فتحت قضية طبيب الكركمين ملف العلاج بالأعشاب من جديد وخطورة الوصفات العشبية غير المصنعة أو التي يتم تصنيعها بعيداً عن الشركات المتخصصة وغير المعتمدة من وزارة الصحة علي حياة المواطنين خاصة وأن الأمر قد يصل لتدمير اعضاء وأجهزة حيوية في الجسم بشكل كامل أو حتي الوصول للوفاة.
"الجمهورية أون لاين" ناقشت القضية مع الأطباء والمتخصصين اتفق الجميع علي أنه ليس من الضروري أن كل ما هو طبيعي يعني الأمان التام.
قالوا أن التداوي بالأعشاب يمارس علي نطاق واسع في ظل الممارسات غير المقننة والبعيدة عن الرقابة واشراف وزارة الصحة مما يسبب ضرراً ومضاعفات صحية متعددة.
اكدوا أن الأعشاب لها تفاعل كيميائي اذا تم استخدامها مع الأدوية ولابد من استشارة الطبيب قبل تناولها فالصحة ليست حقل تجارب.
د.علاء إسماعيل عميد معهد الكبد سابقاً يشير إلي خطورة الخلط بين دور الصيدلي والطبيب فليس من حق الصيدلي علي الاطلاق اعطاء أي وصفة طبية أو أدوية بدون الروشته الطبية وبعد اجراء الفحص الطبي.
للأسف نعيش حالة من الفوضي في منظومة العلاج تستوجب المزيد من الضوابط خاصة اذا تعلق الأمر بالصحة وحياة المواطن.
اضاف أن قضية العلاج بالأعشاب من القضايا الشائكة والقديمة والتي نعاني منها كاطباء خاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التي فتحت المجال امام غير المتخصصين للترويج عن منتجات مجهولة المصدر وهذا الأمر لا يحدث إلا عندنا فالعالم كله يمنع هذا الأمر ولا توجد دولة تستخدم الأعشاب بهذا الشكل العشوائي فالصحة ليست حقل تجارب.
قال أن الاعشاب بها مواد ضارة واخري مفيدة واذا تم استخدامها دون التصنيع الطبي تؤدي إلي المزيد من الاضرار الصحية وهذا بالفعل ما حدث مع الكثيرين من مرضي فيروس C قبل اكتشاف العلاجات الحديثة التي تستخدم الآن فقد كان المرضي يلجأون للتداوي بهذه الأعشاب مما ادي لعدم شفائهم وتدهور الحالة الصحية.
طالب وسائل الاعلام بمحاربة كل الاساليب والاشكال غير العلمية والتصدي لمن يقدم أية أدوية حتي لو في علاج أي أمراض بسيطة لأن المريض بطبعه فريسة سهلة لمن يروج لأي دواء نظراً لضعف الثقافة الصحية من ناحية والرغبة في الشفاء السريع من ناحية اخري.
د.أميمة الدهشان استاذ بصيدلة عين شمس قالت أن أي دواء لابد أن يمر بتجارب وفقاً لمنهاج البحث العلمي المتعارف عليه في العالم كله وينطبق نفس الأمر علي النباتات التي تستخدم في الأغراض الطبية أو مكمل غذائي.
موضحة أن العلاج بالاعشاب سلاح ذو حدين وينبغي أن يكون تحت اشراف طبي نظراً لوجود خطورة في استخدامها مع بعض الأدوية أو اذا تم تخزينها بطريقة سيئة تؤدي لنمو فطريات تؤدي لمشاكل صحية خطيرة.
اشارت إلي أن المادة الفعالة لابد أن يكون استخدامها بنسب محددة نظراً لأن نفس العشب يختلف من بلد لآخر في المواد الفعاله الموجوده فيه.
أكدت علي أهمية وجود مزارع متخصصة خاضعة للرقابة والاشراف خاصة الأنواع المستخدمة في العلاجات وذلك علي غرار الصيدلية العشبية الموجدوة في بعض البلدان مثل الصين التي تمتلك مزارع ومعامل ومراكز ابحاث لانتاج أدوية مصنعة بالكامل من الأعشاب أما ترك الأمر بين الأفراد فهو أمر خاطئ لان التصنيع عملية معقدة وتحتاج لامكانيات ومعامل وأجهزة وباحثين.
كما أن تحضير ماده الكركمين علي سبيل المثال ليس بالسهل لأنه عبارة عن عدة مواد وهنا لا يستطيع أي شخص غير متخصص التعامل معه بطريقة علمية.
اوضحت العلاج بالأعشاب يحتاج لفحص حالة المريض لتحديد الجرعة المناسبة والوحيد المختص هو الطبيب المعالج الذي يمتلك الخبرة ولديه ملف كامل عن حاله المريض الصحية فالمريض المصاب بأكثر من مرض مثل السكر والضغط لا ينبغي أن يعالج بنفس الاعشاب التي يعالج بها مريض مصاب بالسكر أو الضغط فقط ففي العشب الواحد مادة قد تخفض السكر واخري تساعد في ارتفاعه حسب طريقة استخلاص واستخدام المادة.
قالت من الضروري أن يكون لدينا الوعي والثقافة في استخدام الاعشاب حتي في طهي الطعام ولا يترك الأمر دون ضوابط حتي لا تصل إلي مرحلة الضرر فعلي سبيل المثال الافراط في جوزة الطيب يؤدي إلي مشاكل في الجهاز العصبي كذلك القرنفل يسبب اوديما في الرئة والعرقسوس الافراط فيه يساعد علي ارتفاع ضغط الدم وخفض نسبة البوتاسيوم الجنزبيل ايضا كثرة استخدامه يسبب سيولة في الدم وكذلك الكركم يسبب زيادة في حصوات المرارة.
لكل هذه الأسباب نؤكد علي أهمية ان يكون الأمر كله بين يدي الطبيب ولا يجب مطلقاً الاعتماد علي الاعشاب في علاج الحالات المتقدمة من أي مرض.
د.محمود عمرو استاذ الطب المهني والبيئي ومؤسس المركز القومي للسموم بكلية طب قصر العيني طالب بعدم الاستماع لأي نصائح طبية أو وصفات علاجية من الاعشاب وغيرها إلا من الطبيب المختص وكذلك عدم شراء أي أدوية إلا من خلال الصيدليات المرخص لها ببيع الدواء.
اضاف أن العلاج بالأعشاب بواسطة غير المتخصصين كارثة بكل المقاييس تعيدنا للوراء بل سوف تزيد من عناء ومتاعب المريض لعدم الشفاء أو لتدهور حالته المرضية بجانب أن الاختلاط غير المدروس بين مجموعة من الأنواع تؤدي إلي مضاعفات متعددة مثل التسمم وصعوبة التنفس.الأوعية الدموية والكلي والقلب و غيرها من أجهزة الجسم بل قد يصاب مبكراً بتدمير هذه الأجهزة.
جسم الانسان عبارة عن تروس واصابة أي جزء سوف يدمر ويصيب الأجهزة الاخري فليس من الضروري أن كل ما هو طبيعي يعني الأمان التام وكل الدلائل تشير إلي أن هناك بعض أنواع من الاعشاب لها اثار سلبية وهذا ما اكدت عليه الابحاث والدراسات وكبري المجلات العلمية في مختلف انحاء العالم.
د.إيناس إبراهيم عضو لجنة الصحة بمجلس النواب أوضحت أنها قدمت طلبات احاطة لوزارة الصحة والأجهزة المعنية لأن عمليات النصب والتلاعب بصحه المواطنين من خلال الفقرات الطبية مدفوعة الأجر التي يتم بثها عبر الفضائيات امر كارثي يهدد منظومة العلاج والصحة. ولابد من عدم اتاحة المنابر الاعلامية لبث المعلومات الطبية أو الترويج عن العلاجات المختلفة مثل الاعشاب والعسل وغيرها بواسطة اشخاص غير متخصصين.
اضافت من الضروري تفعيل القانون الخاص بمنع الاعلان عن الأدوية إلا بعد تسجيلها فمنذ 2016 تم الانتهاء من القانون ولكن حتي الآن لم تضع وزارة الصحة اللائحة التنفيذية.
قالت توجد لدينا نسبة كبيرة من غير المتعلمين ومصابين بأمراض خطيرة مثل السرطان وهؤلاء يبحثون عن أي علاج يساعدهم علي الشفاء وهم ايضا يقعون فريسة للممارسات الطبية غير المقننة واغلب هذه الحالات تصاب بفشل كبدي أو كلوي يؤدي إلي الوفاه.
اكدت انه لا ينبغي أن يعالج طبيب الأورام مرضي القلب فكل طبيب يعمل وفق اختصاصه فهل يعقل أن يترك الأمر للهواه والنصابين وتجار الصحة.
قالت أن الاعشاب الطبية بما تحتوي من مواد فعالة لكن لها تفاعل كيميائي قد يكون مخالف لأي دواء آخر يتم تناوله بجانب الاعشاب ولابد من استشارة الطبيب قبل القيام بتناول اي عشب ظناً بأنه يحسن من عمل الدواء.
د.عاطف عبدالحميد استاذ الأوعية الدموية بطب عين شمس.. قال أن الخطورة في هذه العلاجات لها شقان الأول أن المروجين لها ليسوا متخصصين والامر الثاني المكان الذي يتم فيه التصنيع.. فاي منتج دوائي لابد أن يكون من خلال المصانع والشركات الكبري التي تقوم بتقرير النسب والجرعات المناسبة بعد قيامها باجراء الابحاث والدراسات حول جدوي وفائدة اي نوع عشبي.
اشار إلي اصابة الكثيرين بحالات التسمم بسبب تناول هذه الاعشاب دون استشارة الطبيب المعالج خاصة وأن الساحات الاعلانية اعطت الفرصة لانصاف المتعلمين وغيرهم لعرض منتجات دوائية وطرح ارائهم في اهمية استخدامها وشفائها للكثير من الأمراض الخطيرة مثل السرطان والسكر والكلي والكبد علي الرغم من خطورتها علي هؤلاء المرضي مطالباً بضرورة تفعيل القوانين الخاصة بشأن تنظيم الاعلانات عن اية منتجات أو خدمات طبية.
اترك تعليق