لطالما استحوذت العوامل الجيوسياسية على المسرح العالمي، فإن ارتفاع أسعار الذهب هو أمر بديهي لدى المستثمرين والمتداولين في الأسواق العالمية. أسعار الذهب ارتفعت بالفعل مؤخراً مع انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أواخر فبراير الماضي، ولكن العوامل الجيو سياسية لم تكن هي السبب الوحيد في ارتفاع الذهب مؤخراً بل أن العوامل الإقتصادية التي ترتبت على جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19) كانت هي المساهم الأكبر في ارتفاع أسعار الذهب عالمياً.
أسعار الذهب كانت تتداول ما بين 1,500 - 1,600 دولار للأونصة مع بدء جائحة فيروس كورونا فبراير، واستمرت في الإرتفاع مع بدء اتساع نطاق الجائحة وفرض الدول والحكومات حول جميع أنحاء العالم عمليات إغلاق أدت إلى تراجع العديد من القطاعات الحيوية اقتصادياً حول العالم مثل قطاعات الصناعة والنقل والطيران والسياحة والطاقة وغيرها، مما أثر سلباً على الإقتصاد العالمي. مع بدء توصل شركات الأدوية للقاحات مضادة لفيروس كورونا واعتمادها من قبل الهيئات الصحية المعنية، بدأ العالم في عمليات التطعيم على نطاق واسع من أجل التعايش مع هذه الجائحة والسيطرة على انتشارها.
ولقد كان ذلك في أوائل عام 2021 وهو الوقت الذي كان يعاني فيه الإقتصاد العالمي على جميع الأصعدة وفي جميع المجالات من الآثار السلبية التي خلفتها جائحة كورونا خلال عدة أشهر. على مدار عام 2021 بدأ العالم في العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجياً وبدأت الأرقام الإقتصادية في التحسن التدريجي والإتجاه نحو مستويات ما قبل الجائحة، ولكن خطط منظمة أوبك OPEC وحليفتها +OPEC التي كانت تهدف إلى تقليل الإنتاج من أجل ضبط أسعار النفط الخام عالمية، والتي تهاوت إلى مستويات لم تشهدها من قبل على مدار التاريخ، كانت عائقاً في دفع عجلة الإقتصاد والإنتاج العالمي للسير بخطى سريعة نحو التعافي.
في عام 2021 شهد العالم عدة أزمات أيضاً إلى جانب أزمة جائحة كورونا وأزمة الطاقة التي كانت متمثلة في تنامي وتعافي الطلب العالمي على مصادر الطاقة من نفط خام وغاز طبيعي وسلع أخرى مثل الفحم، والذي قابله قلة في المعروض، مثل أزمة سلاسل التوريد وأزمة الرقائق الإلكترونية. ومع الخطط التحفيزية التي أطلقتها الدول الكبرى من أجل دعم المشاريع والشركات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم ، بالإضافة إلى العاملين الذين فقدوا وظائفه بسبب عمليات الإغلاق التي فرضتها االدول، ومع تزايد معدللات الأجور وما واجهه من نقص في المعروض من المنتجات والخدمات، فقد أدى ذلك إلى بداية ظهور أزمة جديدة وهي أزمة التضخم Inflation.
أزمة التضخم العالمي كانت منذ البداية بسبب العوامل والآثار السلبية التي خلفتها جائحة كورونا، والتي ذكرناها آنفاً ولكن مع انتهاج منظمة OPEC وحليفتها +OPEC لخطط خفض الإنتاج للنفط الخام فقد أدى ذلك إلى ارتفاع سعر برميل النفط مع مرور الوقت إلى مستويات لم يشهدها منذ عدة سنوات وفي وقتنا هذا في شهر مارس الحالي 2022 فقد بلغت أسعار النفط الخام مستوى 135 دولار أمريكي للبرميل، وهو مستوى لم يشهده خام برنت Crude Brent منذ يوليو عام 2008. ارتفاع أسعار النفط الخام زادت من تفاقم أزمة التضخم العالمي إلى حد كبير، ففي الولايات المتحدة الأمريكية بلغ معدل التضخم السنوي في فبراير الماضي 7.9%، وفي الإتحاد الأوروبي بلغ معدل التضخم السنوي في فبراير الماضي 5.8%، والعديد من الدول الأخرى العربية والإقليمية والدولية.
لكل متداول أو مستثمر استغل أسعار الذهب وابدأ بالتداول الآن عنوان هذه الفقرة يلفت انتباه كل مستثمر ومتداول أن استغل أسعار الذهب وابدأ بالتداول الآن عليه، حيث أن جميع ما ذكرناه في الأعلى أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب من مستويات 1,500 دولار للأونصة في عام 2020 إلى أن لامس أعلى مستوياته في عام 2022 في مارس الحالي عند مستوى 2070 دولار للأونصة وهي القمة التي حققها الذهب تقريباً في أغسطس من عام 2020.
إلى جانب ما ذكرناه في الأعلى، نود أن نضيف عامل جيوسياسي مستجد ومهم جداً في الوقت الحالي، بل وهو المحرك الأساسي لأسواق المال والأسهم حول العالم، ألا وهو الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في الرابع والعشرين من فبراير الماضي من عام 2022 وهي مستمرة حتى يومنا هذا. مثل هذه العوامل الجيو سياسية هي من تدفع المتداولين والمستثمرين في جميع الأسواق للتخلي عن الإستثمار في الأصول عالية المخاطرة أو بمعنى آخر تقلل من شهية المشاركين في أسواق المال والأسهم حول العالم، وتدفعهم نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب أو العملات ذات الملاذ الآمن مثل الين الياباني أو الفرنك السويسري أو الدولار الأسترالي أو الدولار النيوزيلاندي.
لماذا نقول للمتداول والمستثمر
والمستثمر استغل أسعار الذهب وابدأ بالتداول الآن لأنه على الرغم من رفع البنك الفيدرالي الأمريكي FED لمعدل الفائدة خلال الأسبوع الماضي بمقدار 0.25% من مستوى 0.25% لتصبح 0.50% للمرة الأولى منذ عام 2018، وذلك من أجل السيطرة على معدلات التضخم المرتفعة في الولايات المتحدة، إلا أن العديد من الخبراء يشيرون إلى أن الأمر ربما يستغرق مزيداً من الوقت من أجل إعادة مستويات التضخم في الولايات المتحدة إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا. ونود أن نذكر أيضاً بالخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة في الثامن من مارس الحالي 2022 عندما اتخذت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي قراراً بفرض حظر وعقوبات على واردات النفط الروسي، والتي تمثل أقل من 10% بالنسبة للولايات المتحدة.
وقد نوه العديد من المسؤولين الروس ومن أبرزهم نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إلى أن اتخاذ مثل هذا القرار بشكل جدي سوف يدفع أسعار النفط العالمية إلى مستويات تاريخة لم يشهدها من قبل عند مستوى 300 دولار للبرميل. وهو ما قد يفاقم من أزمة التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك جميع بلدان العالم، الأمر الذي سيدفع أسعار الذهب للإرتفاع إلى مستويات تاريخية مع اتجاه المستثمرين للذهب كملاذ آمن مع تصاعد حدة العوامل الجيو سياسية.
الحرب الروسية الأوكرانية في حد ذاتها تزداد حدة وتكون مستعرة أكثر يوماً بعد يوم، وكما أن الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي يدعمان أوكرانيا في حربها ضد روسيا، فقد ظهرت أيضاً الصين ضمن المشهد مؤخراً كداعم لروسيا في حربها ضد أوكرانيا. ربما سيؤدي ذالك أيضاً إلى رفع أسعار الذهب عالمياً وبالتالي نحن ننصح المتداول والمستثمر بأن استغل أسعار الذهب وابدأ بالتداول الآن.
تجميد ما يصل إلى 300 مليار دولار من احتياطي الذهب الروسي والنقد الأجنبي
مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية في الرابع والعشرين من فبراير الماضي 2022 قام حلفاء أوكرانيا وداعموها وهم الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وبعض الدول الأخرى بفرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا ومن أجل تقيد روسيا من إكمال العملية العسكرية التي شنتها على أوكرانيا وإفشالها. من ضمن هذه العقوبات الإقتصادية عزل روسيا عن النظام المصرفي العالمي SWIFT وأيضاً تجميد أي أرصدة تابعة للمؤسسات والأفراد الذين تتضمنهم العقوبات الإقتصادية.
ومن ضمن المؤسسات التي طالتها العقوبات البنك المركزي الروسي CBR، حيث أعلن وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف أنه تم تجميد ما يقرب من 300 مليار دولار تتمثل في احتياطي الذهب الروسي والنقد الأجنبي المتواجد خارج روسيا من إجمالي الإحتياطي النقدي الأجنبي واحتياطي الذهب الروسي الذي يقدر ب 640 مليار دولار أمريكي.
أنواع المعدن. إلى أي نوع يمكن أن نصنف الذهب؟
الكثيرين ممن يحبون البحث والإستكشاف عن أنواع المعدن أو المعادن يستهويهم بلا شك معرفة إلى أي الأنواع أو الفئات ينتمي معدن الذهب؟ الذهب هو معدن نبيل أي غير نشط كيميائياً وهو يندرج تحت فئة المعادن الفلزية. الذهب يعد أكثر المعادن شيوعاً عبر التاريخ منذ اكتشافه، حيث يستخدم الذهب في أعمال الزينة وصناعة المجوهرات.
الذهب كغيره من المعادن النفيسة مقرون دائماً بالقيراط، ويشير القيراط إلى النسبة المئوية لمحتوى الذهب في قطعة من المجوهرات. وتؤكد العلامة التجارية المصنعة بجانب علامة القيراط على دقة القيراط. وهذه هي فئات القيراط لمعدن الذهب:
أما عن ، فالمعادن تنقسم إلى نوعين وهما: معادن فلزية وهي تتميز بجودتها العالية على توصيل الحرارة والكهرباء، كما تتميز بشدة لمعانها ومرونتها وقابليتها للطرق والتشكيل دون أن تنكسر. ومعادن غير فلزية وهي تشتمل على خصائص معاكسة للمعادن الفلزية، حيث أنها تعد رديئة من حيث توصيل الحرارة والكهرباء، كما أن غير قابلة لخاصية الطرق والتشكيل.
اترك تعليق