هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بين وفاء الموسيقى .. والغزلانِ والفراشات

بقلم: سعد محمد الهاشمي
منذ صغرها كان يزرع فيها الحماسة لتركض في الحقول معه وتستمتع بجمال الطبيعة ومخلوقات الله .. علّمها ألا تخاف من الغزلان لأنها غزالة مثلهم .. وأن تصاحب الفراشات ففيها بعضُ روعتهم .. وأن تتذوّق الموسيقى .. لأنها نوتة موسيقية ساحرة .._x000D_ وصارت صبية .. بدأ يدارسها تذوّق الجمال والفطنة والبديهة .. وروح المرح وفنون الابتسامة .. أحبّت كثيراً بذائقتها الأصيلة جمال الخيل والركض بجانبه .. بدأ يساعدها على تعلّم ركوب الخيل وعلى بناء علاقةٍ متينةٍ معه .. حتى أصبحت مدمنة على حصانه الذي أحبّها وكان يعتبرها كصاحبه تماماً .. _x000D_ ثم في عيد ميلادها .. طارت فرحاً بهديّته الثمينة .. خيلٌ عربيّ أبيض .. شكرته من صميم قلبها وأمطرته بوابلٍ من القُبل من سعادتها .. ثم امتطت خيلها بصحبته ترافقهما الغزلان والفراشات وموسيقى الربيع .. قضوا وقتاً سعيداً ... كان مشهداً أسال حبر قلمه فكتب فيها بديع الشعر مما زاد سعادتها كثيراً وتاهت به دلالاً أمام الأصدقاء .._x000D_ ومنذ اليوم التالي لم تظهر لأسابيع !! .. افتقدها كثيراً .. وعندما بحث عنها وجدها تلهو بخيلها مع أصدقائها ! .. لمحته حزيناً فسألته: مابك ؟! تركها وانصرف صامتاً .. حزيناً .. مندهشاً منها .. فقد كان يصطحبها كثيراً مع أصدقائه .. ولا يفهم سبباً لتجاهلها إياه !!_x000D_ وبعد شهورٍ من القطيعة .. عَرَفت أن حصانه مريضٌ جداً لذا هو حزينٌ وملازمٌ لخيله ولا يستطيع الذهاب لأيّ مكانٍ ويعاني وحدةً قاتلة .. فأرسَلَت له رسالة تقول فيها: عافى الله حصانك .. أنا ذاهبة في نزهةٍ مع أصدقائي بحصاني إلى المكان الذي تحبّه .. اعتنِ بنفسك!_x000D_ لم يردّ .. بقي ملازماً لحصانه الحبيب معتنياً به حتى عافاه الله .. امتطاه وابتعد به باتجاه الشمس .. حتى طواه الأفق .. _x000D_ وبعد أشهرٍ من رحيله .. لاحظت أنه توقّف عن السؤال عنها .. فأرسلت له: لماذا لا تسأل عني كعادتك ؟ .. لم تجد رسالتها عنواناً تصل إليه .. فعادت إليها .. مطّت شفيتها غير عابئة .. ثم عادت لحصانها فوجدته حزيناً .. فقالت له غاضبة: لماذا أنت حزين ؟! لا سبب لذلك .. أصدقائي قادمون الآن لنلهو ونمرح سوياً .. ابتسم وافرح .. فقد علّمني "أحد الأشخاص" أن استمتع بكل لحظةٍ من لحظات حياتي .. _x000D_ وصلها من بعيد صدىً لأغنيةٍ قديمة "بكرة بيبرم دولابك .. بيفلوا كل أحبابك" .. امتعضت لأنها لم تفهم معاني كلماتها .. ثم جاء أصدقاؤها وانطلقوا سوياً .. صوت ضحكاتهم يشقّ عنان السماء .. لكن موسيقى الربيع غابت عنهم .. ولم ترافقهم أيّ غزلانٍ .. أو فراشات .._x000D_




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق