يرى الخبراء أن روسيا التي باتت قواتها على بعد أميال قليلة من كييف، تستعد لتنفيذ خطة واسعة النطاق تشمل كل أوكرانيا، وليس فقط وسط البلاد أو شرقها وأن العمليات لن تتوقف إلا بإعلان أوكرانيا الاستسلام الكامل للإرادة الروسية
موسكو تعتمد استراتيجية حرب واسعة النطاق.. وتستهدف استسلام كييف
.
وتقترب القوات الروسية حثيثاً من كييف فيما تستعد لتنفيذ خطة أوسع نطاقاً تشكل كافة مناطق البلاد وليس العاصمة فحسب. ويقول المحلل الأمريكي مارك إبيسكوبوس في تقرير نشرته مجلة "ناشونال انتريست" الأمريكية، إنه أعقب اجتماع وزيري الخارجية الروسي والأوكراني، ما بدا أنه هجوم متجدد في أنحاء أوكرانيا شمل هجمات جوية على مجموعة من المدن غرب البلاد، وقصف مطار على بعد نحو 70 ميلاً من الحدود البولندية، ومدرجاً جوياً في منطقة إيفانو- فرانكفيتش غربي البلاد.
ويقول الخبراء العسكريون إن هذه الهجمات جزء من جهود روسية منسقة لعرقلة شحنات الأسلحة الغربية المستمرة إلى أوكرانيا. وأشار إبيسكوبوس إلى أنه يبدو أن القوات الروسية على مشارف كييف تعيد تنظيم صفوفها للقيام بهجوم واسع النطاق، حيث يقول المسئولون الأمريكيون إن القوات الروسية أصبحت الآن على بعد تسعة أميال فقط من العاصمة.
واستهدفت القوات الروسية مدينة دنيبرو ذات الموقع الاستراتيجي بهجمات جوية كجزء فيما يبدو من خطة روسية أوسع نطاقاً لقطع الطريق بين القوات الاوكرانية وبين الأراضي الواقعة شرق نهر الدانوب. ومع دخول الحرب أسبوعها الثالث، يبدو أن القوات الروسية تعيد تخندقها وتعديل تكتيكاتها قبل خوض حرب مطولة واسعة النطاق تشمل كل أوكرانيا، وليس فقط وسط البلاد والمناطق الشرقية.
وفي كييف، وحدها الطرقات المؤدية إلى الجنوب لا تزال مفتوحة. وباتت العاصمة بحسب مصادر أوكرانية محاصرة بشكل متزايد بالجنود الروس الذين دمروا مطار فاسيلكيف السبت الماضى. وتظل آمال التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض ضئيلة للغاية، وكذلك إمكانية إرغام موسكو على تغيير مسارها من خلال أي عدد من العقوبات أو النكسات في أرض المعركة.
وربما تكون موسكو قد وقعت ضحية افتراض على أساس أيدولوجي بأن الحكومة في كييف التي تشلها عدم الشعبية وعدم الولاء بين صفوفها العسكرية، ستضطر للاستسلام في المراحل الأولى من الغزو، وأن القوات الروسية سوف تلقى ترحيباً كبيراً في المدن الكبرى بأوكرانيا باعتبارها قوات تحرير لها. وباختصار، ربما انخدعت موسكو بتأكيدها أن هذه ليست حرباً حقيقية ولكن مجرد "عملية عسكرية خاصة" للإطاحة بقيادة أوكرانيا وفرض تغيير في النظام.
واختتم إبيسكوبوس تقريره بالقول إن الكرملين أوضح أنه مصمم تماماً على فرض حل عسكري في أوكرانيا، مهما كان العدد المتزايد للقتلى، والتكاليف الباهظة للاقتصاد الروسي.
ويقول خبراء غربيون إن المجهود الحربي الروسي يواجه عرقلة من جانب مجموعة من النواقص التشغيلية، واللوجيستية، والمخابراتية، والقيادة والتحكم. ومع ذلك، يرى آخرون أنه من الممكن أن يكون الكرملين قد أعطى الأولوية لافتراضاته السياسية وليس للاستراتيجية العسكرية السليمة.
فقد صور بوتين العملية على أنها تهدف لــ "تحرير" الشعب الأوكراني من " عصابة النازيين الجدد ومدمني المخدرات" الذين أخذوا الشعب رهينة. ويواصل المسئولون والسياسيون الروس، بما في ذلك بوتين ولافروف التأكيد على أن العمل العسكري الروسي في أوكرانيا يسير وفق الخطة. ومع ذلك، ما زال من غير الواضح معرفة خطة الحرب الأصلية، فليست هناك جداول زمنية يمكن التحقق منها أو أي وثائق أخرى منشورة تدعم بالتحديد ما يهدف الجيش الروسي لتحقيقه في أوكرانيا ومدى سرعة ذلك.
اترك تعليق