يعاني مرفق الإسعاف بالمنوفية من الإهمال وسوء الخدمات الصحية المقدمة لمواطني المحافظة.. حيث تخلو بعض القري من توافر سيارات إسعاف بها.. وكذا بُعد المسافة عن أقرب نقطة إسعاف ما يؤخر وصولها الأمر الذي يسفر عن تدهور حالة المرضي والمصابين أو وفاتهم وأنه في حالة انشغال المسعفين بحوادث أو حالات أخري يضطر المريض إلي الانتظار لأكثر من ساعة مما يهدد حياته.
انتقد أهالي المحافظة تأخر وصول سيارات الإسعاف وعدم تجهيزها وكذا تعطل بعضها أو قلة عدد سائقيها مما يزيد من زيادة إصابة المرضي وتعرضهم للوفاة.
يقول إبراهيم شهاب الدين "مدرس"، إن إحدي المعلمات أصيبت باشتباه ذبحة صدرية والتهابات بالقلب منذ حوالي شهر أثناء عملها في مدرسة مصطفي كامل الابتدائية بجنزور مركز بركة السبع وعلى الفور اتصل زملاؤها على رقم 123 ثم توجهوا إلي نقطة الإسعاف المجاورة للمدرسة فأفادهم العاملون بأن السيارة بها عطل و اتصلوا بإسعاف بركة السبع، ورغم ذلك لم تأت لنقل الحالة للمستشفي.
أضاف وائل عبده "مدرس"، أن المسئولين أبلغونا بأن السيارة لم تأت لنقل المدرسة بسبب حادث مروري على الطريق السريع "القاهرة الإسكندرية" الزراعي، أسفر عن وقوع مصابين في حالة خطيرة اضطرت لنقلهم للمستشفي، وذلك في طريقها أثناء توجهها إلي القرية، موضحا أنه تم الاتصال على الطواريء وبدورهم اتصلوا بإسعاف تلا التي جاءت بعد مرور أكثر من ساعة وربع من تعرض المعلمة للأزمة، وتساءل ماذا لو أصيب طفل ولم تتوافر له سيارة إسعاف على الفور؟!.
يؤكد طه أبو منصور "أحد الأهالي"، وعبد الحميد العريف "مدرس"، أنه سبق منذ حوالي شهرين رفض مسئولي إسعاف جنزور خروج السيارة أيضا لنقل طفلة بإحدي المدارس للمستشفي كانت ابتلعت دبوسا وذلك بادعاء أن السائق مريض بالسكر مما اضطر الأهالي لنقل الطفلة إلي مستشفي تلا المركزي في إحدي السيارات الخاصة لإسعافها وإنقاذ حياتها.. مطالبين بسرعة إصلاح وصيانة سيارة إسعاف جنزور والتي من المفترض أنها مخصصة لخدمة أهالي القرية والذين يتجاوز عددهم نحو 100 ألف نسمة.. فضلا عن خدمة القري المجاورة والعزب التابعة، بالإضافة إلي عابري طريق " تلا - القاهرة " والذي يتوسط القرية.
أكد محمود نوفل "أحد الأهالي"، أن سيارات الإسعاف تصل دائما إلي مريض الطوارئ ومصابي الحوادث متأخرة كما أن بعض السيارات بحالة غير جيدة وغير مزودة بأجهزة وأدوات الإسعاف الضرورية والأساسية فضلاً عن أن بعض السائقين يطلقون السرينة دون داع الأمر الذي يصيب المواطنين والمارة بالإزعاج والضوضاء.. مطالبا المسئولين بوزارة الصحة بتوفير سيارات جديدة من أجل المرضي.
فيما طالب علاء داود "بالمعاش"، بزيادة النقاط الإسعافية وأعداد السائقين إلي جانب رفع كفاءة الخدمة الإسعافية بهدف تقليل زمن الوصول من وإلي موقع الحادث وأقرب مستشفي، حرصا على حياة المواطنين، أشار إلي أن الإسعاف مرفق حيوي لاغني عنه في نقل المرضي للمستشفيات.
قال حمدي الشريف "أحد الأهالي"، إن عددا من القري منها جنزور والتي تعد من أكبر قري المحافظة من حيث المساحة وعدد السكان تعاني من الإهمال في مرفق الإسعاف من ناحية التجهيزات اللازمة لنقل بعض الحالات الحرجة وكذا من ناحية التأخير في وصولها لمكان الحالة المرضية.. مطالبا بضرورة تزويد سيارات الإسعاف بطبيب متخصص يتمتع بالخبرة، خاصة في حالات الطوارئ إلي جانب توفير كافة الأجهزة اللازمة التي يمكن أن يستعان بها عند نقل الحالة للمستشفي دون خوف، وأيضا تجهيز المستشفيات بالإمكانيات اللازمة التي يمكنها من استقبال الحالات المرضية، لأننا نفقد أرواحا كثيرة بسبب الإهمال أثناء نقل الحالات إلي مستشفيات بركة السبع أو الجامعي أو التعليمي بشبين الكوم.
يقول محمد الجندي "موظف"، من الباجور إن معظم قري المحافظة في حاجة كبيرة لتوفير سيارة إسعاف مجهزة لكثرة الحالات التي تفارق الحياة قبل وصول الإسعاف، كما أنه لا يتم تحرك سيارة الإسعاف إلا إذا تأكد توفير المكان وتجهيزه من حيث الطبيب المتخصص والأجهزة اللازمة، وذلك قبل نقل المريض إلي المستشفي، ما يجعل المشكلة الحقيقية هي الروتين فيما بعد نقل المريض، وليس توافر سيارات الإسعاف فقط.
.jpg)
قالت د.هناء سرور "عضو لجنة الصحة بمجلس النواب"، إن سيارات ورجال الإسعاف يعتبرون خط الدفاع الأول عن مرضانا.. حيث يقع على عاتقهم عبء كبير في سرعة نقل وسلامة المريض.
أشارت إلي أنه كلما كان المسعفون مدربين على التعامل مع المريض واتخاذ الإجراءات الإسعافية الأولية تجاهه إلي جانب سرعة استجابة ووصول السيارة إليه، و كلما زاد عدد نقاط الإسعاف التي تغطي الكثير من القري والمراكز مع سلامة الطرق والكباري والمحاور التي تربط بين المحافظات، وكذا انتشار وتمهيد الطرق داخل المحافظة ما يسهل وصول السيارة خلال دقائق معدودة وتوفير الوقت بالإضافة إلي تزويد سيارات الإسعاف بالأجهزة والمستلزمات وأدوية الإسعافية الأولية والإشراف ومتابعتها على المستوي المحلي أو على مستوي منطقة وسط الدلتا أو المستوي الإقليمي ما يفيد في سرعة إسعاف وعلاج المريض.
أضافت "سرور"، أنه من الضروري التدريب المستمر للمسعفين وإنشاء مركز تدريب لهم داخل المحافظة أو تطوير الموجود لرفع وتحسين أدائهم ونقل الخبرات بين دفعاتهم، وكذا تزويد المحافظة بسيارات إسعاف حديثة مع احلال وتجديد العربات القديمة.. مشيدة بدور محافظ المنوفية اللواء إبراهيم أبو ليمون في الموافقة على تجديد نقطة إسعاف الحي الغربي بطريق "شبين الكوم ـ طملاي" بقوة 3 سيارات، وإنشائها في نقطة تمركز وتلاقي لطرق تربط بين أكثر من قرية لخدمة الأهالي.. كما أشادت بدور رجال المرور في التوعية وتنظيم الحركة المرورية مما يقلل من وقوع الحوادث ويسهل وصول سيارات الإسعاف إلي المريض أو المصاب في أسرع وقت.
أوضح د. محرم عبد السميع الأستاذ بكلية الطب جامعة المنوفية، أن الإسعاف من المرافق الخدمية المهمة و الحيوية و الفاعلة نحو تقديم خدمة صحية متميزة وأن هدفها الرئيسي هو نقل المرضي في توقيت مناسب وفقا لحالاتهم الصحية و تقديم كافة المساعدات الطبية اللازمة أثناء ذلك مع التنسيق المسبق لمكان استقبالها ما يستلزم توفير سيارات إسعاف بدرجات تجهيز مختلفة تتواكب مع متطلبات نقل المرضي بدرجات خطورة مختلفة و بخاصة سيارات الإسعاف المزودة بأجهزة التنفس الصناعي، و تدريب الطاقم الطبي المرافق للمرضي و تحسين المستوي الفني لهم باستمرار، وكذا تعيين أطباء إسعاف مرافقين لحالات المرضي و بخاصة الحالات الخطرة فيها إلي جانب زيادة عدد مراكز تمركز سيارات الإسعاف و خاصة في القري و النجوع التي يفتقر معظمها إلي وجود هذا المرفق، بالإضافة إلي عمل خريطة صحية للمحافظة للوقوف على احتياجات المحافظة من خدمات صحية مختلفة طبقا لنوعيات المشاكل الصحية، فضلا عن تحديث مركز التواصل و التحكم الرئيسي للطوارئ و إنشاء مركز حوكمة له القدرة على معرفة أماكن العنايات الشاغرة و تحديد أماكن تقديم الخدمة الصحية النادرة، وزيادة الدعم الخاص بخدمات الإسعاف و المسعفين و تنظيم دورات تدريبية باستمرار لهؤلاء العاملين بهذا المرفق الهام.
اترك تعليق