعة الشمس لاستخدامها في إشعال المواقد، وتستمر هذه الممارسة رغم جهود الحكومة للتخلص التدريجي منها عبر عبوات الغاز المدعومة.
تحصل قرى واقعة في ضواحي مدينة إندور وسط الهند على مداخيل مالية لقاء تسليمها كميات كبيرة من روث البقر إلى مشروع تجريبي يهدف إلى المساهمة في تلبية احتياجات المدينة من الطاقة.
باع المزارع سوريش سيسوديا لوكالة فرانس برس البالغ 46 عاماً حوالى اثنتي عشرة شاحنة محملة بالروث بـ235 دولاراً لكل شحنة، ما يمثل أكثر من الدخل الشهري لأسرة مزارعين في الهند.
يُنقل روث ماشية سيسوديا إلى المصنع حيث يخلط مع النفايات المنزلية لإنتاج غاز الميثان القابل للاشتعال ومواد عضوية تُستخدم كسماد.
يستخدم المصنع يومياً 500 طن من النفايات من ضمنها ما لا يقل عن 25 طناً من براز الأبقار، وتكفي كمية النفايات هذه لتشغيل نظام النقل العام في المدينة مع بقاء كمية كبيرة منها.
ويقول رئيس المصنع لوكالة فرانس برس إنّ "نصف الكمية ستشغل حافلات اندور وسيُباع النصف الآخر لزبائن من الصناعيين".
وتضع الحكومة الهندية آمالاً كبيرة على هذه المبادرة، إذ تعهّد مودي بإنشاء مصانع متخصصة بتحويل النفايات إلى غاز في 75 موقعاً آخر منذ بدء تشغيل مصنع إندور.
ويشكّل اللجوء إلى مصادر الطاقة البديلة أولوية ملحة في الهند التي تستخدم الفحم لسد حوالى ثلاثة أرباع احتياجات الطاقة لمواطنيها البالغ عددهم 1,4 مليار نسمة.
وأدى اعتماد الهند الكبير على الفحم لتوليد الطاقة إلى تصنيف مدنها باستمرار من بين أكثر المدن اختناقاً بالضباب الدخاني في العالم. ويتسبّب تلوث الهواء بالهند في وفاة أكثر من مليون شخص سنوياً، بحسب دراسة نُشرت في مجلة "ذي لانست" الطبية.
الفرنسية
اترك تعليق