رحبت باستئناف المفاوضات.. أملاً في التوصل إلي حل يرضي جميع الأطراف

الخبراء يحللون بيان رئيس الوزراء الإثيوبي.. وفي انتظار حسم الملف الشائك

لأن مصر لا تسعي إلي إحداث قلاقل في المنطقة. وتفضل دائمًا المفاوضات الهادئة حتي وإن طالت. فقد جاء ردها علي بيان آبي أحمد الأخير بشأن الملء الثالث لسد النهضة. أنها ترحب بمواصلة التفاوض حتي يتم التوصل إلي اتفاق ملزم يراعي حقوق ومصالح الأطراف كافة. وأعلن رئيس الوزراء د. مصطفي مدبولي اهتمام مصر باستئناف المفاوضات في أقرب وقت.

آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي أصدر بيانًا اختار له عنوان "سد النهضة موقع للتعاون" أكد آبي أحمد أن الوقت قد حان للدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا لبناء السلام والتعاون والتعايش المشترك والتنمية لجميع شعوبنا دون الإضرار ببعضها البعض. مشيرًا إلي أن النيل بشكل عام. ومشروع سد النهضة علي وجه الخصوص. مناسبان لمثل هذا الغرض.

"الجمهورية أون لاين" استطلعت آراء الخبراء والمتخصصين حول هذه التصريحات الهادئة.. وإلي الآراء:

د.عباس شراقي:

مشكلات فنية كبيرة تعوق الملء الثالث.. رغم قيامهم بإزالة الأشجار

السد لن يتفوق علي أي محطة مصرية لتوليد الكهرباء

أكد د.عباس شراقي "استاذ الجيولوجيا والموارد المائية بكلية الدراسات الافريقية جامعة القاهرة" أن بيان آبي أحمد جاء بهذه الصيغة اللينة غير المعتادة من القيادات الاثيوبية في وقت مهم حيث  أصدره ابي أحمد بعد تجربته القاسية في الحرب الاهلية مع التيجراي علي مدار شهور طويلة بالاضافة إلي انه من المتوقع ان يتم تشغيل أول توربينين خلال أيام وبالتالي فإن هذا البيان يهدف لتهيئة الجو العام وامتصاص أي غضب مصري سوداني لاستمرار سياسة اثيوبيا في فرض سياسة الأمر الواقع ببدء التشغيل بقرار احادي مثلما فعلت في التخزينين الأول والثاني موضحا ان الفوائد التي ادعي آبي أحمد ان السد سيحققها لمصر والسودان مبالغ فيها وغير واقعية فعلي سبيل المثال رغم ادعاء آبي أحمد ان مصر ستستفيد من الحفاظ علي المياه عند سد النهضة بدلاً من اهدار مليارات الأمتار المكعبة من المياه في التبخر أو في السهول الفيضية إلا أن مصر لم تعد تتعرض للفيضانات منذ بناء السد العالي.. وبالتالي فإن المستفيد الحقيقي من السد هي إثيوبيا.

أوضح أنه رغم دعوة آبي أحمد لمصر والسودان إلي التعاون مع إثيوبيا لما فيه المصلحة للجميع. إلا أنه إذا كان صادقاً حقاً في بيانه وإذا كان  لديه إرادة سياسية جادة للوصول إلي حل فليقم رسمياً بدعوة مصر والسودان لاستئناف المفاوضات قبل بدء تشغيل التوربينين والاتفاق علي هذه الخطوة في المفاوضات بالإضافة إلي الاتفاق علي قواعد الملء والتشغيل والفتح والاغلاق والصيانة في المستقبل. مشيرا إلي ضرورة أن تتدخل بعض الأطراف وتقوم بالتوسط والمساعدة في عقد اتفاق ملزم وتقريب وجهات النظر بما لا يضر أيا من مصر أو السودان أو إثيوبيا مشيرا الي أنه يمكن أن تقوم بعض دول الخليج مثل السعودية أو الامارات بهذا الدور وأن يتم انتهاز الفرصة حاليا في ظل اصدار بيان آبي أحمد لعقد مفاوضات مجدية للوصول إلي اتفاق يرضي جميع الأطراف. حيث تتميز الامارات والسعودية بمكانة كبيرة عند الدول الثلاث.

إزالة الأشجار

أضاف أن إزالة مساحات كبيرة من الأشجار في إثيوبيا لم يشر بالضرورة إلي وجود نية في بدء الملء الثالث للسد. حيث إنه من المحتمل ألا تستطيع إثيوبيا إتمام الملء الثالث حيث إن هناك معوقات كبيرة فعلي سبيل المثال يحتاج الملء الثالث الي أن يكون ارتفاع السد لا يقل عن عشرة مليارات متر مكعب كما أن هناك مشكلات فنية حيث يحتاج السد لضبط التوربينات وتركيبها ولا يوجد متسع من الوقت قبل الموعد المزمع للملء الثالث لإنجاز ذلك. ولم يشر إلي التخزين الثالث أو حتي توليد الكهرباء قريبا من التوربينين وبالتالي فحتي وان قامت إثيوبيا بالتخزين الثالث فسيكون بصورة شكلية وضعيفة. وبذلك يكون ازالتها لمساحات من الأشجار مجرد رسالة لإيهام الشعب الإثيوبي بأن إثيوبيا مستمرة في مشروع سد النهضة.

أشار الي أن إثيوبيا تتوهم أن سد النهضة سيولد الشمس التي ستنير العالم بالطاقة النظيفة إلا أنه في الواقع أن هذا السد لا يمثل سوي أقل من أي محطة من محطات توليد الكهرباء بمصر مثل تلك التي تم إنشاؤها ببني سويف أو بالعاصمة الإدارية أو بكفر الشيخ بالبرلس.

د.اكرام بدر الدين:

بعد 10 سنوات من المراوغة.. يريدون المزيد!!

ليس من حق دول المنبع ان تتحكم في الأنهار

أكد د.اكرام بدر الدين استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ان ما جاء في بيان آبي أحمد بعيد كل البعد عن المنطق والحقيقة فهو بيان مخادع فطوال 10 سنوات لم تسع  اثيوبيا سوي للمراوغة واضاعة الوقت وتأجيل المفاوضات أو التفاوض في حلقة مفرغة دون الوصول لنتائج ايجابية فالعبرة بما يتم علي أرض الواقع والدليل علي عدم صدق ما جاء في البيان ان ابي احمد ماضي في الاستعداد للملء الثالث للسد دون الاتفاق مع مصر والسودان وبالتالي فإن كل ما يتم اطلاقه من تصريحات وشعارات ليس لها قيمة بدون وجود اتفاق ملزم يضمن تحقيق المصلحة للجميع وعدم الاضرار بدول المصب خاصة ان البيانات والتصريحات عرضة للتغيير.

د.هيثم عمران:

يحاول تحسين صورته قبل القمة الإفريقية

لتجنب المزيد من الضغوط

يرى د.هيثم عمران استاذ العلوم السياسية بجامعة السويس ان النظام الاثيوبى يستخدم دائما أسلوب المراوغة وانه ليس لديه أى استعداد للتفاوض فى قضية السد.. وبالتالى فإن اصدار هذا البيان هو مجرد محاولة لاضاعة القوت حتى تهدأ الاجواء ويتسنى لها الملء الثالث للسد مضيفا ان توقيت البيان جاء قبل موعد انعقاد القمة الافريقية الوشيكة مما يدل على تخوف آبى أحمد من التعرض لمزيد من الضغوط الدولية والمصرية خلال هذه القمة خصوصا فى التحركات المصرية السودانية للضغط على حكومة آبى أحمد وكذلك فإن هذا البيان صدر عقب خروج ابى احمد من الحرب من تيجراى ورغم انتصاره عليها خلال هذه المرحلة إلا ان اثيوبيا مازالت غير مستقرة وقد تتعرض لنشوب حروب وصراعات أهلية اخرى مما دفع آبى احمد لمحاولة تهدئة الاوضاع مع مصر والسودان بشأن قضية السد تخوفا من حدوث ردود افعال عنيفة.. مضيفاً ان ما جاء فى البيان هو مجرد كلام فارغ خاصة أن اثيوبيا لم تدع لعقد اتفاق ملزم وكذلك فى ظل عزم ومضى اثيوبيا واتجاهها للملء الثالث لسد النهضة.

النائب صقر عبدالفتاح:

الدولة المصرية تدير الملف.. بكل حكمة وحنكة

يري النائب صقر عبدالفتاح وكيل لجنة الري والزراعة بالبرلمان انه لا داع من الادلاء بالآراء والتعليقات والرؤي حول بيان ابي أحمد وقضية سد النهضة لأن هذه التعليقات قد تمثل نوعا من التوقعات السابقة للأحداث أو السابقة للآوان أو تمثل نوعا من المهاترات التي قد تثير بلبلة وبالتالي علينا كخبراء ونواب في البرلمان ان نتأني ولا نسبق الاحداث مؤكدا انه يثق في ان الدولة المصرية القوية بقيادة الرئيس السيسي المخلص ستتخذ انسب القرارات بكل حكمة وحنكة بشأن سد النهضة وفي الوقت المناسب بما يحقق المصلحة العليا للبلاد وبالتالي علينا الانتظار.

د.عبدالرحمن عبدالعال:

يحاول التهرب من توقيع اتفاق قانوني ملزم

الفوائد المزعومة لمصر والسودان.. ادعاءات وهمية

يري د.عبدالرحمن عبدالعال "أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية" أن بيان أبي أحمد هو مجرد محاولة للتنصل والتهرب من توقيع اتفاق قانوني ملزم مع دولتي المصب مصر والسودان بشأن سد النهضة كما أنه يمثل أيضا تهربا من الضغوط المصرية والدولية علي إثيوبيا في هذا الصدد حيث لم يشر البيان إلي وجود أي نية من جانب إثيوبيا لتوقيع اتفاق والدليل علي عدم وجود جدوي حقيقية لبيان آبي أحمد أن فحواه يتناقض مع سلوك إثيوبيا وقيامها بإزالة مساحات كبيرة من الأشجار تمهيدا للملء الثالث للسد دون الرجوع لدولتي المصب. كما أن الفوائد المزعومة في بيانه لمصر والسودان هي مجرد ادعاءات غير حقيقية ومحاولة فاشلة لتغيير الموقف المصري إزاء هذه القضية والمتمثل في وجوب توقيع اتفاق قانوني ملزم يمثل حلا دائما تجنبا للإضرار مستقبلا بحصة أو نصيب مصر من مياه النيل.