هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

نمتلك آليات مواجهة الأزمات.. والعبرة بسرعة التحرك

الدول العربية والأفريقية والصين وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.. بدائل واعدة
تنشيط التواجد في أوروبا الغربية.. وتفعيل مبادرات السياحة الداخلية
تشكيل لجنة أزمات وتشجيع الاتفاقيات بالرمز مع شركات الطيران
وتسهيل منح التأشيرات.. لزيادة التدفقات

بعد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلي توقف الحركة السياحية الوافدة من أوكرانيا لمصر بشكل تام وتراجع الحركة الوافدة من روسيا لأدني معدلاتها بعد اغلاق معظم المطارات بها.. بدأ القطاع السياحي المصري طرق أسواق بديلة لهذين السوقين باعتبارهما من أهم الأسواق المصدرة للسياحة الي مصر خلال السنوات الاخيرة.


يأتي ذلك على خلفية مايحدث بمنطقة أوروبا التي أثرت سلباً على حركة السياحة العالمية خاصة بعد اعلان عدد من الدول الاوروبية اغلاق مجالاتها الجوية امام حركة الطيران الروسي وهو ما أثر سلبا على حركة السياحة الوافدة الي مصر وذلك بعد ان انخفضت رحلات شركة طيران روسيا الحكومية إلي مطاري شرم الشيخ والغردقة بنسبة 50% خلال الأسبوع الماضي.

يري خبراء ومستثمرو السياحة أن أهم الدول التي يجب استهدافها خلال الفترة المقبلة هي الصين والهند وكوريا الجنوبية إضافة إلي الدول العربية والأفريقية ودول أمريكا اللاتينية نظرا لبعدها عن نطاق الحرب وعدم تأثرها اقتصاديا بهذه الحرب.

أسواق جديدة لجلب سياح

قال الدكتور عاطف عبداللطيف عضو جمعيتي مستثمري السياحة بجنوب سيناء ومرسي علم، أن العاملين بالقطاع السياحي الحكومي والخاص بدأوا فعليا في إستهداف أسواق جديدة لجلب سياح منها بعد الحرب الروسية الأوكرانية.. مشيرا إلي ان أهم الدول التي سيتم أستهدافها خلال الفترة المقبلة هي الصين والهند وكوريا الجنوبية إضافة إلي الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية.

أضاف أن السبب الرئيسي للإتجاه إلي تلك الأسواق هو بعدها عن نطاق الحرب الدائرة هناك وعدم تأثرها اقتصاديا بالحرب بالمقارنة بالدول الأوربية وأمريكا.

حملة ترويجية كبيرة

طالب عبداللطيف وزارة السياحة والآثار ضرورة البدء فورا في تنظيم حملة ترويجية كبيرة لاستهداف سياح من تلك الأسواق لجذب المزيد من السائحين خلال الموسم الصيفي المقبل، لافتا إلي ضرورة حل أزمة الطيران التي تحول دون جذب أعداد كبيرة من السياح لزيارة مصر لاسيما من دول جنوب شرق أسيا.

أوضح أن السياحة العربية هامة جدا لمصر خلال المرحلة المقبلة نظرا لأن السائح العربي من ذوي الانفاق المرتفع، كما انه قادر على تعويض التراجع النسبي في الحركة السياحية الوافدة من أوروبا.. مؤكدا أن مصر ستكون من المقاصد السياحية القليلة المتاحة امام السائح العربي ولاسيما الخليجي نظرا لخطورة السفر حاليا للسياحة بالدول الأوربية في ظل استمرار الحرب واحتمالية ان تتوسع وتدخل أطراف جديدة بها خلال الشهور المقبلة.

الإجراءات السريعة

أوضحت الدكتورة ريم فوزي نائب رئيس لجنة الطيران والنقل السياحي بغرفة شركات السياحة سابقا، أنه سبق لمصر التعرض لمثل هذه الأزمات من قبل.. وبعيدا عن أزمة "كورونا" كانت هناك أزمة الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء وتوقفت بسببها السياحة الروسية والأوكرانية والإنجليزية وأسواق أوروبية أخري لمدة تزيد عن 5 سنوات.. ورغم ذلك فإن السياحة المصرية لم تتراجع إلا بنسبة 25% فقط.. ويرجع ذلك إلي الإجراءات السريعة التي اتخذتها الدولة المصرية والقطاع السياحي.. وكان أهمها تنشيط أسواق أخري واعدة مثل الدول الخليجية وجنوب شرق آسيا ودول مجاورة لروسيا مثل كازاخستان وغيرها بجانب تنشيط السياحة الداخلية من خلال مجموعة مبادرات بمشاركة القطاع السياحي بجناحيه الحكومي والخاص.

طالبت الدكتورة ريم، بضرورة تفعيل نفس الآليات وتوجيه حملات إلي الأسواق المستهدفة ومنها السوق الأفريقية التي نجح الرئيس السيسى في إحداث تقارب معها منذ رئاسته للإتحاد الأفريقي وحتي الآن بالإضافة إلي قرب المقصد السياحي المصري من معظم الدول الأفريقية.. وهنا يأتي دور وزارة السياحة والآثار في ضرورة تفعيل الاتفاقيات المشتركة مع هذه الدول وتسهيل حصول رعاياها على تأشيرات الدخول.

جلب الأسواق الأخري

أكد عمرو القاضي رئيس هيئة تنشيط السياحة أن قطاع السياحة المصري تعرض لأزمات عديدة وفي كل أزمة يخرج أقوي مما كان عليه وفي هذه المرة وإن كانت الأزمة تتعلق بأهم سوقين وافدين لمصر من حيث الأعداد فإن هيئة تنشيط السياحة تستعد لاستقبال الحركة من أسواق أوروبا الغربية بنهاية مارس الجاري ومع أعياد الربيع وخاصة بريطانيا وألمانيا وإيطاليا علاوة على الحركة العربية المعتادة في شهر رمضان وعيد الفطر المبارك كما تقوم الهيئة بتنشيط التواجد في باقي الدول الأوروبية التي تعاود فتح الأجواء بعد استقرار أوضاع المتحور أوميكرون، مثل بيلاروسيا وبولندا ورومانيا.

اوضح القاضي، أن السياحة الداخلية كانت دائما السند القوي لقطاع السياحة سواء النقل أو الفنادق ولذا فمن المتوقع أن تعود السياحة الداخلية في يونيو بعروض جيدة في فنادق شرم الشيخ والغردقة، فيما تعمل وزارة السياحة ممثلة في هيئة التنشيط بالتوازي على جلب الأسواق الأخري التي توقفت لفترة بسبب "كورونا" ومتحوراته.. معبرا عن تفاؤله بالفترة المقبلة في قطاع السياحة الذي واجه أكبر أزماته التاريخية "كورونا" وخرج منها تدريجيا بشكل مذهل.

فتح أسواق جديدة

أما حسام الشاعر رئيس غرفة شركات السياحة السابق فيري أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا لها تأثير كبير جداً على الحركة السياحية لكونهما أكبر سوقين مصدرين سياحة للبحر الأحمر وشرم الشيخ.

طالب الشاعر بضرورة فتح أسواق جديدة وتسهيل التأشيرات لكل أسواق العالم بفتح التأشيرات ومنح التسهيلات لدخول أسواق جديدة.. مع التركيز من الآن على دول أوروبا الغربية في ظل عدم وضوح الرؤية ولا أحد يعلم مدي الحرب بين روسيا وأوكرانيا.. كما طالبً بضرورة التحرك على الأسواق الجديدة والتركيز على أسواق إنجلترا وألمانيا وباقي دول غرب أوروبا لتعويض الخسائر المؤكدة من الكتلة الشرقية.

انخفاضات كبيرة في اشغالات الفنادق

قال جورج غبريال عضو جمعية مستثمري السياحة بمرسي علم، إن شهر مارس الحالي سيشهد بداية الانتعاشة السياحية خلال هذا العام وذلك بعد شهرين عجاف "يناير وفبراير" شهد خلالهما القطاع انخفاضا حادا في إشغالات الفنادق والمنتجعات السياحية بمعظم المدن السياحية المختلفة بسبب تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا وتحوراته أوميكرون مؤكدا أن شهري يناير وفبراير من كل عام دائما حتي في فترة الرواج يكونا من الشهور المتواضعة في إشغالات الفنادق لكنها تعد الأسوأ هذا العام بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا وتوابعه حيث تشهد هذه الفترة انخفاضات كبيرة في اشغالات الفنادق والغاءات من بعض الدول المصدرة للسياحة بالاضافة الي تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.. حيث كانت أوكرانيا تتصدر الحركة الوافدة لمرسي علم خلال الفترة الاخيرة.

أضاف غبريال، أن شهر مارس الحالي شهد عودة أهم الاسواق المصدرة للسياحة الي مرسي علم وهو السوق الايطالي حيث انطلقت الاسبوع الماضي أولي الرحلات السياحية الوافدة من العاصمة الايطالية روما الي منتجعات مرسي علم ثم تتواصل بعدها الرحلات في الزيادة التدريجية لمنتجعات البحر الاحمر.

رفع قيود السفر

أشار عضو جمعية مستثمري السياحة بمرسي علم الي أن بعض الدول الأوربية المصدرة للسياحة إلي مصر بدأت في العودة لحياتها الطبيعية قبل جائحة كورونا كما قامت العديد من الدول الاجنبية برفع قيود السفر التي وضعتها على سفر مواطنيها للسياحة بالخارج وهو ما سيرفع من نسبة الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة المقبلة.. حيث أن أكثر من 75% من إجمالي السياح الذين يزورون مصر يأتون من أوربا.

أضاف أن مؤشرات حجوزات الفنادق ستشهد تحسنا ملحوظا مع بداية شهر أبريل القادم الذي يتزامن مع أعياد "الايستر" في أوروبا.. مشيرا إلي أن القطاع السياحي المصري دائما ما يثبت قدرته على التصدي بكل مرونة للأزمات التي يواجهها والتي كان آخرها أزمة كورونا التي يواجهها العالم أجمع والتي أدارتها الحكومة بحرفية شديدة وأكدت فيها على مساندتها للقطاع السياحي باعتباره القاطرة الاولي للتنمية الاقتصادية والمصدر الاساسي للنقد الأجنبي.

تشكيل لجنة أزمات دائمة

دعا الدكتور وائل عزيز أستاذ إدارة الفنادق بجامعة المنصورة، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، الي ضرورة تشكيل لجنة أزمات دائمة داخل وزارة السياحة تقوم بوضع السيناريوهات المختلفة للمشاكل والأزمات المتوقعة التي قد تواجه السياحة المصرية داخلياً وخارجياً.

تابع، إنه يجب من الآن العمل على إيجاد بدائل لهذين السوقين الهامين، وسرعة تنشيط السياحة المصرية في أسواق جديد، مع ضرورة إزالة كافة المعوقات التي قد تؤثر في عدم وصول السائحين من هذه الدول، وبالتأكيد في مقدمتها عدم وجود خطوط طيران مباشرة، وإنه يمكن تحقيق هذا من خلال الإتفاقيات بالرمز بين مصر للطيران والخطوط الأخري التي تنقل سياح من هذه الأسواق مثل أسواق دول أمريكا اللاتينية أو بعض الدول الأخري في أسواق شرق أسيا.

أضاف، أن السياحة المصرية خلال الفترة المقبلة ستشهد أزمة جديدة نتيجة آثار هذه الحرب متمنياً إنتهاءها خلال الأيام المقبلة، موضحاً أن مد اجلها سيزيد من آلام السياحة المصرية، في ظل أن السوقين الروسي والأوكراني سيشهدان أزمة طاحنة الأول من خلال العقوبات الأقتصادية التي قررها وفرضها المجتمع الدولي على روسيا وفي مقدمتها حظر عبور الطيران الروسي وتحليقه فوق بعض الدول المجاورة، وإعلان عدد كبير من الدول تضامنها إقتصادياً مع هذه العقوبات والتي بالتأكيد ستترك آثراً سلبياً على الإقتصاد الروسي.. أما السوق الأوكراني فسوف يشهد إنخفاضاً كبيراً في إقتصاده على المستوي الداخلي نتيجة لقيام الدولة هناك بإجراء العديد من الخطوات التي من شأنها إعادة إعمار العديد من المناطق التي لحقت بها دمار جراء العمليات العسكرية الروسي.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق