ندخل المسجد لأداء الصلاة جماعة، فنجد أحيانًا بعض الناس لا يصلي وراء إمام المسجد، ثم ينتظر حتى ينتهي الإمام من صلاته، ثم يقيم هو جماعة أخرى بحجة أن الإمام مبتدع، فما مدى جواز هذا الفعل؟
أفادت الإفتاء المصرية بأن الإمام ما دام لا يترك شرطًا أو ركنًا من أركان الصلاة فإن صلاته صحيحة وإمامته صحيحة، فإذا كان الإمام صاحب بدعة: فإن كانت بدعته مكفِّرة -كالذي يُكّذِّب الله ورسوله- فهذا لا يجوز الصلاة خلفه باتفاق العلماء؛ لأنه أصبح كافرًا لا تجوز إمامته لقوم مسلمين، وإن كانت بدعته ليست مكفرة فقد اختلف العلماء في الصلاة خلفه، فمنهم من قال: لا يصلَّى خلفه، ومنهم من قال: يصلَّى خلفه، ولكل فريق حجته وأدلته.
ولفتت الإفتاء إلى ضرورة بيان الحكم في هذا العصر الذي خرج فيه أناس يرمون الناس بالبدعة في مسائل قد اختلف فيها الفقهاء؛ كمسألة إطلاق اللحية وتقصير الثياب وغير ذلك.
ونصحت الإفتاء فى فتواها بضرورة عدم رمي الناس بالتهم الباطلة في المسائل الظنية، ولا ترك الصلاة وراء من فعل شيئًا من ذلك بحجة أن هذه الأشياء بدع، وإنما هي مسائل خلافية لا يجوز أن تتشرذم الأمة وتفترق بسببها، ولا يجوز أن يفتن الناس بها، وقد أمرنا الله بالجماعة، ونهانا عن الفُرقةِ، فنسأل الله أن يوحِّد قلوب المسلمين وكلمتهم.
اترك تعليق