هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

دموع وكبرياء

بقلم الأديبه- فاطمه مندى
فى قاعة الأفراح وقف بعيدا، يسند جزعه على الحائط، شارد الذهن زائغ العينين، ينظر هنا وهناك، نظرات بلا هويه بلا مسمى، فى إنتظار رؤيتها تطل عليه دالفة إلى القاعه, منتظراً ليرى وقع رؤيتها على قلبه مرة أخرى، نفسه تحدثه لقد باعدت بيننا ظروف قهريه، وأنفصل كلانا عن الأخر. _x000D_ _x000D_ عقله يردد على مسامعه مقولة أمه له إنها لا تصلح لك، إنها تعاندك, قلبه يهتف معترضاً إنها كانت عبير أزهارى، نسمة صيفى ،أمواج أنهارى الثائره،كانت خضرة بساتينى، لحن كلماتى، بلسم جروحى ،بسمة ثغرى, لقد فرقوا بيننا بكلمات هادمه، وضعفى أمام رغبات والدتى هى من أضاعتها من يدى. _x000D_ _x000D_ دلف العقل باب الذكريات يتلمس منه عبق شذاها، ويتذكر لقائه الأول لها عندما رأها فى أحد أفراح أقاربه، وكانت تمر من أمامه تتهادى كالنسيم، بقوام فاره ممشوق، وجمال أخاذ لكل المقالى الناظره إليها، ولفت انتباهه سلام والدته الحار لها ولوالدتها، وظل بنظره يتابعها فى كل تحركاها، الى أن طلبت منه والدته رأيه فيها، وأعلن عن إعجابه الشديد لها. _x000D_ _x000D_ وفى عدة أيام تمت الخطبه على عجل، وتقرب منها بحذر عملا بكلام والدته إليه، وأحبها حبا لم يعرفه من قبل، ولكنه لم يظهر لها هذا الحب أبدا, بل العكس كان دائما يظهر لها أنه لا يبالى،لا يهتم، وكان يعلم تماما أنها تعشقه، تهواه، تتمنى رضاه، وهى تعلم أنه لا يبالى, وكان يستشيط غيظا كلما تذكر أن جميع أصدقائه الذين حضروا حفلة خطوبته، كانوا يسترقون النظر إليها، من شدة جمالها، ووقف يراقب نظرات الحضور إليها, وقلبه يعتصر غيره، والعرق الصعيدى بداخله ينتفض ويحتج, ويتجول بذاكرته ويرى نفسه، كم كان يضايقها بكثرة غيرته، ويرى كم كان يتعمد أهانتها, نزولاً إلى رغبة والدته أن أكسر أنفها. _x000D_ _x000D_ ووصل إلى نهاية علاقته بها على صوت هاتفه، ووجدها تخبره أن كل شئ قسمه ونصيب، بعد مشاده كلاميه بينهما, أهانها وكانت إهانته كالحراب التى أودت بحياة الحب بداخلها إلى مثواه الأخير وكانت المحادثه هى أخر فصول الخطبه._x000D_ _x000D_ انتبه فرأى من بجواره ينظر بإهتمام وفضول، نظر فى نفس الإتجاه ، فوجد قلبه يخفق بشده، وحرقه، وجع يعتصره كسكين حاد قد استقرت بداخله، عندما ، وجدها دلفت من باب القاعه، تتأبط ذراع رجل غيره ، وفهم أنه خطيبها، ولم يتحمل رؤيتها بصحبة غيره فأنطلق خارجا بعيدا عن أقاربه الذين يعرفون قوة حبه الذى قتله بداخله, وظل فى الخارج يعفر سجائره تعبيراً عن بركان الغضب وثورة المشاعر الذى أعلنت الإحتجاج على مر الواقع ، وذبح القلب وهو مازال غض غرير. _x000D_ _x000D_ قرر الدلوف إلى القاعة مرة أخرى، فوجدها أمامه ، تسمر فى مكانه، نظر إليها يستعطفها بعينيه، نظرت بدورها، نظرة عتاب وشوق، وكبرياء وحب، لقد اخبرته عينيها ، بشوقها إليه ، معاتبه تصرفاته، وذبحه لكرامتها، على عتبة كبريائه وسخريته._x000D_ _x000D_ جاء الخطيب ورائها بعد سلامه على أحد أصدقائه، صحبها وذهب إلى القاعه، ثم خرج مرة أخرى ينظر إليها وهى تغادر، ليودعها بعينين دامعتين ورآها تتأبط خطيبها بذراع ، وبذراعها الأخر تمسح دموعها, حتى اختفت عن نظره._x000D_ _x000D_ انزوى جانبا يمسح قطرات الدموع المنزلقه من مقلته رغما عنه، ولم يمنعه كبريائه أن يمسك قطرات دموعه، فبرغم كبريائه قد نزلت دموعه مودعه إياها فى مشهد جنائزى أقشعر له بدنه.




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق