انهمرت دموع "هدير" بشدة أثناء جلوسها في قاعة محكمة الجنايات وانهارت عندما نطق القاضي على زوجها بالسجن لمدة 15 عاما في جناية سرقة بالإكراه ولم تصدق المسكينة أن "زوجها" الوسيم اللطيف تحول بسبب طمعه الشديد إلي سارق.. فرغم وظيفته المرموقة كمدير لأحد مكاتب بريد القاهرة لم يقتنع بدخله من مهنته وفكر في تحقيق الثراء السريع ليستمتع بحياته كما يحيا غيره من أصحاب السيارات الفارهة والفيلات الأنيقة لأنه يري نفسه دائمًا أفضل من الآخرين.
لم تكن "هدير" تتصور أبدًا أن "حسام" زوجها حين كان يحدثها دائمًا عن رغبته في أن يحيا حياة المليونيرات انه يتكلم بجدية بل ظنت انه يمزح كعادته فهو بالنسبة إليها كان الزوج والحبيب والشاب الوسيم الذي دخل حياتها بسرعة وأحبته من أول لقاء بينهما في مكتب البريد الذي يعمل به.
مع الوقت اكتشفت أن العيب الوحيد في حبيبها هو الطمع.. فكان "حسام" دائمًا ينظر إلي ما في يد غيره ويتمني أن يحيا حياة رغدة ويركب أحداث السيارات وينفق أموالا كثيرة.. وكانت ترد عليه دائمًا أن ذلك مستحيل لأن دخله من وظيفته لن يحقق له هذه الأحلام فيجيبها ضاحكًا: "لا يوجد مستحيل ما دمنا على قيد الحياة".
بعد مرور سنوات قليلة على زواجهما لاحظت على "زوجها" بعض التغيرات حيث تعرف على بعض الأشخاص مستواهم الاجتماعي والأخلاقي لا يتناسب مع مستوي زوجها بالمرة.. وبدأ يحضر هؤلاء الأشخاص إلي المنزل وامتد سهرهم إلي ساعة متأخرة من الليل مما أدي لحدوث مشكلة بينهما، ولما أصرت على عدم استضافة هؤلاء الأشخاص مرة أخري استجاب لطلبها ولم ترهم مرة أخري إلا داخل قفص الاتهام لحظة الحكم على زوجها.
تذكرت "هدير" كيف دخل عليها حبيبها ــ في ليلة لن تنساها ــ يحمل حقيبة سوداء ولما سألته عما تحتويه ارتبك وقال إنها أوراق تخص العمل لكنها لم تصدقه وحاولت فتح الحقيبة بعد نومه لكنه كان قد أحكم إغلاقها برقم سري لم تستطع الاهتداء إليه.
الشرود والقلق
بعدها بأيام أحست أن زوجها ليس على ما يرام وأنه يفلق حجرته على نفسه ويبدو عليه الشرود والقلق وكلما دق جرس الشقة بان عليه الخوف وكثيرا ما كان ينهض مفزوعا من نومه والعرق يتصبب من جبينه.
حاولت "هدير" أن تعرف سره الذي يخفيه لكنه تهرب منها وأخبرها بأن أعصابه مشدودة بسبب إرهاق العمل ومشاكله.. لم تصدقه وأنبأها قلبها بأن زوجها يمر بمشكلة كبيرة أثرت عليه وعلى أعصابه ولا يستطيع مواجهتها بمفرده.
كانت المفاجأة الكبري والصدمة التي هزتها من الأعماق عندما اقتحم رجال الشرطة شقتها وألقوا القبض على "زوجها" لاتهامه في قضية سرقة بالإكراه لسيارة نقل أموال.
الطمع ضيع حياتي
في أول زيارة لزوجها في السجن روي لها وهو نادم قصته حتي نهايتها حيث بدأ الأمر حينما تعرف على ثلاثة أشخاص استغلوا رغبته في تحقيق ثراء سريع وزينوا له القيام بسرقة سيارة نقل أموال تحمل ملايين الجنيهات.. وتم التخطيط جيدا للعملية.. قطعوا الطريق على سيارة نقل الأموال واعتدوا على سائقها وعلى حارس المال وحملوا النقود في سيارتهم وهربوا بها لكن الله انتقم منه عندما سار في طريق الشيطان وختم قصته معها بقوله: "الله يخرب بيت الطمع ضيع حياتي وأدخلني في ظلمات السجون".
اترك تعليق