رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
الإعلام التربوى وتنمية قيم المواطنة
إن الاعلام التربوي تعاظم إلى الدرجة التي يصعب معها فصل الإعلام عن البنية الإجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية. ومن بين تلك البنى دور الإعلام في البنية السياسية أكثر وضوحاً وأكثر أهمية من غيرها نظراً لأسباب متعددة أهمها أن العمل السياسي قائم على الاتصال بمفهومه الواسع أولاً، لأن العمل السياسي يتوجه إلى جمهور المتلقين على اختلاف فئاتهم سواء النخب السياسية أو عموم الجماهير، كما أن الإعلام هو في الأصل حاجة سياسية وإدارية وتربوية، مما لا ينفع معه الاستغناء عنها في إدارة العمل السياسي والخارجي.
والإعلام التربوي يستطيع أن يقوم بدور مهم في تنمية قيم المواطنة فهو ليس فقط يوفر المعلومات المرتبطة بالمواطنة. بل إنه يستطيع أن يقوم بتشكيل الأفكار والمعتقدات السياسية بما يتناسب مع المتغيرات المعاصرة التي تشهدها المجتمعات.
حيث إن تأثير الإعلام – تربوياً – على الطفل يشكل ما نسبته 40% وأن ما يقرب من أربعة أعشار المفاهيم التربوية والأخلاقية والسلوكية والمعتقدات مصدرها الإعلام والباقي مصدرها المنزل والمدرسة والجيران والمجتمع وغيره، ومن هنا أصبح الإعلام أمانة ومسئولية، والمؤسسة الإعلامية كالمؤسسة التربوية من حيث أثرها في تشكيل بنية المجتمع ورسم ملامحها، وقد يتفوق أثر المؤسسة الإعلامية على التربوية نتيجة عوامل مختلفة منها طبيعة المادة التي تقدمها كل منهما ومدى مناسبتها لأهواء المتلقين. وتنوع أشكال المؤسسات الإعلامية، ومرافقتها بأفراد المجتمع بمختلف الأوقات والأماكن يعكس المؤسسة التربوية مما يستوجب استثمار الإعلام في توجيه أطفالنا وشبابنا نحو المواطنة والانتماء للوطن، مما يعود بالخير والنفع على مجتمعاتهم.
وتعمل برامج الإعلام التربوي على زيادة الوعي السياسي والقومي للأفراد، فيطلق عليها المفكرين اسم السلطة الرابعة، ما لها من تأثير في حياة الأفراد الحكومات.
ومن هنا يمكن تحديد دور الإعلام التربوي في تنمية قيم المواطنة من خلال تقديم الإعلام التربوي برامج متنوعة لتكون بنية سليمة للتنمية السياسية. وتقديم برامج تعريفية بحقوق المواطن وواجباته في سياق المواطنة والعملية السياسية. وبرامج تؤصل لقيام مجتمع مدني حقيقي وفاعل تنهض به منظمات ومؤسسات تقوم على أسس وطنية في إطار المرجعية الدستورية بما يمكنها من الإسهام في صياغة الحياة السياسية، والتعامل الإيجابي والمسئول مع ما يترتب عليها من إسهامات تنموية في شتى مناحي الحياة . وأيضا برامج تبين أبعاد القضايا القومية وتقوية الشخصية القومية وتعزيز دورها المهم والداعم لهذه القضايا.
ويرى بعض الباحثين أن دور الإعلام التربوي في تنمية قيم المواطنة يتلخص في تزويد الشعب بالخبرات السياسية التي من خلالها يتشكل الرأي العام في المجتمع، كما أنها تلعب دوراً في خلق التماسك بين جميع أفراد الشعب في المواقف السياسية الهامة، وعند الحاجة إلى اتخاذ أفعال سياسية مصيرية.
ومراقبة البيئة الخارجية ونقل الأخبار عن الأحداث السياسية الجارية. وكذلك تفسير معنى الأحداث السياسية. ويمكن بواسطتها ايضا تشكيل الثقافة السياسية أو المحافظة عليها أو تغيرها، وتؤدى وسائل الإعلام دوراً هاماً حيث يتزايد اعتماد الأفراد علي وسائل الإعلام الجماهيرية للحصول على المعلومات لمساعدتهم على اتخاذ القرارات، كما ثبت أن بعض فئات المجتمع يحصل على 90% من المعلومات من وسائل الإعلام، أما بحوث الرأي العام فأثبتت أن أكثر التوجيهات والآراء الجديدة للمراهقين يكتسبونها من خلال المعلومات التي يحصلون عليها من وسائل الإعلام.
وقد رأت دراسة قامت بها راوية عبد الحميد إبراهيم بعنوان "دور الإعلام التربوي في تحقيق التربية السياسية" إن الإعلام التربوي له دورًا مهم في التربية السياسية حيث يقوم بتعريف الطلاب بالقضايا السياسية وبقادة الرأي وبالعوامل التي تؤثر على اتخاذ القرار ، كما تعمل على خلق التماسك بين جميع أفراد المجتمع في المواقف السياسية الهامة وعند الحاجة إلى أفعال مصيرية، كما يقدم مراجع توعية متنوعة تبين النظم السياسية السائدة في العالم لتكوين وعي سياسي متزن، وتعمل على حث الأفراد على المشاركة في مختلف الأزمات التي يمر بها المجتمع.
وإذ نرى أن الإذاعة المدرسية إذا ما قامت بدورها قياماً سليماً وصحيحاً، فإنها ستعمل على تحقيق بعض من أهدافها المنشودة بما يعود بالنفع على الإدارة والمعلمين والطلاب والمجتمع الخارجي فهي تتضمن – الإذاعة المدرسية – مجموعة من العناصر تركز معظمها على الانتماء الوطني من خلال البرنامج اليومي للإذاعة ساعية في ذلك لتحقيق دورها في تنمية قيم المواطنة خاصة أن الأجهزة التي تستخدم في الإذاعة المدرسية تعد من أهم وسائل الجذب التي تجذب انتباه الطلبة وتجعلهم يستمعون للإذاعة المدرسية، ويشاركون في إعدادها وحتى إلقائها، والإذاعة المدرسية وسيلة لتوجيه الطلبة وإرشادهم وتقديم النصح لهم، وغرس العادات والقيم المتنوعة في نفوسهم ومنها قيم المواطنة.
والتليفزيون أيضا يساهم في تنمية الحس الوطني والديموقراطي لدى أفراد المجتمع وهو بمثابة مرآة تعكس صورة المجتمع وقيمه وأفكاره، ويعبر عن هموم المواطن ليكون لسان حال المجتمع. وفي نفس الوقت هو يقوم بتشكيل وعي المواطنين وغرس وتنمية القيم التي تتناسب مع توجهات المجتمع نحو الحياة الكريمة. بما لديه من مؤثرات صوتية ومرئية هادفة وبرامج متنوعة تهدف إلى تربية النشء وغرس القيم المجتمعية لديه بحيث يكون هناك تصور استراتيجي يستهدف تنمية الحس الوطني من خلال خلق برامج تنموية فاعلة تؤثر تأثيراً إيجابياً على تفكير المشاهدين خاصة المراهقين في المرحلة الثانوية.
والصحافة المدرسية هى أيضا تعتبر وسيلة قوية لتنمية قيم المواطنة لدى طلاب المدرسة الثانوية لما تهدف إليه من تنمية الجانب المعرفي والوجداني والابتكاري وإكسابه المبادئ الدينية والخلقية والوطنية. كما أنها تعتمد على المشاركة الفاعلة للطلاب في الأنشطة المختلفة لإبراز القضايا المجتمعية في أشكال إبداعية تتمثل في أنواع الصحف المدرسية التي تتنوع صحف مطبوعة وصحف مكتوبة وصحف مصورة. وهذه هي أكثر قرباً من الواقع الفعلي للإنتاج الصحفي في المدارس المصرية.
وتعتبر الصحافة المدرسية من أكثر وأهم الأنشطة الإعلامية التي يمارسها الطلاب في المدارس بصفة عامة - والمدرسة الثانوية العامة - بصفة خاصة – لأنها تعبر عن آرائهم واتجاهاتهم وميولهم ورغباتهم، كما أنها – الصحافة المدرسية – وسيلة هامة من وسائل التثقيف التي يفضلها الطلاب، علاوة على أنها تعد سجلاً حافلاً لكل أخبار المدرسة وأنشطتها وتهدف بذلك إلى نشر الوعي الثقافي ورفع المستوى العلمي للطلاب إلى جانب أنها تخدم الجانب الدراسي، ومن هنا زاد الاهتمام بها من قبل وزارة التربية والتعليم، والمديريات، والإدارات، وصدرت القرارات ونشر المطبوعات التي تعين الصحافة المدرسية على تأدية عملها في صورة جيدة، من خلال توفير الاخصائيين الإعلاميين داخل المدرسة ومحاولة توفير الإمكانيات اللازمة لها. فالصحافة المدرسية هي ذلك النوع من الصحافة الذى تنشره المدارس والمعاهد العلمية من صحف حائطية ورقية أو لوحات خشبية أو مجلات مطبوعة وغيرها من ألوان النشاط الصحافي.
لذلك من الضرورة أن تتضمن اللوائح والنشرات المنظمة للصحافة المدرسية الصادرة من وزارة التربية والتعليم موضوعات تخص غرس وتنمية قيم المواطنة لدى طلاب المدارس خاصة المدارس الثانوية العامة.
اترك تعليق