اختلفت شدة الردود الغربية على العملية الروسية من حيث الإدانة للعمل الذي اعتبروه كارثيًا، ففي أقوى تصريحٍ على الهجوم، قال جوزيب بوريل منسق السياسية الأوروبية، إن بوتين أدخل أوروبا في ظلام دامس، لم تدخله منذ الحرب العالمية الثانية، بينما اعتبرت الولايات المتحدة، إن روسيا هي "وحدها هي المسؤولة عن القتل والدمار" الذي سيجلبه عملها العسكري في أوكرانيا، وفقًا لبيان أصدره الرئيس الأمريكي جوبايدن، وفق ما ذكرت صحيفة ذا واشنطن بوست الأمريكية.
ماكرون: الكرملين هز السلام.. ستكون هناك عواقب طويلة الأمد
وقال البيان الأمريكي لبايدن :أن "الرئيس بوتين اختار حربا مع سبق الإصرار ستؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح ومعاناة بشرية. ... سيحاسب العالم روسيا". كما تحدث بايدن مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مكالمة هاتفية، وصف خلالها الزعيم الأمريكي أنشطة بوتين العسكرية بأنها " غير مبررة".
وردًا على ذلك، طلب زيلينسكي بأن يتحدث زعماء العالم ضد "العدوان السافر" لروسيا، وتعهد بايدن بأن الولايات المتحدة وحلفاءها سوف ينسقون ردودهم بطريقة "موحدة وحاسمة". وحث الرئيس الأوكراني زيلينسكي المواطنين المستعدين للدفاع عن البلاد.
من جانبها، قالت المفوضية الأوروبية إن عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة ستضر بالاقتصاد الروسي بشدة وستقوض قاعدتها الصناعية. ووضع الناتو أكثر من 100 طائرة حربية في حالة تأهب، حيث قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج إن الجيش سيعزز قواته على جانبه الشرقي، لكن ليس لديه أي خطط لنشر أي قوات في أوكرانيا.
وقال ستولتنبرج: "روسيا تستخدم القوة لمحاولة إعادة كتابة التاريخ ... ليس لدينا خطط لإرسال قوات الناتو إلى أوكرانيا. ما نفعله هو دفاعي". أضاف رئيس حلف الناتو إن "العمل الحربي الوحشي" حطم السلام في أوروبا، وانضم إلى جوقة من زعماء العالم الذين شجبوا الهجوم ، الذي قد يتسبب في خسائر فادحة ، وإسقاط الحكومة الأوكرانية المنتخبة ديمقراطيًا ، وقلب النظام الأمني بعد الحرب الباردة".
بدأت دول أوروبا الوسطى الاستعدادات لاستقبال الفارين من أوكرانيا. وقال مصدر إن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سينقل نهائي دوري أبطال أوروبا من سان بطرسبرج. وخرج رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في خطاب مسجل، معلنًا تضامنه الكامل مع أكرانيا، ومعتبرًا إن بوتين اختار إراقة الدميا، ومدينًا الغزو الروسي، بينما قامت وزيرة خارجيته بطرد دبلوماسي روسي من لديها.
أدان المستشار الألماني أولاف شولتز، التصعيد الروسي، ودعى بوتين إلى وقف فوري للهجوم الذي شنه، الذي اعتبره انتهاك فاضح للقانون الدولي.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن "قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تنفيذ عمل عسكري ضد أوكرانيا يعني أنه اختار هز السلام بأوروبا كما لم يحصل منذ عقود، وستكون هناك عواقب طويلة الأمد".
وأضاف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في "خطاب للأمة" تناول العملية العسكرية الروسية الجارية في أوكرانيا: "رغم جهودنا الحرب باتت هنا، وسنجيب على هذا التحرك الروسي بوحدة وحزم وبلا ضعف".
وشدد بأن "العقاب سيكون موجعا على روسيا اقتصاديا عسكريا وفي مجال الطاقة، وسنتخذ قرارات في اجتماع الـ"جي 7" وسنطالب روسيا بإجابات أمام مجلس الأمن"..وأكد: "سنستهدف موسكو بعقوبات غير مسبوقة تتناسب مع حجم فعلتها" مشيرا إلى أن: "ما حصل في أوكرانيا منعرج في تاريخ القارة الأوربية".
اترك تعليق