هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الإمام : البقرة الحمراء خدعة إسرائيلية للإعلان عن تمسكها بالعناصر الدينية القديمة أمام العالم
الدكتور سامي الإمام أستاذ الديانة اليهودية بكلية اللغات والترجمة
الدكتور سامي الإمام أستاذ الديانة اليهودية بكلية اللغات والترجمة
نشر حساب معهد الهيكل اليهودي على موقع التواصل الإجتماعي "يوتيوب" فيديو لعجل أحمر وقال المعهد إن العجل سيتعرض للفحوصات الشاملة للتأكد من تطابقه مع ما تنص عليه العقيدة اليهودية فحسب المعتقدات اليهودية أنه سيكون بإمكان اليهود في اليوم الذي تظهر فيه البقرة الحمراء بناء ما يسمى بالهيكل الثالث في موقع المسجد الأقصى بالقدس المحتلة ويعجل بناء الهيكل

كتبت سارة سعد

 

نشر حساب معهد الهيكل اليهودي على موقع  التواصل الإجتماعي "يوتيوب" فيديو لعجل أحمر وقال المعهد إن العجل سيتعرض للفحوصات الشاملة للتأكد من تطابقه مع ما تنص عليه العقيدة اليهودية فحسب المعتقدات اليهودية أنه سيكون بإمكان اليهود في اليوم الذي تظهر فيه البقرة الحمراء بناء ما يسمى بالهيكل الثالث في موقع المسجد الأقصى بالقدس المحتلة ويعجل بناء الهيكل بقدوم ملك اليهود المنتظر فيما تعتبر النصوص المقدسة اليهودية ولادة بقرة حمراء إيذانا بقرب يوم القيامة وهو ما تداولته وسائل الإعلام العربية والأجنبية.

قصة البقرة الحمراء وأهميتها لدى اليهود وردًا على إعلان الكيان الإسرائيلي مؤخرًا خبرًا عن ميلاد "بقرة حمراء" تبشِّر بإعادة بناء "هيكل" وتعلِّم ليوم القيامة قال الدكتور سامي الإمام أستاذ الديانة اليهودية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر:" ترجع أهمية البقرة الحمراء في اليهودية إلى أن رمادها الذي يتبقى بعد حرقها تمامًا بطقوس معينة وردت في التوراة لا يجوز الحيد عنها قيد أنملة وإلا فالطقس باطل يستعمل رمادها في إجراءات التطهر من النجاسات وخاصة نجاسة الميت التي تعدّ من أخطر النجاسات المسمّاه أم النجاسات وهى أعلاها درجة وكل ذلك بتفاصيلة ورد بالتوراة والمشنا والجمارا فخاطب الرب موسى قائلا:"قل لبني إسرائيل أن يأتوك ببقرة حمراء سليمة خالية من كل عيب لم يَعلُها نيرٌ فتعطونها لــ"ءآل عازار" الكاهن ليأخذها إلى خارج المخيّم وتُذبح أمامه ... وتُحرّق البقرة بجلدها ولحمها ودمها مع فرثها على مشهد منه ... ويجمع رجلُ طاهر رماد البقرة ويلقيه خارج المخيّم في موضع طاهر فيظل محفوظاً لجماعة إسرائيل لاِستخدامه في ماء التطهير". (سفر العدد 19: 1 – 10) ولكن كيف يستخدم هذا الرماد الذي يحتفظ به خصيصًا لأغراض التطهُّر؛ في عمل ما يسمّى "ماء التطهّر من النجاسة" نقرأ نص التوراة في ذلك:"فيأخذون للنجِس من غبار حريق (البقرة الحمراء)، ويصب عليه من ماء نبع جار في إناء ويأخذ رجل طاهر أغصان الزوفا (اسم نبات عطري) ويغمسها في الماء، ويرشه على الخيمة وعلى جميع الأمتعة، وعلى كل من كان حاضراً هناك، وعلى الذي لمس العظم أو القتيل أو الميت أو القبر ثم يرشّ الطاهر ماء التطهِير على النجس في اليوم الثالث واليوم السابع ويطهره في اليوم السابع وعلى المتطهّر أن يغسل ثيابه ويستحمّ بماء فيصبِح طاهرًاً في المساء أما الذي يتنجّس ولا يتطهّر فيستأصل من بين الجماعة " هذه هى طريقة التطهُّر ويتضح من نهاية النص أن من لم يتطهر تطبق في حقه عقوبة الموت وهو المقصود بالإستئصال.

واستكمل شرحه بتوضيح تواصُل الطهارة! فكان من الضروري أن يتم الإحتفاظ بجزء صغير من رماد آخر بقرة حمراء ليُخلط جيدًا برماد البقرة الجديدة حتى تتم عملية تواصل الطهارة للرماد الجديد.

ولذلك بذل الكيان الإسرائيلي الصهيوني جهدًا كبيرًا لمحاولة البحث تحت المسجد الأقصى ريثما يتم العثور على إناء أو زجاجة بها بقية رماد بقرة حمراء - في أنقاض الهيكل - بحسب زعمهم- فلم يعثروا على شيء!

صلاحيه ظهور البقرة الحمراء  أوضح الدكتور سامي الإمام أستاذ الديانة اليهودية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر أن بالمِشْنَا فصل يسمّى "البقرة" يبدأ فقراته بشروط صلاحية البقرة لهذا الطقس وإلى متى تظل تلك الصلاحية فتبدأ صلاحيتها منذ بلوغ عمرها ثلاث سنوات ويتناول الفصل كذلك خلاف الحاخامات حول صلاحية البقرة العِشار أو البقرة المشتراة من غير اليهودي والعيوب التي تجعل البقرة مرفوضة. 
واستشهد بما جاء بالتلمود أن البقرة لابد أن تكون حمراء اللون تمامًا وليس بشعرها أي تموجات وحتى وجود شعرتين سوداوين في شعرها يجعلها غير صالحة لن تكون بقرة مقدسة; ويعزل الكاهن المرشح للقيام بعملية الإحراق من بيته قبل إجراء الطقوس بسبعة أيام تمهيدًا واستعدادًا للعمل ويجب أن يكون هذا الكاهن طاهرًا تمامًا فأي كاهن يلامس جثة يهودي أو يتصل بها حتى ولو بطريق غير مباشر يكون نجسًا أما لو لامس جثة غيري (غير يهودي) فلا يتنجس لأن جثث الأغيار لا تسبب النجاسة لأنها لا قداسة لها فإن تنجس كاهن أو أي يهودي وجب ان يتطهر من نجاسته بالطريقة التي وردت بالنصوص التوراتية.


رماد آخر بقرة حمراء طاهرة  فُقد رماد آخر بقرة حمراء طاهرة مع تدمير هيكل أورشليم على يد نبوخذ نصر البابلي سنة 586 ق.م ومنذ ذلك الحين واليهود جميعهم غير طاهرين ولما كان لا يقوم بعملية إحراق البقرة إلا كاهن طاهر فهى مشكلة يستحيل حلها؛ فلا توجد بقرة طاهرة تحمل شروط القداسة التي جاءت بالتوراة ولا يوجد كاهن طاهر يقوم بالتطهير إن وجدت بقرة طاهرة فما جدوى إعادة بناء هيكل في حين ليس هناك لا كاهن طاهر ولا بقرة حمراء صالحة لعمل الرماد ومن المعروف أن جميع طقوس الهيكل والعبادة القربانية تعتمد على التطهر في المقام الأول بحسب الفكر التوراتي كما نرى.

معهد الهيكل وقد تأسس ما يسمّى "معهد الهيكل" عام 1987 ومهمته الأساسية هى الاهتمام بكل ما يتصل بالهيكل ونشر ذلك والترويج له بين جمهور الصهاينة ويهود العالم. 
ويقوم المعهد بتصنيع أدوات للخدمة القربانية ومعروف أن عددها 93 أداة مشابهة لتلك التي كانت في هيكل أورشليم (الهيكل الأول 586 ق.م) كالمنارة الذهبية ومذبح البخور ومائدة خبز الوجوه وحوض النحاس وملابس الكهنة... وغير ذلك من كل ما يلزم لتجديد العبادة القربانية في حالة إعادة بناء الهيكل.


هوس إسرائيل الإعلان عن البقرة الحمراء  يقول أحد الإسرائيليين العلمانيين عن الهوس الذي تشيعه أخبار الإعلان عن بقرة حمراء :"ليس لدى شكّ في أن ثلة الحاخامات المنوط بهم مراقبة إرهاصات ميلاد "بقرة حمراء" جديدة وتشكيل لجان فحصها وإجراءات العناية بها وكأنهم "لجنة دفاع وأمن" ستبت في حالة إعلان حرب طارئة ليس لدى شك في أن ذلك كله ليس سوى دجل وشعوذة لا طائل من ورائه وما هو إلا وسيلة ابتزاز وإهدار لملايين الدولارات وهم يعلمون جيدًا أنهم يبحثون عن سراب".

فشل محاولات إسرئيل فى البقرة الحمراء وتحليلا لما سبق أوضح الدكتور سامي الإمام أستاذ الديانة اليهودية بكلية اللغات والترجمة جامعه الأزهر أن كل محاولات الكيان الإسرائيلي الصهيوني بمؤسساته الحاخاميه تبوء بالفشل لأسباب عدَّة:
1. أن العبادة القربانية زالت أصلا بزوال الهيكل .
2. أنه لم يتم العثور على جزء من رماد آخر بقرة حمراء أحرقت لغرض التطهير ويفترض أن ذلك كان قبل دمار الهليك الثاني/الثالث سنة 136 م, حين دمره هادريان الروماني وطرد اليهود من هناك.
3. أنه ليس هناك ما يسمّى "كاهن طاهر" ليقوم بعمل هذا الرماد.
4. ليس هناك مكان طاهر لعزل الكاهن المرشح لعمل البقرة قبل ممارسة الطقس بأسبوع كما تقضي الشريعة اليهودية.
5. أن شروط البقرة المقدسة الحمراء كما جاءت بالمشنا مستحيلة التحقق!.
6. أن صهاينة الاحتلال الإسرائيلي يتعمدون على إثارة موضوع خرافي أسطوري كل حين من أجل تعلق اليهود بأمل كاذب يعرف معظمهم أنه مستحيل الوقوع بما في ذلك أيضًا حلم الهيكل المفقود الذي لا أساس له من الصحة.
7. ليبقي الكيان الصهيوني الإسرائيلي أمام العالم متمسكًا بعناصر دينية قديمة الهدف من ورائها إقناع من لا يعرفون شيئًا عن اليهودية وتاريخها وعقيدتها بأن الكيان الصهيوني الإسرائيلي على حقّ وأن له تاريخ سابق ووجود قديم في فلسطين.
8. أن عودة العبادة القربانية بعد انتهائها وفرض الصلوات اليهودية مكانها يعدّ ردّة دينية غير مقبولة عن المنصفين من علماء الدين.
9. أن الهيكل المزعوم الذي يلوحون ببنائه من جديد هو سراب لن يتحقق لأن دوره التاريخي انتهي وحلّت محله المعابد اليهودية في بلاد الشتات.
10. أن الكيان الصهيوني الإسرائيلي هو كيان مهتريء عقديًا وعلماني وبعيد كل البعد عن الدين وما نسمع ونشاهد عن الإنحلال الأخلاقي وشيوع الفحشاء بكل صورها هناك بل بجعل المكان "جنة الشواذ" كما يحلو لهم تسميته ووجود حريديم متدينين شواذ لهو أكبر دليل على أكذوبة "الدولة اليهودية" فضلا عن أن الثابت في فكرهم القديم هو أن أرض اليهودي هى ضمائرهم وان التوراة وطنها قلوبهم وضمائرهم وليس احتلال أرض (فلسطين).
11. قناعة معظم يهود الخارج بأن وجود "دولة لليهود" هو ما سيقضي على ما تبقى من مسمى "اليهودية" ويعد إيذانًا باختفاء اليهودية برمتها ولذا لم يهاجروا إلى الكيان الذي وعدهم كذبًا بأن إسرائيل هى "جنة الله في الأرض" فهل تكون جنة الله هى مجمّع للشواذ والمنحرفين؟! .





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق