هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الرضا بالقضاء

الرضا بالقضاء ركن من أركان الإيمان،فهو دليل علي صحته ،وبرهان علي صدقه ،والمؤمن الذي يرضي بقضاء الله فيه يسعد في الدنيا والآخرة،ولايشقي بما يصيبه من نوائب الدنيا وبما بجري عليه من تقلبات الدهر،فهو يري الخير في كل شيء وإن كان شرا في ظاهره ،والرسول الكريم يقول معلما للأمة ومنيرا لها الطريق :عجبا لأمر المؤمن إن أمر المؤمن كله خير ولايكون ذلك إلاّ للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له .

 

 

 


فالمؤمن حين تلم له مصيبة أوتنزل به نازلة فإنه لا يري إلا الجانب المشرق منها،فهو يعلم تمام العلم ويوقن أشد اليقين بأن وراء كل محنة منحة من الله تعالى،ولا ينال هذه المنحة إلا من صبر وشكر .

 

والرضا بقدر الله شرط لصحة العقيدة وعنوان لصلابتها ،فعندما سأل الأمين جبريل عليه السلام النبي الهادي البشير بقوله :فأخبرني عن الإيمان فأجاب بقوله :أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ،وأن تؤمن بالقدر خيره وشره ،

 

فالإيمان بالقضاء والقدر جزء لايتجزء وركن لاينفصل عن أركان الإيمان بالله تعالى،فالإبتلاء من الله رحمة ،ويبتلي المرء علي قدر دينه ،فهو تمحيص من الله سبحانه وتعالى واختبار لصدق إيمان العبد ،فإن صبر ورضي فإن الله تعالي سيبدله خيرا وسيثيبه عظيم الأجر والثواب في الدنيا والآخرة،والله عنده حسن الثواب فهو سبحانه يقول :ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين.وهذه البشري هي قوله : أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.

 

وقد خلق الإنسان عجولا ،يدعو بأشياء ظنا منه أنها خير له ،بينما تحمل في باطنها الشر الوبيل ،وعلي العكس من ذلك فقد يصيب الإنسان مايظنه شرا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا،ولنا في قصة موسي والخضر الدرس والمثل حين رافقه موسي ووجده يفعل أشياء لاتوصف إلا بالشر ،فهو يخرق السفينة ويقتل الغلام ويبني الجدار للقوم اللئام ،فلما لم يطق موسي صبرا علي ذلك أخبره الخضر بما في مكنون الغيب عن هذه الأمور ،فعلم موسي ما أخفاه الله من الخير رغم ما تحمل من الشر في ظاهرها.

 

وعدم الرضا بالقضاء يورث النفس أمراضا كثيرة كالحقد والحسد ،فالناقم علي الدنيا يحسد غيره علي نعم الله فيها ويمتلئ قلبه غلا وحقدا والقلب إذا تغير خرج منه الإيمان وأفضي بالعبد الي زوال نعمة الله عنه والله تعالي يقول :إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم،ويحذرنا الله تعالى من عدم الرضا بقضائه فهو يتوعد كما جاء في الحديث القدسي الساخط علي قضائه بأن يسلط عليه الدنيا ومن سلط الله عليه الدنيا فقد خاب وخسر 

 

والمؤمن حين يرضي بقضاء الله لا يحسب للدنيا حسابا ،ولايقيم لها وزنا ،فهو يعلم أنها لاتساوي عند الله جناح بعوضة ،فهو يستهين بمصائبها ولايبالي بمعروفها ،ولايحسب حساباخلغد،يقينا منه بأن الغيب كله لله وأنه مادام أمنا في سربه معافي في بدنه وعنده قوت يومه فكأنما حيزت له االدنيا بحذافيرها فهو غير مشغول برزق غده لأنه يعلم بأن الرزق مكفول له فهو يشعر براحة النفس والبدن .

بقلم.الشيخ احمد الششتاوي

امام وخطيب مسجد المجمع الإسلامي بالعبور

 

 

 

 


 

 

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق