هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

خبراء علم النفس والإجتماع.. "الحب" نواة لكل العلاقات الناجحة

تقرير: اميرة السلاموني - هويدا القاضي

يحتفل العالم هذه الايام بيوم الفلانتين الذي يملأ الأجواء بأحاسيس الحب الدافئة بين الجميع وليس المتزوجون أو المرتبطين عاطفيا فقط.

ورصدت "الجمهورية اونلاين" استطلاع اراء عدد من استاذة وخبراء علم النفس والاجتماع عن مايمثله "الحب"بصفه عامة ومدى تأثيرة على العلاقات بين الناس 


د.سامية خضر.. أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس:

تري دكتورة سامية خضر (أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس) أنه من المؤسف أن التعبير عن الحب تحول الي شكل مادي فقط من خلال دبدوب أو هدية تقدم في يوم او مناسبة معينة وتم اهمال الانسانيات والتعبير الاعمق والأكثر جدوي عن المشاعر. علي جميع المستويات سواء علي المستوي الاسري او بين جماعات الأصدقاء او الحب العاطفي بين الرجل والمرأة. واندثرت المشاعر الحقيقية وسط ضجيج الحياة وسيطرة الشكليات والماديات. فعلي سبيل المثال أهمل الإباء والامهات الطبطبة علي أبنائهم من وقت لآخر ورواية قصة ما قبل النوم. بالرغم التأثير الساحر لهذه الأشياء البسيطة علي النفس ولعلنا إذا تأملنا أو فكرنا قليلا لأدركنا قوة تأثير الطبطبة والحنان حتي علي جميع الكائنات حتي وإن تمثلت في قطة أو طفل صغير لا نعرفه فنجدهم يرتبطون بنا ويبادلوننا المشاعر.

أشارت الي التأثير الخطير والسلبي للعولمة والانفتاح علي العالم في هذه الصدد والتقليد الاعمي للغرب أدي الي طمس هويتنا التي كانت معروفة بالود من جانب. كما أدت العولمة الي هبوط مستوي الدراما والفن والاغاني بما يشمله من مشاهد دموية وعنيفة والفاظ سوقية وخارجة تشوه الذوق العام. مؤكدة ضرورة العودة للدراما لمحترمة والهادفة والفن الراقي الذي يجسد مشاعر الاحتواء والتضحية والايثار والقصص الإيجابية التي تنشر الدفء العاطفي سواء من خلال المحتويات المقدمة للأطفال كما كان يتم في قصصاً ماما نجوي وأبلة فضيلة أو الدراما الموجهة للشباب والكبار مثل الأفلام والمسلسلات التي تجسد قصص عظيمة وتحث علي الفضيلة والشهامة . بعيدا عن الدراما والافلام والمسلسلات والبرامج التي تحرض علي التمرد واثارة الخلافات والشك والخيانة فلابد من الاستعانة بخبراء الدراما الاصيلة واستثمار خبراتهم والاستفادة منها في اسرع وقت خاصة انهم اصبحوا علي وشك الاندثار.

استطردت أنه بالنسبة للأغاني لابد من مكافحة ومنع الأغاني الهابطة واكتشاف وتمكين نماذج رائعة بمستوي كوكب الشرق وغيرها من نجوم الزمن الجميل. فلابد لنا ان نتنفس ونتذوق الفن الراقي مؤكدة ضرورة أن يتم إذاعة حفلات الاوبرا علي التليفزيون والراديو علي الهواء مباشرة فالنفس تحتاج للطرب واللحن الجميل والصوت العذب الذي يخاطب الوتر العاطفي لما لذلك من عظيم الأثر علينا سيكولوجيا لأنها تحيي المشاعر الإيجابية وتؤدي الي الشعور بالاسترخاء والاستجمام وتعزز الحب.

أضافت أيضا ضرورة أن يحرص الاباء علي احتواء الأبناء لأن ذلك ينعكس عيلهم فالمشاعر متبادلة وحتي لا يفاجأ الآباء بتخلي الأبناء عنهم والقائهم في دور المسنين عند كبرهم. فمن الضرورة ان يتم العودة للحياة الناعمة والحب الحقيقي والمشاعر النبيلة بعيدا عن الجفاء الذي أصبح منتشر في الوقت الحالي حتي اننا قد اقتبسنا من الغرب تفضيل الحيوانات علي البشر ومنحهم كل ما لدينا من مشاعر الاحتواء والعطاء علي حساب العلاقات الإنسانية حتي اننا اصبحنا نجد العديد من الأشخاص قد أصبحوا يربون كلبا أو قطة ويعتنون بها وينفقون عليها بإسراف.

د.إبراهيم شوقي.. أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة:

أكد دكتور إبراهيم شوقي "أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة" أن الحب ليس مجرد هدية فالحب لابد وأن يكون حبا معمرا بما يشمله من دعائم أساسية تتمثل في العطاء المتبادل والرعاية والسند الاهتمام والاحتواء والاحترام والتفاهم وتعزيز الثقة بالنفس وتقبل العيوب قبل المميزات فالحب الصادق هو نواة أي علاقة ناجحة وهو أساس اعمار الكون فهو قوة وطاقة هائلة تدفع الانسان للعطاء والتضحية والحب هو مولد السعادة والطمأنينة والتسامح وغيرها من المشاعر الإيجابية وهو الدافع للنجاح والابداع والابتكار ولذا علينا ان ندرك أهمية الحب ونسعي لنشره علي جميع المستويات وبمختلف انواعه سواء علي المستوي الاسري او العائلي أو مع الأصدقاء أو زملاء العمل.

أما الفلانتين فيمكن الاحتفال به من خلال هدايا رمزية لإحياء المشاعر الجميلة. ولكن الأهم من ذلك هو تصحيح مفهوم الحب لدينا.

د.كريمة مختار.. استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية:

تري دكتورة كريمة مختار "استشاري الصحة النفسية والعلاقات الاسرية والتربوية" أن الحب هو الدينامو الأساسي لأي علاقة سواء بين الأزواج أو بين الآباء والابناء أو علي مستوي الأصدقاء. ولذا لابد من توصيل مشاعر الحب بشكل صحيح كما لابد أن ينعكس الحب علي العلاقات والتعاملات بشكل عام ويترجم الي مواقف ولا يختزل في مجرد كلمة أو هدية تقدم يوم "الفلانتين" أو غيره. حيث يجب أن يسعي ويحرص كل محب علي اشباع الاحتياجات العاطفية والنفسية لأحبائه. والدليل في أهمية وجدوي ترجمة الحب وبرهنته من خلال التعاملات أنه بالنسبة للأزواج قد يتزوج طرفان زواج صالونات أو بلا حب مسبق ومع ذلك فإن حرصهما علي التحلي بالمودة الرحمة والايثار والتضحية والاهتمام والتقدير والتفاهم والثقة ومساندة بعضهما البعض يخلق بينهما الحب الحقيقي والخالد فالحب هو الممحاة اللازمة لإزالة آثار أي مشكلات أو خلافات وتجاوزها. وهو الدافع الحقيقي وراء التسامح وتقبل الاعذار. والعكس صحيح فقد تفشل زيجات بنيت علي قواعد هشة من الكلام المعسول والعواطف العابرة بسبب عدم وجود الحب بمعانيه ودعائمه الحقيقية.

أكدت أيضا أهمية توافر الحب بين كل زوجين حيث أنه يمثل داعماً نفسياً وجواً صحياً للأبناء ويحميهم من الإصابة بالاضطرابات النفسية.

ومن جانب آخر لابد أن يحرص الإباء علي احتواء الأبناء والانصات إليهم واحتضانهم والتعبير لهم عن الحب بكافة الصور والأساليب ومصادقتهم لأن ذلك له تأثير سحري في غرس قوة الشخصية والثقة بالنفس والرقابة الذاتية لديهم مما يمثل حاجزا بينهم وبين ارتكاب الأخطاء أو الانحراف. كما أنه من المهم لكل إنسان أن يحب الحياة ويحب أهدافه أيضا فالحب بكل صوره وانواعه هو سر النجاح. مشيرة أيضا الي ضرورة حب الخير للآخرين وتبادل عبارات المدح والثناء عليهم بشكل عام وأنه ينعكس إيجابيا علي الطرفين. وأيضا من المهم للإنسان يكون بشوش الوجه ويقابل الآخرين بابتسامه لما لها من أثر عظيم في النفوس. ونشر جو من السعادة والتفاؤل.

أضافته أن الحب هو أحد أسرار التمتع بصحة نفسية جيدة وهو الواقي من العديد من المشكلات النفسية كالانطواء والتوحد والفصام بشكل عام والاكتئاب بشكل خاص. فمن أهم عوامل ومسببات الإصابة بالاكتئاب هو افتقاد الحب والاحتواء سواء من الأصدقاء أو الجيران والاقارب أو بين الزوجين أو علي المستوي الاسري. فالحب يحمي الشخص من مضاعفات التعرض للصدمات النفسية. ويعد خلق جو من الحب عاملاً مساعداً في الشفاء من الاكتئاب لأن الحب بمختلف أنواعه كفيل بإفراز هرمونات السعادة في المخ لتفادي مشاعر الإحباط والفشل والاكتئاب.

أكدت ضرورة أن يكون الحب غير مشروط. موضحة أن الحب المشروط يعني ربط الحب بتوافر شرط معين أو فعل معين وغيابه مع غياب هذا الفعل. فعلي سبيل المثال علي مستوي العلاقة بين الآباء والابناء لا يصح أن يربط الآباء حبهم للأبناء بتفوقهم أن أدائهم للواجبات المدرسية وينهالوا عليهم بالعنف والمبالغة في التوبيخ والعقاب والقسوة إذا لم يقوموا بذلك علي الوجه المطلوب. لأن ذلك يهيئ للأبناء أن آباءهم لم يحبوهم لذاتهم وأن حبهم لهم غير راسخ. فيجب أن يتم العقاب بشكل هادئ وقائم علي التحاور والنقاش لجعل الأبناء يدركون مدي خطورة ما ارتكبوه من أخطاء عليهم أو علي مستقبلهم. وأن أي عقاب يتم تطبيقه بدافع الخوف عليهم دون اللجوء للعنف أو الإهانة أو التجريح أو التهديدات المبالغ فيها.

أشارت أيضا الي أهمية الحب غير المشروط بين المخطوبين أو الأزواج أيضا فعلي سبيل المثال ليس من المناسب أن يلجأ أحد الطرفين لخصام حبيبه أو اغلاق تليفونه وعدم السؤال عنه أو الرد عليه وغيرها من التصرفات التي تخلق فجوات بين الطرفين وتولد الجفاء والشعور بعدم الأمان. حيث لابد من وجود التحاور والتفاهم وتوضيح مدي النقاط التي تثير غصب أو ضيق كل طرف كما ان يحرص كل طرف علي إرضاء واسعاد الطرف الاخر وعدم اثاره ضيقه. وكذلك عند الانتقاد يجب انتقاد الفعل أو التصرف وليس الشخص.

د.نادية رضوان.. أستاذ علم الاجتماع بجامعة بورسعيد:

أبدت دكتورة نادية رضوان "أستاذ علم الاجتماع بجامعة بورسعيد" أسفها علي تحول الحب بشكل عام الي حب هش وكاذب ومفتعل في بعض الاحيان وقائم علي الشكليات والشعارات الوهمية. مشيرة إلي أهمية العودة للحب الصادق الذي يترجم الي معاملات وسلوكيات وأفعال تتسم بالصبر والايثار والعطاء والحنان. وموضحة ضرورة عدم المبالغة في هدايا الفلانتين وكذلك ضرورة عدم الاسراف فيها او شراء الهدايا غير العملية مثل الدباديب وغيرها. مؤكدة أن المبالغ الطائلة التي يتم انفاقها علي استيراد وشراء هدايا الفلانتين تكفي لتغطية احتياجات عدد كبير من القري. وبالتالي فالتعبير عن الحب يوم الفلانتين يمكن ان يتم بكارت أو أي هدية رمزية فالحب الحقيقي لا يقدر بثمن وانما يترجم في كل موقف وكل لحظة. وبشكل عام لابد من نشر الحب المجرد والحقيقي الذي لايقتصر علي علاقات المصالح. ولابد أن ندرك أيضا أن أهمية حب الفقراء والمساكين ومساعدتهم.

د.مهدي القصاص.. أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنصورة:

أوضح دكتور مهدي محمد القصاص "أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنصورة حاليا وعميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بجامعة بورسعيد سابقا" أن العلاقات الإنسانية لابد أن تقوم علي المودة والرحمة والرفق والتسامح مشيرا الي أنه للأسف الشديد نتيجة سرعة وتيرة الحياة في العصر الذي نعيشه ونتيجة أيضا انتشار النت والموبايل وشبكات التواصل الاجتماعي ودخولها كل بيت فقد سيطر الفتور علي العلاقات بين البشر واصبح كل شخص يعيش مع تليفونه المحمول في عالم منعزل وأصبح هناك نشاز وعدم تناغم في العلاقات والاجتماعيات الفعلية وضاع الحب وسط هذه الأجواء وطغت الماديات علي كل شيء. ما أدي الي انتشار الامراض النفسية وزيادة معدل الانتحار.

أكد ضرورة العودة للاهتمام بالقيم الإيجابية فالكلمة الطيبة صدقة وهي أيضا طبيب وعلاج لجميع الامراض. فعلينا أن نترك أجهره وشاشات المحمول والانترنت من بين أيدينا من وقت لآخر حيث ينبغي ألا يخلو نمط حياتنا من الزيارات والقعدات الحلوة وتبادل مشاعر الحب والاحتواء سواء مع الأقارب والأحبة أو جماعات الأصدقاء فهذه الأوقات اللطيفة تمثل مساجا اجتماعيا ونسيما للنفس البشرية وعلاجا لها من ضغوطات الحياة. فيمكن تشبيه صحتنا النفسية وعلاقاتنا الاجتماعية والعاطفية بنبتة تحتاج أن نرويها ونغديها بالحب والمشاعر الإيجابية لنحافظ علي رونقها.

أضاف أيضا أنه من اهم أنواع الحب حب الخير لمن حولنا والتخلص من المشاعر السلبية كالغيرة والحقد وغيرها مؤكدا أيضا أهمية المشاركة في أنشطة تطوعية والاجتماعية لما لذلك من أثر رائع علي الصحة النفسية ودعم الذات ومشيرا الي أن ذلك ينعكس علي النفس بالشعور بالراحة والسعادة والاطمئنان والنوم العميق والهنيء نتيجة مد العون للغير بدلا من ايذائهم او الحاق الضرر بهم.

د.محمد شكر.. أستاذ ورئيس قسم الاجتماع بجامعة بورسعيد:

أوضح دكتور محمد شكر "أستاذ ورئيس قسم الاجتماع بجامعة بورسعيد" أن الحب هو غذاء الروح وثمرة المواقف الإيجابية والتضحيات والمشاعر والاحاسيس كالرحمة والمودة والعطف والتقدير والاهتمام والكلمات الجميلة المعبرة كالثناء والدعم. مضيفا الي ان الهدية يوم الفلانتين من المفترض أن تمثل تتويجا للحب بكل معانيه وجوهره. لما لها من أثر جميل علي النفس البشرية حتي وان تمثلت في وردة او كلمة فهي تحمل رسائل الامتنان والحب والاهتمام للطرف الاخر. مضيفا أن الكلمة الحلوة قد تكون افضل هدية لأن المعني الحقيقي للحب لا يقتصر علي مجرد هدية مادية. فنحن نحتاج لتبادل المشاعر الجميلة لتستمر الحياة. ولابد أيضا من عدم التربص للآخرين وعدم تصيد أخطائهم وأيضا يجب الابتعاد عن اللوم والعتاب المستمر.

أضاف أن الاحتفال بالحب يوم الفلانتين يجب الا يقتصر علي الحب بين الرجل والمرأة وانما علينا بإحياء الحب بجميع انواعه كالحب علي مستوي الاسرة وبيننا وبين زملاء العمل. فكل انسان مهما كانت قوته او مدي صلابته يحتاج للحب والمشاعر الإيجابية فهي التي تضئ كل ما ينطفئ داخلنا وتجبر كل ما يكسر من خواطرنا لذا علينا بتبادل الكلمات الجميلة وعبارات المدح والثناء والطاقة الإيجابية وتذكير بعضنا البعض بنقاط القوة والتميز وتسليط الضوء عليها وبث التفاؤل والأمل والراحة والطمأنينة لتعويض بعضنا البعض وتضميد جروح وآلام الحياة وتهوين مشقتها. وجميع البشر بمختلف فئاتهم العمرية يحتاجون للحب سواء وعلينا تكثيف الاهتمام بالمسنين وغمرهم بالحب والرعاية وتشارك الذكريات والاوقات الجميلة معهم وجعلهم يشعرون بأهميتهم. مشيرا أيضا الي ضرورة مد يد العون والسند لكل محتاج بشكل عام.
 

 

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق