الإبداع إحدى صفات الجمال الفكرى الذى يتمتع به أصحاب القدرات الإبتكارية الفائقة من أبناء هذا الجيل الأكثر تأثرا واستجابة لتطورات ركب الحضارة والتكنولوجيا الحديثة على مختلف المستويات والأصعدة العلمية في دعم مختلف المجالات وخاصة علم البرمجيات ومنظومة شبكات الإلكترونيات المتتحررة والتى لا تكاد تخلو منها أى مؤسسات أو قطاعات حكومية لما لها من أهمية باتت تعتمد عليها فيما تقدمه من خدمات وتسهيلات وضبط لايقاع منظومة العمل اليومي سواء للمواطنين أو طلاب المدارس والجامعات المصرية.
على طريقة الكبار ، بفكر جديد ورؤية ثاقبة تعتمد على المهارات التقنية والخبرات المكتسبة أبدع من خلالها أحد معلمى قطاع التعليم بمحافظة الوادى الجديد فى تصميم برنامج إلكتروني متطور للغاية يستهدف تخزين قدر كبير من المعلومات والبيانات وتسلسل الأرقام بطريقة آمنة وخالية من الثغرات لخدمة العملية التعليمية على جهاز حاسوب صغير بمكتبة مدرسته الإعدادية والذى تطلب عدة شهور قبل أن يحقق المعادلة الصعبة متحررا من قيود الإصدارات النمطية إلى ساحة الجودة العالية ليلقي التحية من زملائه وأعضاء إحدى اللجان الوزارية بعد نجاحه فى تصميم أول برنامج متكامل آليا يلبي احتياجات المكتبات النموذجية نحو آفاق جديدة تسمو بقيمة العمل التعاوني نحو الرقي والتميز المؤسسي.
بوابة الجمهورية ، التقت خيري محمد محمد معلم الدراسات بمدرسة الشهيد عبدالمنعم رياض بقطاع الداخلة التعليمي ، صاحب فكرة ابتكار برنامج تطوير آلية عمل المكتبات النموذجية لأول مرة على مستوى المحافظة ، والذى تم تكريمه أول أمس خلال احتفالية وحدة تكافؤ الفرص بناء على توجيهات إدارة الخدمات التربوية بحضور الدكتور جمال حسن وكيل وزارة التربية والتعليم ولفيف من القيادات التنفيذية والتعليمية والشعبية بالمحافظة ، تقديرا لجهوده وما حققه من نجاح يعد إضافة قوية لمكتبات تعليم المديرية.
يقول خيري محمد ، معلم بمدرسة الشهيد عبدالمنعم رياض الإعدادية ، أن فكرة تصميم برنامج المكتبة الالكترونية الحديث تعتمد على تحويل المكتبات المدرسية إلي كيان إلكتروني متكامل في الأعمال المختلفة الخاصة بها ، والذى يشمل طباعة التقارير وغيرها من المطبوعات من خلال البرنامج مما يؤدي إلي توفير الوقت والجهد والحصول علي نتائج دقيقة للغاية وخاصة فيما يتعلق ب( تسجيل الكتب ، المترددين ، الإستعارات ، الجرد ، تفعيل البرامج الثقافية المكتبية ، طباعة بطاقات الفهرسة المختلفة الخاصة بالكتب ).
أوضح محمد ، أن آلية عمل البرنامج بسيطة للغاية بدءا من تسجيل بيانات المستفيد ( الطلاب ، المعلمين) وطباعة الكرنيهات الخاصة لكل مستفيد والتى تحمل أسم المستخدم وكلمة المرور والباركود الخاص به ، فضلاً عن احتوائه شاشة دخول رئيسية عن طريق البرنامج مقسمة إلي ( دخول اخصائي المكتبة ، المستفيد ) ، مضيفا أن الأمر لا يتطلب سوى قيام الإخصائي بإجراء العمليات المختلفة على البرنامج عن طريق تسجيل وجرد وقبول استعارات وطباعة تقارير فيما يقوم المستفيد بالبحث عن الكتب وحجز أو استعارة الكتاب.
وتابع أن أبرز مزايا البرنامج التى ينفرد بها عن غيره من الإصدارات السابقة خلوه من الأخطاء الواردة عند تسجيل بيانات الكتاب عبر شاشة التسجيل فى سهولة ويسر ، مع إمكانية البحث والتعديل علي بيانات الكتاب إذا تطلب الأمر بيانات تتعلق ب( فروع المعرفة ، الرقم العام ، الرقم الخاص ، العنوان ، الموضوع ، المؤلف ، المادة ) ، فضلا عن تسجيل بيانات الطلاب والمعلمين وطباعة كرنيه المستفيد حتى يتمكن من خلالها الاستعارة والتردد علي المكتبة وقتما يشاء.
أكد المبتكر ، إبن قرية القصر ، أن مسابقة المكتبة النموذجية كانت بمثابة الدافع لدعم مدرسته بما تحتاجه من برنامج يتيح خدمة الباركود للكتب ( وهي طباعة باركود يوضع علي الكتاب يتم من خلاله تنفذ العمليات المختلفة علي الكتاب : الإستعاراة – الجرد – البحث – طباعة البطاقات ) بجانب تسهيل أعمال الفهرسة للكتب واعداد بطاقات تلقائية دون تدخل من مدخل البيانات ، وما إلى ذلك من تسجيل الاستعارات وطباعة التقارير والاحصاء الشهرى للإستعارت ، بجانب عمل الجرد السنوي للكتب وطباعة الاحصاء العام للكتب يوميا ، موجها شكره وتقديره لإدارة الخدمات التربوية بالداخلة ووكيل التعليم بالمحافظة لما يقدمون من دعم غير مسبوق لتنمية مهارات الابتكار وتحويل الأفكار إلى واقع يحقق أهداف التنمية المستدامة والإستقرار التعليمي.
صرحت هدى سنوسي مدير عام إدارة الخدمات التربوية بإدارة الداخلة التعليمية ، أن تكريم المبدعين من أبناء منظومة التعليم فى المحافل والمناسبات التى يجرى تنظيمها على مستوى المديرية يتم فى إطار تشجيع ماهية الإبتكار ودعم مسيرة التنمية البشرية نحو تطوير الأداء والإرتقاء بمستوى العمل لخدمة الطالب والعملية التعليمية بما يتلاءم ومسايرة تطورات العصر الحديث تشمل كافة المجالات والتخصصات المهنية كالوثائق والمكتبات النموذجية وغيرها بالمدارس.
أضافت سنوسي ، أن الأيام القليلة الماضية شهدت أعمال تقييم مكتبة مدرسة الشهيد عبدالمنعم رياض الإعدادية بقطاع تعليم الداخلة على مستوى الجمهورية فى مسابقة المكتبات النموذجية والتى تضم قطاعات أسيوط ، المنيا ، والفيوم ، على أن يتم إعلان النتيجة عقب إنتهاء أعمال اللجان الوزارية من تقييم كافة المكتبات ميدانيا خلال الشهر الجاري ، فيما يتعلق باستيفاء شروط المطابقة من حيث "الفهرسة" النموذجية وآلية البحث والاستعارة اليومية بواسطة تحميل جميع الكتب على منظومة مبرمجة على جهاز الحاسب الآلي تيسيرا على الطالب والمشرف بما يحقق أهداف العمل وتسهيل مهام عملية البحث والتسجيل الآمن وصولا إلى مختلف الكتب إلكترونياً دون معوقات أو أخطاء مستقبلا.
أعربت مدير إدارة الخدمات التربوية عن سعادتها باشادة أعضاء اللجنة الوزارية أثناء متابعة تقييم مكتبة الشهيد عبدالمنعم رياض ، حول نتائج تصميم برنامج متطور للغاية تم تصميمه عن طريق أحد معلمى مادة الدراسات الاجتماعية ، والذى نجح فى ابتكاره بعد إجراءه بعض التعديلات الجذرية والتى استغرقت مدة ٣ شهور من الجهد الشاق والاختبارات النسقية لضمان مستوى الأداء والكفاءة العملية ، مشيرة إلى ما يتمتع به البرنامج الالكترونى من مزايا متتعددة وقدرات فائقة عالجت ثغرات الإصدارين الثاني والثالث بدون أخطاء تطبيقية ، وهو الأمر الذى ساهم بشكل كبير في إنجاز عمليات البحث والفهرسة بجودة عالية ونظام آمن كليا ، موجهة شكرها للمبتكر خيري محمد يوسف معلم الدراسات بمدرسة الشهيد عبدالمنعم رياض مصمم البرنامج كإضافة لمكتبات تعليم الداخلة ، لافتة إلى أنه من المقرر مشاركته إحدى المؤتمرات الثقافية بالتنسيق مع الجمعية المصرية للمكتبات لعرض مزايا مشروعه خلال الفترة المقبلة.
اترك تعليق