هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

عقاقير التخسيس تؤدي لكوارث ومشاكل صحية لا حصر لها

د.خالد جمال: أغلبها يؤدي إلي الاكتئاب ويؤثر علي كيمياء المخ 
د.أحمد بكر: "الأطباء" لا تمتلك الضبطية القضائية ولا تستطيع محاسبة المروجين لها 

هوس الوصول إلي الوزن المثالي حلم يراود الكثيرين.. من أجل ذلك يسعي معظم المواطنين إلي استخدام ادوية التخسيس لحل سريع وبديل عن اتباع النظام الغذائي الصحي.


شهدت السنوات الأخيرة ظهور العديد من الأنواع الطبية والعشبية التي يروج لها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي ودون استشارة الطبيب وهنا تقع العديد من الكوارث والمشاكل الصحية التي لا حصر لها.

الاطباء والمتخصصون اشاروا إلي أن استخدام أي دواء دون الفحص الطبي لتحديد الجرعة المناسبة، ومعرفة التحديات الصحية والتاريخ المرضي لمستخدمها سيكون له عواقب وخيمة على الصحة حتي لو لم يكن الشخص مصاباً بأي مرض.

قالوا إن اتباع الأنظمة الغذائية مع ممارسة الرياضة وسيلة مثلي لفقدان الوزن دون أعباء صحية لأن الأدوية ليست الحل السحري.

طالبوا جميع الجهات الرقابية بالتصدي للترويج لأي دواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما يحدث في الخارج مع ضرورة زيادة الوعي بخطورة هذه الظاهرة.

الاستخدام العشوائي يحدث خللاً في كل أجهزة الجسم 

د.مها الرباط.. وزيرة الصحة السابقة ومبعوث منظمة الصحة العالمية.. اكدت أن استخدام كل أدوية انقاص الوزن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي امر كارثي منذ سنوات ونحن نحذر من الاستخدام العشوائي لأي عقار طبي دون اشراف الطبيب حتي لو كانت هذه الأدوية معروفة ومصرح باستخدامها.

قالت: بالفعل توجد أدوية فاعلة تساعد في انقاص الوزن لكن لكل دواء فترة محددة للاستعمال فعلي المدي الطويل توجد اعراض جانبية ومشكلات صحية قد تؤثر بالسلب علي صحة الانسان من هنا نؤكد أهمية اللجوء للطبيب للتقييم الحالة الصحية أولاً واجراء الفحوصات اللازمة حتي لا يحدث اي خلل لأجهزة الجسم نتيجة فقدان الوزن مع أهمية أن يتم ذلك بشكل تدريجي حفاظاً علي حيوية وظائف الجسم والفيتامينات الضرورية.

اشارت إلي أهمية اتباع أنظمة غذائية سليمة بشكل متوازن مع ممارسة الرياضة لأن الحفاظ علي الوزن وعدم الاصابة بالسمنة هو اسلوب حياة يتطلب ممارسة العادات الغذائية الصحيحة بعيداً عن اللجوء لأدوية قد يكون تأثيرها لفترة محدودة.. بجانب أن المضار الناجحة عنها اكبر بكثير من الفائدة السريعة خاصة أن للسمنة اضراراً كثيرة مثل الاصابة بالسكر والضغط ومشاكل صحية متعددة.

أوضحت ضرورة التصدي لكل من يقوم بالترويج لاستخدام الأدوية حتي المصرح بها من قبل وزارة الصحة.. لان الدواء ليس سلعة ينبغي الترويج لها فهو علاج يتم صرفه بواسطة الطبيب المختص ومن الضروري الحفاظ علي الصحة وعدم الانسياق وراء دعاية لأي نوع فغالبية ما يتم الدعاية له وهم وكذب وهدفه الربح فقط لذلك لابد من العمل علي الارتقاء بالوعي الصحي والتثقيف في هذه الأمور المهمة.

د.خالد مصيلحي: هذه العقاقير بها مواد خطرة على القلب والكبد والجهاز الهضمي 

د.خالد مصليحي ـ استاذ العقاقير والنباتات الطبية كلية صيدلة القاهرة، قال إن اخر ابحاث هيئة الغذاء والدواء الامريكية اشار إلي وجود حوالي 800 منتج من المكملات الغذائية المنتشرة علي الانترنت لعلاج السمنة بها مكونات ومركبات غير واضحة أو معروفة من ضمنها 300 نوع تحتوي علي مادة سيوترامين وهذه المادة محرم استخدامها في الدواء لانها تسبب جلطات في القلب وكذلك ماده افيدرين المحرمة ايضا لخطورتها.

منتجات ضارة
اضاف أن هذه المواد يتم مزجها مع الاعشاب كي يشعر الناس بالأمان لاستخدامها دون ايضاح ذلك في النشرات الداخلية وهذا هو الأمان الزائف لأن المكون ليس أعشاب 100% وللأسف مواقع التواصل هي الأقرب تداولاً لجميع المواطنين ليس فقط في مصر بل في العالم لذلك نجد الترويج لمئات المنتجات التي لا يعرف عموم الناس مخاطرها الصحية بجانب الاصناف مجهولة المصدر وتلك قضية خطيرة.

أوضح أن استخدام الأعشاب الطبيعية الخاصة بالألياف مثل بذور الشيا وقطوفه التي تعمل علي منع امتصاص الدهون والكوليسترول والشعور بالشبع ليست لجميع الأفراد خاصة المصابين بضيق في الامعاء أو التهابات في المعدة والجهاز الهضمي لانها في هذه الحالة تتحول إلي ضرر وخطورة.

ايضا الجريب فروت استخدامه مع بعض الأدوية يؤثر علي انزيمات الكبد إما بتأثير سمية الدواء أو تكسير فائدته وكلاهما خطر.

نفس الأمر مع الشاي الأخضر فنري البعض ينصح بشرب حوالي 5 أكواب يويماً لكن هذا ايضا يحمل خطورة علي القلب والأوعية الدموية فمن المفترض الا تزيد الكمية علي 2 كوب فقط وزيادة الجرعة تودي إلي الاصابة بالجلطات لوجود مادة الكلورجيتك.

أما بالنسبة للمركبات التي تؤثر علي امتصاص الدهون فهي ضارة بالفتيامينات المهمة مثل "A - E - K"، لذلك الوحيد القادر على تحديد النوع والجرعة هو الطبيب في المقام الأول.

قال إن هيئة الدواء ووزارة الصحة يضعون الشروط والضوابط لاي منتج دوائي تتعلق بالأمان والجودة والفاعلية والكفاءة لكن ينقصنا الوعي والثقافة الطبية بمحاربة أي منتج يتم الترويج له عبر أي وسيلة غير طبيعية.

أضرار جسيمة

د.خالد جمال اخصائي تغذية قال إن أدوية التخسيس المنتشرة علي السوشيال ميديا كارثية وبعضها يؤثر على كيمياء المخ وتحدث خللاً في مادة السيروتونين وهي احدي الناقلات العصبية للمخ ولها تأثير مهم علي الحالة المزاجية لذلك قد يدخل الشخص في نوبات من القلق أو الاكتئاب ومخاطره هو في غني عنها.

أكد أن انقاص الوزن مطلوب وهام ولكن تحت اشراف الطبيب واخصائي التغذية معا حتي في حالة استخدام المكملات الغذائية أو العشبية التي لا تحتاج إلي وصفات طبية كما يدعي البعض فهذا الأمر غير صحيح فالمخاطر الصحية كثيرة بداية من اضطرابات النوم والأرق والصداع والاسهال وارتفاع ضغط الدم ومشاكل في الكل والكبد وأمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية.

تختلف الاضرار حسب الأنواع والحالة الصحية لمستخدمها ونسبه كبيرة منها غير آمنة تماماً للمراهقين وصغار السن لذلك لابد من مناقشة الخيارات العلاجية بالتفصيل مع الطبيب أولاً قبل استخدام أي نوع.

طالب الجهات المعنية بضرورة التصدي لكل البرامج أو الأشخاص الذين يقومون بالترويج لهذه الأدوية سواء كيميائية أو عشبية باعتبارها الحل الأسهل حفاظاً علي حياة الناس.

عدم وعي

د.محمد رءوف استشاري صناعة الدواء، قال إن من يروج أن الدواء من الممكن استخدامه دون استشارة الطبيب أو الصيدلي ينم عن جهل وعدم وعي لأن أي دواء حتي لو كان من الاعشاب الطبيعية لا يتم تناوله إلا بعد الفحص الطبي لذلك لا يتم صرفها إلا بواسطة الصيدليات المرخص لها.

اشار إلي أن استخدام الادوية الخاصة بالرشاقة لفترات طويلة يتسبب في حدوث مضاعفات متعددة في كثير من الاحيان وبالتالي فهي ليست الحل المثالي للتخلص من السمنة بطريقة آمنة وسريعة كما يتم الترويج لها.

كما يؤدي الافراط في تناولها إلي ارتفاع ضغط الدم بشكل حاد وخطير مما يزيد فرص الاصابة بالنوبات القلبية أو السكته الدماغية.

اضاف، إن جميع المحلات العلمية واخصائي التخسيس اكدوا ضرورة الابتعاد عن تناول الوجبات السريعة المشبعة بالدهون والسعرات الحرارية المرتفعة مع ضرورة ممارسة الرياضة وتناول الاطعمة الصحية كالخضراوات والفاكهة.

ظاهرة خطيرة 

د.أحمد بكر نقيب اطباء القاهرة سابقا، أكد أن النقابة منذ سنوات وبالتعاون مع وزارة الصحة تواجه ظاهرة انتشار وبيع الدواء عبر الانترنت خاصة أدوية انقاص الوزن التي تستهدف مثبطات الشهية وهذه القضية لها شقان هناك أدوية غير مصرح بها ومجهولة المصدر وهي كارثية إلي أبعد حد وأخري معترف بها ولها اثار جانبية خطيرة علي الكثيرين خاصة اذا تم استخدامها دون اجراء الكشف والتحليل.

قال: نحتاج لتكاتف جميع الجهود من اجهزة الدولة لتتبع هذه المواقع أو البرامج التي تقوم بالترويج لها ومنعها تماماً خاصة أن لدينا نسبة لا يستهان بها تنساق وراء الدعاية والاعلان حتي لو تعلق الأمر باستخدام دواء لا فائدة من ورائه سوي المرض والوهم.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق