يرتبط الإحتفال باليوم العالمى لبرايل بمولد مؤسس هذه اللغة ( لويس برايل) الذى ولد فى نفس اليوم عام 1809 بمدينة كوبفراي إحدى مدن باريس عاصمة فرنسا.
كانت قصة حياته التى عاشها منذ صغره هى الدافع لإبتكاره نظام كتابة يقضى على معاناة المكفوفين ويبتعد عن طرق الكتابة والقراءة الموجودة فى ذلك الوقت حيث أراد والده صانع الجلود والسروج أن يعلمه مهنته قبل إلتحاقه بالمدرسة فإصطحبه إلى محله وكطفل فى سن الثالثة أخذ يلهو بالأدوات التى يستخدمها والده فى عمله إلى أن أصاب المثقابان عينيه وخبا النور منهما، ورغم محاولات الأطباء إنقاذه إلا أنه بعد سنتين من الحادثة أصبح لا يرى بعينيه وفقد البصر فى سن الخامسة وبعد دخول المدرسة بدأ يتعلم فى سنوات دراسته الأولى مستمعا ولما وصل إلى سن العاشرة أرسل لإكمال دراسته فى المعهد الوطنى للشباب المكفوفين فى باريس ليتعلم القراءة والكتابة عن طريق الحروف البارزة التى كانت معروفة وقتها ولكن هذه الطريقة بسبب ضخامة حروفها كانت تحول دون الإنتفاع بها وفى المعهد أظهر تفوقاً مكنه من أن يكون معلما به فيما بعد.
وقد إستعان برايل بفكرة الضابط الفرنسى (شارل باربيه) لقراءة الرسائل الحربية التى إستخدمها الجنود والضباط الفرنسيون فى حربهم ضد الألمان للتخاطب فيما بينهم فى الأمور السرية بدون الحاجة للكلام أو إستخدام الضوء والتى تعتمد على إحداث ثقوب فى قطعة من الورق المقوى على شكل حروف وعلامات بديلة للحروف يستطيع من خلالها الجنود فهم التعليمات المشفرة التى لايفهمها العدو وظل برايل خمس سنوات يدرس ويبحث ويجرب وكانت محاولاته تكلل بالنجاح تارة وتواجه بالفشل تارة إلى أن توصل فى سن الخامسة عشرإلى وضع رموز سهلة للحروف الابجدية والعلامات الموسيقية والأعداد الحسابية وأحدث ثورة بإبتكاره نظام كتابة برايل ووضع أسسه عام 1824 وقد أرسل طريقته إلى الأكاديمية ولم يتم النظر إليها فعلمها لتلاميذه الذين مارسوها خارج ساعات الدراسة الرسمية وفى أوقات فراغهم كما أنه لفت النظر إلى إمكان إستخدام طريقته في كتابة النوتة الموسيقية للمكفوفين ومن جراء ما بذله برايل من جهد أصيب بالمرض وتزامن هذا مع إقامة حفل كبير ضم علية القوم فى باريس وعزفت على البيانو إحدى تلميذاته وبرعت فى العزف من النوتة وتسابق المشاهدون والمستمعون لتهنئتها فردت عليهم قائلة أن هذه التهنئة يجب أن توجه إلى الرجل الذى أفنى زهرة عمره فى سبيلنا نحن الذين فقدنا نعمة البصر وبعدها تناقلت الصحف قصة برايل وطريقته وذاع الأمر فى أرجاء فرنسا وعندما أخبره بعض تلاميذه بما حدث بكى وإختلطت كلاماته بدموعه وهو يرد عليهم (الأن أموت وأنا مطمئن إلى أن جهودى لن تموت معى) ومات بمرضه الصدرى وهو فى الثالثة والاربعين من عمره فى 6 ينايرعام 1852وأقيم له فى قريته تمثالا.
وقد إعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 161/73 الصادر فى نوفمبر2018 بإعلان يوم 4 يناير من كل عام يوم عالمى للغة برايل إعترافاً بأن تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية فى سياق الوصول إلى اللغة المكتوبة شرط أساسى حاسم للإعمال الكامل لحقوق الإنسان للمكفوفين وذوى الرؤية الجزئية كما قامت منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) فى عام 1951 بتوحيد الكتابة البارزة بقدر ما تسمح به أوجه الشبه بين الأصوات المشتركة فى اللغات المختلفة ونتج عن هذه الحركة النظام الحالى للرموز العربية كما أدخل نظام النقاط إلى الكمبيوتر.
قد كان أول إحتفال به عام 2019 بهدف تشجيع فاقدى البصر أومن يعانون من ضعف حاد به على القراءة والكتابة وتوطيد تواجدهم الفعلى الإيجابى فى مجتمعاتهم بالإضافة إلى إتاحة المجال للتعرف على المشاكل التى قد يواجهونها وإيجاد حلول فعلية للتغلب عليها من خلال تضافر الجهود الدولية وفى مقدمتها منظمة الصحة العالمية.
وقد نفذت منظومة الأمم المتحدة العديد من الممارسات والفاعليات خلال جائحة فيروس كورونا ففي ملاوي نشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ما يقارب 4050 مادة بلغة برايل لأغراض التوعية والوقاية من الفيروس.
في إثيوبيا وزعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان معلومات سمعية ومواد تثقيفية على العاملين في مجال الإعلام لنشرها وأعدت نسخاً من الرسائل التثقيفية بلغة برايل.
وأصدرت اليونيسيف مذكرات إرشادية بلغات متعددة بما فيهم لغة برايل.
اترك تعليق