شرحت د.هدي زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الزقازيق كيف يعي المواطن جيدا دور "أغنياء الحرب". وهم مستغلو ظروف الأزمات للتكسب وجني الثروة.. قائلة: في الظروف الراهنة العالم أجمع يمر بأزمات بدأت بتفشي وباء كورونا. وانتهت بالحرب الروسية- الأوكرانية. وجميعپالمجتمعات تأثرت. ونحن أقل تلك المجتمعات تأثراً. ولم نتفاجأ بالشائعات. فنحن فيها طوال الوقت.. هنا المصارحة مع الشعب شيء مهم للغاية. علي أن تمارس الدولة دوراً شديد الانضباط. فيعلم الجميع أنه يظهر في كل مرحلة من الأزمات السوق السوداء ويظهر أغنياء الحرب. ونحن أمام محاولات لاستغلال الحرب من أغنياء الحرب ومن أعدائنا. فضلاً عن أن هناك معاناة مسبقة وقائمة من قبل الحرب تؤرق المواطنين بالفعل منهاپالدروس الخصوصية والمرتبات وهذه أرض خصبة لنافخي الكير. لكنپ مزيد من الشرح الوافي وطمأنة حقيقية للجماهير ببعض الإجراءات كسيارات السلع الغذائية الأساسية التي ينشرها الجيش وسلاسل السوبر ماركت التابعة للقوات المسلحة. والشرطة الحرص من الإعلاميين علي عدم تناول قضية ارتفاع الأسعار بخفة ومعالجة إعلامية هشة تزيد المشكلة. يكون الوضع أفضل كثيراً. فقد عاصرنا أزمات كثيرة جداً. لكن وقتها لم يظهر علي سطح الأحداث غني يكلم الفقراء. فكان جمال عبدالناصر نفسه وهو رئيس الدولة يبعت بقمصانه إلي الترزي ليغير ياقاتها. أي الجميع كان علي حالة مادية واحدة. وهنا نستهجن الإعلان المستفز عبر الوسائل الإعلاميةپالذي يدفع المواطن البسيطپإلي استنتاج أنه لا أحد يشعر به حين الإعلان عن فئات السيارات الحديثة وفيلات الكمبوندات الفارهة.پ
تقول د.وفاء المستكاوي "خبيرة علم الاجتماع" إنپموجة التضخم وارتفاع الأسعار عالمية وليست بمصر فقط. ومن المهم أن يعلم المواطن ذلك. ويعلم أيضا أننا مازلنا في مرحلة البناء وهناك من يريد هدمها. ويعلم كذلك من يعظمون من نبرة الغضب ويروجون شائعات مثل اختفاء السلع وحدوث المجاعة قريبا. سبق وروجوا الأكاذيب في الماضيپوصدقناهم ووقعنا.. لكن يجب علي خبراء الاقتصاد شرح الموقف بشفافية ونثق في القيادة السياسية. ونتساءل متي كذبت علينا حتي في أصعب الفترات والظروف. لكن هؤلاء طالما كذبوا لأن الكذب من سماهم.پولنتذكر مثلا أزمة فيروس "كورونا" مصر كانت أولي البلاد التي ظلت واقفة علي قدميها. فكما قالت القيادة "متخافوش" مصر مستعدة لكل التوابع وستواجه الأزمة وتمر بسلام.. إذن يجب علي المواطن أن يقيسپ بمقياس سليم وهي فطرته. ويقوم بمقارنة بسيطة بين من كذب علينا ومن صارحنا وقال "متقلقوش". وبالفعل مرت مصر بسلام من تداعيات أزمة كورونا.
أضافت أنه لا يجب أن نستمع لمعاول الهدم وألا يجرونا إلي حوار هدام داخلي بيننا وبين أنفسنا. ونغلب الحوار الإيجابي. ونثق في قدراتنا الشخصية.. فلنتذكر مرة مثال آخر. وقت انقطاع الكهرباء وكثرة الحديث عن الأحمال الزائدة كان وقتاً صعباً ومراً. واستطاع المواطنون بقدراتهم الذاتية أن يمروا من الأزمة. وهنا هذه الأيام لماذا القلق ولدينا المخزون من جميع السلع تكفي لآخر العام وعندنا القمح وسوف نجني من محصوله الكثير قريبا في موعد حصاده.
طالبت د.وفاء بالمراقبة علي السوق ونقول لمسئولي وزارة التموين: فلتنزلوا الأسواق. وأن يكون لدي موظفيهم ضمير مستيقظ. وكذلك جميع أجهزة المراقبة فلتقوم بمجهود أكثر من العادي. ومع كل ذلك سوف يتولد شعور الرضا عند المواطن ويخفف من خوفه.
أكد د.جمال فرويز استشاري الطب النفسي أن الحروب أو استغلال الموجة التضخمية في نشر الفوضي يعتمد علي أشياء سلبية من جانبنا كالغموض. فغموض المعلومة بالنسبة للمواطن هي أسوأ شيء. فهو لا يعلم أسباب غلاء الأسعار. فيجب خروج تصريحات رسمية ليست من مذيعين في قنوات فضائية. بل يجب خروجها من الدولة لكي تفسر الظروف السياسية والاقتصادية حتي تكون الأمور واضحة أمام المواطن. فالمواطن مستشيط غضباً من زيادة الأسعار وهذه حقا له. لكن إذا تلقي شرحاً كافياً يوضح لماذا كل هذا التضخم سيخفف ذلك من حدة الضغط علي المواطن. فدائما وأبداً يجب نشر الفكر والتوعية والوعي. فالفكر خروج مسئولين ذوي قيمة يتحدثون عن الموقف سياسياً واقتصادياً وبصراحة ووضوح شديد. ويعقبها تقديم التوعية للمواطن لكي يتقبل أي مشكلة بصدر رحب. لكن الغموض دائما يقابل بالشائعات واستغلال الضغوط الحياتية.. الحل الوحيد الوعي ثم الوعي ثم الوعي. وعدم خروج المسئولين سيزيد الأمور سوءاً وأهمهم رئيس الجمهورية حتي لا نعطي فرصة للطرف الآخر استغلال الوضع. فحتي الإعلاميين لم يتقبل منهم الناس أي حديث.
حذرت د.سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس من الانسياق وراء دعوات الخروج وإثارة الفوضي بسبب ارتفاع الأسعار مخاطبة المواطن: احذر الانزلاق في بئر التشويش الإعلامي الذي يملأ الفضاء علي منصات التواصل. فالآن هناك فرصة سانحة لهؤلاء القائمين بالتشويش لإسقاط الدولة. فلنتذكر أنه تم إنقاذ مصر في مرحلة خطيرة من تاريخها في أعقاب ثورة 2011 وكان العالم العربيپكله علي شفا حفرة وقد وقع معظمه.
وعليك أن تنتبه إلي أن الحرب ليست فقط بين روسيا وأوكرانيا أو أمريكا. ولكنها فرصة لمن يريد أن يسقط مصر. وتذكر أننا كنا في أعقاب 67 نقف طابوراً طويلاً للحصول علي بيضة واحدة.
في المقابل دعت "خضر" القائمين علي الرسالة الإعلامية. خاصة الإعلام المرئي والمسموع أن يقدم المعلومات الصحيحة عن الوضع الراهن في البلاد. لأن الكثير من الناس لا يقرأ الصحف. كما يجب تقديم اسكتشات خفيفة مبسطة للمشاهد البسيط. ويجب علي إعلام الدولة الذي هو ذي ثقة كما يحدث في فرنسا بأن يخصص ميزانية كافية لتقديم برامج التوعية. وحتي للأطفال..پمتساءلة أينپبرامج مثلپ"بابا شارو" و"أبلة فضيلة"؟!
ناشدت "خضر" المواطنين أيضا توفير الاستهلاك. وأنه ليس من المهم أن تدخل "اللحمة" وجباتنا كل يوم. لكن في ذات الوقت مراعاة ألا تعتمد برامج الطبخ بالقنوات التليفزيونية علي استفزاز البسطاء.. موجهة رسالة مباشرةپإلي المواطنين: فلنكن متعقلين. واحذروا الهتافات التي تأتي من الخارج.
نبه د.طه أبوحسين أستاذ علم النفس جامعة الأزهر إلي أن أي ثورة نهايتها هدم وهي كفكرة ممقوتة. ومن الأفضلپ التعامل مع الأمور بشكل أكثر حرصاً. فنحن الآن نستطيع أن تجد في مصر ساندويتش بـ 3 جنيهات. وقد يأتي وقت يكون معنا الفلوسپولا نجد هذه الوجبة أي تكون السلعة غير متوفرة. إذن علي المواطن تغليب العقل والحكمة ويعلم ماذا سيجني من الانسياق وراء دعوات الخروج وإثارة الغضب والفوضي وتصديق من ينفخون في النار لإشعال الفتنة.
أوضحت د.هالة منصور أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها أن المواطن المصري مسالم بطبعه.. لكن علينا بمزيد من التوعية لهپوعليه اتباع ثقافة الامتناع. كما يجب تدخل الدولة كالمايسترو لإحكام المنظومة. ومساندة جمعيات حماية المستهلك ووزارة التموين واتباع ثقافة الإحلال والتبديل وأيضا الإلزام بالتسعير الاجباري..پمشددة عليپ ضرورة إنعاش القطاع التعاوني بالدولةپوعدم الانسياق المواطنين خلف الدعاوي المغرضة. وأن يعلموا جيداً أن من وراء هذه الأزمات ليس الدولة.پ
اترك تعليق