قضية الوعي من القضايا المهمة لأي مجتمع يريد أن ينهض في جميع مناحي الحياة وهو السلاح الرئيسي والذي من خلاله نستطيع الحفاظ علي مكتسبات ونجاحات الدولة. ودائماً ما ينادي الرئيس السيسي بأهمية زيادة الوعي للحفاظ علي الإنجازات التي تحققت خلال السنوات القليلة الماضية.

فمن خلال الوعي نستطيع مواجهة منصات التزييف المتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي والتي معظمها يروج للشائعات والأكاذيب وبث السموم في عقول الأجيال الجديدة.

أكد الخبراء أن الوعي قضية أمه ويحتاج تضافر كل الجهود الحكومية وغير الحكومية من هيئات ومؤسسات وجمعيت أهلية بحيث تكون المواجهة تشاركية مع أهمية إبراز دور الإعلام حيث إنه يمتلك الأدوات والوسائل لنشر الوعي ومواجهة الأكاذيب. ولهذا نقول لا بد من مواجهة الفكر بالفكر.

د.حسن سلامة.. أستاذ العلوم السياسية بمركز البحوث الاجتماعية

أول أدوات بناء الوعي.. الالتزام بنصوص القانون

ضرورة إيجاد مساحة بين الدولة والشعب للمناقشة والحوار المجتمعي

أفاد د.حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ان قضية الوعي أيضاً مرتبطة بحجم الإنجاز المتحقق علي مستوي الدولة ككل وذلك يفيدنا في معرفة الناس لأن الأدوات التي تستخدم لهدم الدول أو لتبديد استقرار الدول هي أدوات فكرية في الأساس من خلال نشر وعي زائف والمعلومات المغلوطة إلا وهي الشائعات حيث إن معرفة الناس بحجم الإنجاز المتحقق يحقق ما يعرف بالحكم الرشيد "الحوكمة" التي تتضمن فكرة الشفافية وتتضمن فكرة المُساءلة حيث ان في اطار زمني معين تستطيعين مُساءلة الاشخاص الذين قالوا إنهم سيحققون إنجازاً في خلال مدة زمنية معينة وبالتالي يصبح هذا الإنجاز حقيقة واقعة علي الأرض خاصة الاهتمام بجميع الفئات العمرية خصوصاً الشباب وتأهيلهم لتولي القيادة وتمكينهم في مواقع تنفيذية حقيقية وكل هذا مكون أساسي في بناء الوعي في المقابل الناس يجب ان يكون لديهم استعداد لبناء الثقة بينهم وبين الدولة في الفترات السابقة.

أضاف كان هناك فجوة بين الشعب والدولة نتيجة لصراعات علي المصالح أما الآن فيشعرون كأنهم في كفة واحدة أو في سفينة واحدة وذلك يوكد وجود الثقة لأن استقرار الدولة من استقرار المجتمع والعكس صحيح ولا بد من وجود مساحات مشتركة ومتقاطعة بينهم حتي يستطيعون ان يحققوا الهدف المشترك بينهم إلا وهو ضمان الحفاظ علي الدولة الوطنية كمكون أساسي ووعاء أساسي للمواطنين جميعاً علي قدم سواء.
 
أشار إلي أن عملية بناء الوعي تستلزم الالتزام بالقانون بمعني ان يكون هناك تطبيق حقيقي للنصوص الدستورية الخاصة بالمساواة أمام للقانون الكل أمام القانون سواء ينتج عن ذلك وجود الثقة في المجتمع مما يترتب عليه وجود الوعي لاننا في مرحلة بناء سوف نجني ثمارها في المرحلة القادمة والأجيال القادمة تنتظر عائد متوقع واننا لم نجر علي حقهم لصالح الأجيال الحالية "فكرة التنمية المستدامة" لوجود المساحة بين طرفين الدولة والشعب من طرف الدولة بانها تستمع إلي آراء االمواطنين بصورة موثوق فيها في المناطق المختلفة في الآراء الحيوية وأيضاً ان تخضع الدولة إلي ما يسمي بالحوار المجتمعي انه سيتم مشاركة الشعب في المناقشة والتعليق علي السلبيات والإيجابيات.

أوضح أنه من ناحية أخري المؤسسات المجتمعية خاصة الجمعيات الأهلية عليها دور مهم حيث إن الإطار التشريعي تطور واعطي لهم ماحة من التحكم كبيرة وأيضاً لديهم مصداقية كبيرة فضلاً يمكن ان نقوم بذلك من خلال اللقاءات والزيارات للإنجازات المتحققة.

د.حسن علي.. عميد إعلام قناة السويس السابق

علينا خلق جيل قادر علي مواجهة الشائعات والأكاذيب

أكد د.حسن علي أستاذ الإذاعة والعميد الأسبق بكلية الإعلام جامعة السويس ان قضية الوعي تمثل أهمية كبري ومن ثم يجب علي جميع الوزارات العمل لزيادة الوعي وخلق جيل قادر علي مواجهة الشائعات والأكاذيب التي يروج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف خلق حالة من عدم الاستقرار وزعزعة الأوضاع.

أوضح أن الوعي لا يقل أهمية عن أي محور من المحاور التي تعمل عليها الدولة في خطة التنمية بدون وعي يسهل تزييف العقول وتزييف الواقع ونشر شائعات مغرضة وأكاذيب خاصة في ظل ما نشهده من مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ووسائل التكنولوجيا الحديثة وكيف تعتمد بعض الفئات علي ذلك في الترويج لأفكار دخيلة علي المجتمع المصري بل والسعي لتشويه أي إنجازات تقوم بها الدولة المصرية والمشروعات القومية.

أضاف لا بد ان يتم الرد الفوري والسريع علي جميع الشائعات ويتم اتباع منهجية رائدة في التعامل مع حروب الجيل الرابع من الشائعات وأن السنوات السابقة الأعلي في انتشار الشائعات وهذا يؤكد أنه كلما زاد حجم الإنجاز نجد الشائعات والأكاذيب.

د.سهام فوزي.. أستاذ العلوم السياسية بجامعة المستقبل 

مواجهة الفكر.. لا تكون إلا بالفكر

المسئولية مجتمعية مشتركة.. وليس لمؤسسات الدولة فقط

أفادت د.سهام فوزي أستاذ العلوم السياسية بجامعة المستقبل أن قضية الوعي تمثل أحد القضايا المهمة التي تغيب عن الشعب المصري حتي تتغير معتقدات ومفاهيم خطأ أصبحت غريزة في الإنسان فهذه القضية مجتمعية ومسئولية مشتركة بين كل مؤسسات الدولة وكل والوزارات والأحزاب والجمعيات الخيرية والإعلام حتي نصل لرقي فكري يروسوا بنا علي شاطئ الجمهورية الجديدة التي نشاهد معالمها الآن حتي نسمو ونحافظ علي الخدمات والمشروعات التنموية والخدمية التي تنفذها الدولة في جميع المحافظات.

أضافت أنه مع اهتمامات الدولة الكبيرة خلال الفترة الأخيرة بهدف مواجهة الفكر بالفكر والتحديات تعمل الدولة علي تحقيق مستهدفات التنمية الشاملة التي تشتغل عليها القيادة السياسية عبر دعم قدرة الموازنة العامة للدولة في مواجهة متطلبات التنمية والنهوض بحياة المواطنين وهو ما يتطلب وعي من المواطنين بما تقوم به الدولة في مجالات التنمية في ظل موارد محدودة ومتطلبات كبيرة.

أشارت إلي أن الوعي أصبح قضية أمن قومي تمس المواطن والدولة سواء بتجديد الخطاب الديني أو بالتوعية الحقيقية تجاه القضايا المجتمعية أو باطلاق الأعمال الفنية الهادفة التي ترمي إلي بناء وعي المصريين بهدف تصحيح المسار لبعض الأفكار التي قد تكون خاطئة.

أوضحت أن اهمال المؤسسات المسئولة عن صناعة الوعي وترك المجال مفتوح أمام الجهات ووسائل الإعلام التي تستهدف سواء بشكل مقصود أو عفوي تزييف وعي المواطن المصري الأمر الذي خلق حالات من عدم الانتماء والفكر المتطرف في العديد من الأمور والقضايا ونواجه وعي المواطن بالتحديات التي تواجه مصر في سعيها للاستقرار والتنمية هو صمام الأمان لمشاركته الفعال لمواجهة هذه التحديات وحائط الصد الرئيسي أمام أي محاولات معادية من دول ومؤسسات ومنصات إعلامية تسعي لهز وضرب الاستقرار في الوطن.

أكدت أن قضية الوعي مسئولية مجتمعية مشتركة وليس لمؤسسات الدولة فقط إلا أن الإعلام يضطلع بالدور الأكبر في هذه القضية لأنه يتملك من الأدوات والوسائل التي تؤهله في رفع الوعي لدي المواطنين وتبصيرهم بابعادها الهدامة وفي السنوات الماضية كانت الأسرة تهتم بالقراءة واقتناء الكتب وكان هناك حرص علي قراءة الصحف اليومية أما الآن فكل العقول متاحة وأصبح من السهل أن يوضع فيها أي أفكار.

د.سوسن فايد.. أستاذ علم النفس السياسي بمركز البحوث الاجتماعية:

الطفرة الكبيرة لوسائل التواصل.. سهلت كثيراً من عمليات تزييف العقول

لا بد من إدراج بند خاص بالتوعية في الموازنة العامة.. لأنها قضية استراتيجية

قالت د.سوسن فايد أستاذ علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن قضية الوعي تمثل أهمية كبري في الوقت الراهن خاصة في ظل التحديات الداخلية والخارجية وفي ظل الطفرة الكبيرة في استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل وأصبح من السهل تزييف العقول حيث أصبحت هذه المواقع سلاح ذو حدين تستخدم للترويج للشائعات والأكاذيب مما يعني أنها بمثابة منصات تزييف العقول والترويج للشائعات والأكاذيب وبث السموم في عقول الأجيال الجديدة.

أشارت إلي أن القيادة السياسية أدركت أهمية نشر الوعي والتسويق للمعرفة ونادي رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة بأهمية الوعي وأن بناء أجيال قادرة علي صنع مستقبل أفضل يتوقف علي العقول المستنيرة الواعية ومن هنا جاءت أهمية الوعي. مؤكداً أن قضية الوعي غير قاصرة علي وزارة بعينها ولكنها مسئولية تشاركية بين العديد من الوزارات والهيئات ومؤسسات الدولة.

أوضحت أهمية إدراج بند خاص وجديد في الموازنة العامة الجديدة خاص بالتوعية واعتماد مخصصات مالية لنشر الوعي والتثقيف والتوعية والتسويق للمعرفة خاصة أن الوعي لا يقل أهمية عن القضايا الاستراتيجية والمحورية المهمة

د.عبدالرحمن عبدالعال.. أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف:

دور كبير للإعلام.. لأنه يمتلك الأدوات والوسائل

الوعي يجعل الإنسان قادراً علي التمييز بين الشائعة والحقيقة

أوضح د.عبدالرحمن عبدالعال أستاذ مساعد بكلية السياسة والاقتصاد بجامعة بني سويف ان قضية الوعي لها تأثير كبير في بناء المجتمعات حيث إنه من خلال الوعي نقدر علي بناء ثقافة جيدة قادرة علي التكيف مع متغيرات الواقع إذا كانت اقتصادية أو اجتماعية أو حتي التكيف مع متغيرات القيم.

أضاف من ناحية أخري ان موضوع الشائعات هو المشكلة الأكبر التي قد تهدد الأمن القومي لكبري الدول فمن خلال الوعي يستطيع المواطن ان يميز ما بين الشائعة والحقيقة إذا كان لديه وعي كافي بالتالي يمثل أهم ضمانة وتعتبر حائط صب لعدم زعزعة الاستقرار في الدولة.

أشار إلي أن وجود وعي عند المواطنين يستطيع من خلاله تفهم  ما تقوم به الدولة من إصلاح أو تبني أراء وان يتفاعل جيداً فيما يدور حوله.

قال إن نشر الوعي في المجتمعات النامية يكون أصعب من الدول الأخري ويحتاج إلي جهد أكبر من قبل أجهزة الإعلام وذلك بسبب الأفكار الخاطئة التي ترسخت في اذهان المواطنين وأن هناك تحديات جمة تواجه الدولة المصرية في تحقيق مستهدفات التنمية الشاملة التي تعمل عليها القيادة السياسية ممثلة في الرئيس السيسي عبر دعم قدرة الموازنة العامة للدولة في مواجهة متطلبات التنمية والنهوض بحياة المواطنين الأمر الذي يتطلب واعياً جماهيرياً بما تقوم به الدولة في مجالات التنمية في ظل موارد محدودة ومتطلبات كبيرة.

أكد أن اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بقضية الوعي تحديداً والحديث عنها بشكل مكثف يبرز أهميتها وخطورتها علي المجتمعات حيث إن وعي الفرد هو المحرك الأساسي له وهو الذي يجعله قادراً علي استيعاب نتيجة سلوكياته وتحديد إذا كان مردودها إيجابي أو سلبي وأن هناك تحديات عديدة تواجه أي دولة تقوم بالبناء سواء أن كان هذا متمثلاً في بناء المرافق أو العقول موضحاً أن قضية الوعي من الركائز الأساسية التي يجب أن تستمر من أجل نقل الصورة بشكل واضح وصحيح مشدداً علي أن قضية الوعي مسئولية مجتمعية مشتركة وليس لمؤسسات الدولة فقط.

د.محمد عبدالرحمن.. أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس:

مهارات الوعي الاجتماعي.. تساعدنا علي التواصل والتعاون مع الآخرين

أكد د.محمد عبدالرحمن أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن موضوع الوعي في عمومه له أنماط كثيره منها اقتصادي ديني اجتماعيپولكل نمط من هذه الأنماط له تأثير في المجتمع و داخل كل مجتمع توجد ثقافة محددةپومن هذه الثقافة نبني هويتنا بشكل عكس الآخرين يميل الناس إلي تقييم ما إذا كانوا أذكي أم أفضل أم أسوأ من الآخرينپكما تشير الابحاث في هذا المجال إلي إيجاد موقفنا من خلال التسلسل الهرمي للسيطرة علي المجتمع.

أضاف أن الثقة عامل مهم في تحسين كفاءة إنجاز الأمور داخل أي مجتمع إنها تقلل مما يسميه الاقتصاديون تكاليف المعاملات يمكننا أن نثق في أن الناس سيفعلون إلي حد ما يقولون إنهم سيفعلونه مما يمنع الحاجة إلي ترتيبات تعاقد طويلة ومكلفة مع كل شخص نتفاعل معه مما يؤثر علي الدائرة الأوسع وهي المجتمع باستخدام هذه المبادئ كإطار عمل يمكننا استنتاج طرق للحث علي تغيير السلوك الوعي الاجتماعي إذا كانت مجموعة فرعية من مجال الذكاء العاطفي والتي تشمل: الوعي الذاتي والتنظيم الذاتي والوعي الاجتماعي هو يتطلب الوعي الاجتماعي من خلال الاهتمام بالآخرين ومشاعرهم سواء المعلنة أو غير معلنة حد وإدراك السياق والبيئة وإدارة العلاقات.

لفت إلي أنه مع تقدمنا في النمو تساعدنا مهارات الوعي الاجتماعي والوعي المجتمعي علي فهم كيف يتناسب المرء مع المجتمع والعالم ويساهم فيه وكذلك كيف نحصل علي ما نحتاجه من العالم علي المدي الطويل ستساعدنا مهارات الوعي الاجتماعي علي فهم الاحتراف في مكان العمل. بالإضافة إلي تسهيل مشاركة المعلومات والتواصل والتعاون مع الآخرين.